البيت الأبيض: هناك من يسربون معلومات من داخل البنتاغون
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الجيش الأمريكي يتوسط في صفقات لجمع الفصائل السورية معًا؛ بهدف منع العودة إلى الصراع الأهلي الذي قد يعقد الجهود الرامية إلى كبح جماح الجماعات الإسلامية المتطرفة.
ونقلت الصحيفة عن ضباط أمريكيين أن جيش بلادهم يؤدي دورًا دبلوماسيًا مهمًا خلف الكواليس في سوريا، فقد ساعد على التوسط في صفقات بين الفصائل والحكومة الجديدة في البلاد.
وأضاف الضباط أن القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا لمكافحة عودة ظهور تنظيم "داعش" توسطت في محادثات جمعت بين حكومة دمشق الجديدة و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تسيطر شمال شرق البلاد.
كما شجع الضباط الأمريكيون جماعة متمردة أخرى تعمل معها الولايات المتحدة في جنوب شرق سوريا قرب قاعدتها العسكرية في التنف، وهي جيش سوريا الحرة، على تحقيق السلام مع المتمردين الإسلاميين السابقين الذين أطاحوا بنصف قرن من حكم عائلة الأسد أواخر العام الماضي ويسيطرون الآن على الحكومة.
وتابع الضباط أن هذه الخطوات تهدف إلى تحقيق الاستقرار في البلاد ومنع العودة إلى الصراع الأهلي الذي قد يعقّد الجهود المبذولة لكبح جماح تنظيم "داعش"، الذي يعمل بشكل كبير في المناطق الصحراوية قليلة السكان في سوريا.
كما أنها تهدف إلى منح الولايات المتحدة موقعاً بينما تعمل سوريا على تشكيل مستقبلها.
وفي حين رفضت القيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن النشاط العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، التعليق على الدور الأمريكي في المفاوضات، لم ترد الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد على طلبات التعليق على الدور الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما رحب وزير الخارجية ماركو روبيو، يوم الثلاثاء، باتفاق هذا الأسبوع، قائلاً إن الولايات المتحدة "تؤكد دعمها للانتقال السياسي الذي يُظهر حوكمة موثوقة وغير طائفية كأفضل سبيل لتجنب المزيد من الصراع"، أبدت إدارة ترامب فتورًا تجاه قادة سوريا الجدد، وكثير منهم من "هيئة تحرير الشام"، وهي تنظيم إسلامي كان على ارتباط بتنظيم القاعدة، وحثتهم على تشكيل حكومة أكثر شمولًا.
كما انتقدهم بعض كبار المسؤولين الأمريكيين ووصفوهم بـ"الجهاديين"، وأعربوا عن شكوكهم بنواياهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن للولايات المتحدة حوالي 2000 جندي متمركزين في 8 قواعد في سوريا، وهو أكثر من ضعف العدد المعترف به في البلاد قبل أن يرسل البنتاغون تعزيزات مع بدء انهيار نظام بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن ذلك يأتي وسط احتمال انسحاب القوات الأمريكية مستقبلاً من سوريا، وسبق أن قرر الرئيس ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا في ولايته الأولى، قبل أن يتراجع عن القرار، ما أسهم في الضغط على قوات سوريا الديمقراطية للتوصل إلى اتفاق مع دمشق.