logo
العالم العربي

مؤتمر الحوار الوطني السوري.. بين عثرات التحضير وجدل المشاركة

مؤتمر الحوار الوطني السوري.. بين عثرات التحضير وجدل المشاركة
سكان دروز من قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان، التي ضمتها...المصدر: AFP
24 فبراير 2025، 6:26 م

سارة عيسى - إرم نيوز

ينعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري يوم غد الثلاثاء، وسط جدل واسع حول طبيعة التحضيرات وآليات المشاركة ومدى شمولية التمثيل فيه.

وفي حين يرى البعض أن المؤتمر يمثل خطوة أساسية في إعادة بناء الدولة السورية وتعزيز اللحمة الوطنية، يعبر آخرون عن مخاوفهم من أن يتحول إلى مجرد لقاء استشاري يفتقر إلى قرارات ملزمة أو تأثير حقيقي في مسار الحل السياسي.

وتواجه اللجنة التحضيرية انتقادات تتعلق بكيفية إدارة ملف الدعوات وآليات اختيار المشاركين، وبينما تشهد الأوساط الداخلية اعتراضات على استبعاد بعض القوى الفاعلة، ترى أطراف سياسية خارج سوريا أن المؤتمر لا يعكس تطلعاتها ودورها.

أخبار ذات علاقة

دون تحديد موعد رسمي... مؤتمر الحوار الوطني السوري قيد الإعداد

 وتتزايد الدعوات لتأجيل المؤتمر بهدف تحقيق توافق أوسع وضمان مشاركة أكثر شمولاً، مع استمرار الغموض حول أهدافه ونتائجه المتوقعة.

غير واضح

وقال أمين عام التحالف السوري الديمقراطي، حسان الأسود، إن مصير تأجيل مؤتمر الحوار الوطني السوري لا يزال غير واضح، إذ لم يتم الإعلان عن أي قرار رسمي بشأنه، لكن هناك العديد من التحفظات على آلية عمل اللجنة التحضيرية وأسلوب إدارتها للحدث الوطني المهم.

وأوضح في حديث لـ"إرم نيوز" أن المؤتمر كان من المفترض أن يكون محطة مفصلية لمناقشة قضايا تأسيسية لسوريا الجديدة، بهدف إعادة بناء الدولة والمجتمع، وتعزيز اللحمة الوطنية، وإعادة تعريف العلاقة بين الدولة والمواطنين، ومع ذلك، فقد تحوّل المؤتمر إلى مجرد لقاء حواري يصدر توصيات غير ملزمة، وهو ما يقلل من تأثيره وفاعليته.

وأشار إلى أن ما زاد الأمر تعقيداً هو الغموض الذي يحيط بآلية اختيار المشاركين، وطريقة إرسال الدعوات، والمعايير المعتمدة لتحديد من سيحضر المؤتمر، كما أن توقيت اللقاءات والنقاشات بات موضع جدل، ما أثار خيبة أمل واسعة وسط مخاوف من أن تكون مخرجات المؤتمر محددة مسبقاً، في حين يبدو أن دور المشاركين سيكون شكلياً، الأمر الذي قد يؤثر سلباً في النتائج النهائية للمؤتمر وعلى المشهد السوري بشكل عام.

 جميع الأطراف الفاعلة

من جانبه، يرى المحلل والباحث السياسي، حسام الدين سلوم، أن تحديد موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري يوم الثلاثاء أثار حالة من الجدل بين السوريين، سواء في الداخل أو الخارج.

حالة من عدم الرضا

وأشار لـ"إرم نيوز" إلى وجود حالة من عدم الرضا في الداخل السوري، إذ يرى كثيرون أن المؤتمر لم يشمل جميع الأطراف الفاعلة، وأن اللجنة التحضيرية تسرعت في تحديد موعد انعقاده دون التوصل إلى تفاهمات شاملة مع مختلف القوى السياسية داخل البلاد.

أما بالنسبة للسوريين في الخارج، لفت سلوم إلى أن العديد من القوى السياسية المؤثرة، التي أدت دوراً في المشهد السوري خلال السنوات الماضية، كانت تأمل في أن يُعقد المؤتمر بطريقة مختلفة، وهو ما أدى إلى تباين في وجهات النظر حول جدوى انعقاده في هذا التوقيت.

أخبار ذات علاقة

بعد حل الأحزاب.. من يمثل السوريين في "مؤتمر الحوار الوطني"؟

التوافق بين الأطراف السياسية 

وأضاف سلوم أن نجاح المؤتمر يتطلب توافقاً واسعاً بين جميع الأطراف السياسية السورية، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن وفق ما يظهر من المشاورات الجارية، موضحاً أن استمرار عدم التوافق بين القوى السياسية واللجنة التحضيرية قد يؤثر في تحقيق الغاية المرجوة منه.

وبيّن أنه بناءً على هذه المعطيات، فإن تأجيل المؤتمر قد يكون خياراً أكثر واقعية، على الأقل إلى ما بعد شهر رمضان أو لمدة شهرين على الأقل، من أجل إتاحة المجال لعقد المزيد من الحوارات السورية – السورية، واستكمال الترتيبات اللازمة لضمان نجاح المؤتمر وتحقيق نتائجه المرجوة.

وشدد سلوم على أنه إذا استمرت التحضيرات بالنهج الحالي نفسه دون أي تعديل، فسيواجه المؤتمر العديد من التحديات، وستبقى قراراته ونتائجه محل انتقاد واسع بسبب الشوائب التي قد تصيب عملية انعقاده والمخرجات المتوقعة منه، وفق تقديره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات