وزير الخارجية الإيراني: عُمان ستستضيف الجولة الثانية من المفاوضات لكن قد تعقد في مكان آخر
يُعد العراق اليوم موطناً لعدد كبير من الميليشيات المسلحة التي تشكلت على مدار العقدين الماضيين، حيث بلغ عددها 67 ميليشيا مسجلة تعمل تحت مظلات مختلفة وبتوجهات وأجندات متنوعة.
شهدت البلاد ثلاث مراحل رئيسية لتشكيل هذه المجموعات المسلحة، كان لكل منها دوافعها وسياقاتها التاريخية والسياسية.
في الفترة بين عامي 2003 و2011، بدأت أولى الميليشيات في التشكّل داخل العراق بعد سقوط النظام السابق. كان أبرزها قوات بدر وكتائب حزب الله وجيش المهدي وعصائب أهل الحق، التي ساهمت في رسم ملامح المشهد الأمني والسياسي في مرحلة ما بعد الغزو الأمريكي.
ومع تصاعد النزاعات في المنطقة بين عامي 2011 و2014، ظهرت ميليشيات جديدة بلغ عددها ثماني تشكيلات، أبرزها سرايا الخرساني والنجباء وأبو الفضل العباس وكتائب الإمام علي.
لعبت هذه الجماعات أدواراً مزدوجة في الصراعات داخل العراق وفي الحرب السورية المجاورة، مدعومة بأجندات إقليمية واضحة.
أما الفترة بين عامي 2014 و2018، فشهدت ذروة تشكيل الميليشيات، حيث ظهرت 55 ميليشيا جديدة بمزاعم مواجهة تنظيم "داعش".
جاءت هذه التشكيلات استجابة لدعوات الدفاع عن العراق، لكنها أضافت تعقيدات جديدة للمشهد الأمني بسبب تباين ولاءاتها وانتماءاتها.
من حيث المرجعيات الدينية، تتبع 39 ميليشيا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، ما يعكس تأثير طهران الكبير في المشهد العراقي.
وفي المقابل، هناك 18 ميليشيا تدين بالولاء للمرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني، فيما تنتمي بقية الميليشيات إلى مرجعيات دينية متفرقة.
هذا التنوع في المرجعيات يعكس حالة الانقسام العميق داخل المشهد السياسي والأمني في العراق.
انتشار الميليشيات يتركز في تسع محافظات رئيسة، تشمل بغداد ونينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وبابل وكربلاء والنجف.
كما أن هناك انتشاراً جزئياً في ست محافظات أخرى، مثل البصرة والسماوة والديوانية والكوت والعمارة والناصرية، ما يعكس عمق تغلغل هذه الجماعات في الجغرافيا العراقية.
أما على مستوى تعداد الأفراد، فتضم الميليشيات العراقية حوالي 142,800 مقاتل من الطائفة الشيعية، يشملون العرب والتركمان والشبك، إلى جانب 25,000 مقاتل سني من العرب، و2,200 مقاتل من الطائفة المسيحية.