هيئة الأرصاد الجوية: زلزال بقوة 5.8 درجة يهز تايوان
أكد خبراء أن التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في شمالي قطاع غزة، يهدف لتحقيق هدفين رئيسيين، أولهما القضاء نهائيًا على حركة حماس وعناصرها بشمالي غزة، والثاني استكمال مخطط تهجير السكان لوسط وجنوب القطاع.
وبدأ الجيش الإسرائيلي، قبل عدة أيام، عملية عسكرية جديدة في شمالي القطاع، تستهدف بشكل أساسي مخيم جباليا، ودعا خلالها السكان للنزوح إلى وسط وجنوب قطاع غزة عبر ممر نتساريم، فيما يوسع العملية تدريجيًا تجاه مدينة غزة.
يأتي ذلك، بالتزامن مع التقارير الإعلامية التي تشير إلى إمكانية تطبيق إسرائيل لـ"خطة الجنرالات"، والتي تهدف بشكل أساسي لفرض السيطرة العسكرية الإسرائيلية على شمالي القطاع، وتهجير جميع سكانه لمناطق الوسط والجنوب.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإنه وعلى مدار خمسة أيام من العملية العسكرية الإسرائيلية بشمالي القطاع، قُتل 125 فلسطينيًا اغلبهم من النساء والأطفال، متهمًا الجيش الإسرائيلي بالاستفراد بالمدنيين وارتكاب جرائم قتل في شوارع الشمال.
هدف رئيسي
وقال الخبير في الشأن العسكري، أحمد عبد الرحمن، إن "إسرائيل تعمل على تطبيق خططها العسكرية في شمالي القطاع بشكل غير معلن"، لافتًا إلى أن العملية العسكرية الجديدة تأتي في إطار السعي لجعل شمالي القطاع منطقة غير صالحة للحياة.
وأوضح عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، أن "طبيعة الأهداف العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي تشير بوضوح إلى أن هدفه الرئيسي هو تهجير سكان شمالي القطاع لمناطق الوسط والجنوب"، مبينًا أن الجيش ينفذ فعليًا خطة الجنرالات.
وأشار إلى أنه "على الرغم من مرور عام على الحرب في غزة، تستغل حماس أي حالة من الهدوء لإعادة تشكيل فرقها في مختلف مناطق القطاع"، مؤكدًا أن ذلك يدفع الجيش لتنفيذ الخطة ومنع أي إعادة تأهيل من حماس بالمنطقة.
وبين أن "العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة ستستمر لأسابيع، وستعمل على ضمان عدم عودة السكان لشمالي القطاع، خاصة أن الدمار الكبير لمخيم جباليا ومختلف المناطق سيكون عائقًا أمام قدرتهم على الحياة بالشمال".
وزاد: "بتقديري سيعمل الجيش على فصل الشمال عن مدينة غزة بذات الطريقة التي فصل بها المدينة عن وسط وجنوب القطاع"، مشيرًا إلى أن ذلك سيسهل على الجيش فرض سيطرته الأمنية والعسكرية على مختلف المناطق.
القضاء على حماس
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، أن "إسرائيل تعمل إلى جانب تنفيذ خططها الأمنية في شمالي القطاع لاستكمال الخطط المتعلقة بالقضاء على حركة حماس في الشمال"، لافتًا إلى أن ذلك يضمن لإسرائيل فرض جميع شروطها على الحركة.
وقال أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، إن "الضربات المتلاحقة ضد حماس في الشمال لم تؤدِ للقضاء على الحركة، وإنه حسب التقديرات الجديدة فإن حماس بدأت بتجنيد عناصر جديدة، وإعادة ترتيب نفسها حتى قبل انتهاء الحرب".
وأشار إلى أن "ّذلك يمثل فشلًا استخباراتيًا وعسكريًا لإسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو، وهو الأمر الذي تعمل أن تحول دونه"، مؤكدًا أن السيطرة على شمالي القطاع والتمركز فيه لسنوات هدف استراتيجي بالنسبة لحكومة نتنياهو.
وأضاف: "العمليات العسكرية المتلاحقة في شمالي القطاع تمثل مؤشر قوي إلى أن إسرائيل تعمل على تنفيذ مخططها المتعلق بالسيطرة العسكرية على الشمال"، مستدركًا: "لكن حكومة نتنياهو تؤجل إصدار القرار النهائي بهذا الشأن لحين تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد".
ووفق المحلل السياسي، فإن "هذه العملية ستستمر لمدة طويلة، وأن إسرائيل وإن أوقفتها فإنها ستعيد الكرة مرة أخرى، وستقوم بإجراءات غير مسبوقة تدفع من خلالها سكان غزة وشمالها للنزوح لوسط وجنوب القطاع".