مسؤول فلسطيني لـ"إرم نيوز": يجب إبعاد "ملف إعمار غزة" عن خلافات حماس وفتح

أكد عضو المجلس الوطني الفلسطيني وليد العوض، أن "إسرائيل تعمل بشكل حثيث من أجل تنفيذ مخططاتها المتعلقة بتهجير سكان غزة وشمالها إلى وسط وجنوب القطاع"، محذرًا من "جعل إعادة الإعمار ملفًّا للخلافات السياسية بين حركتي فتح وحماس".

وقال العوض، لـ"إرم نيوز"، إن "الهدف الأساسي من المطالبات المتكررة لسكان القطاع بالنزوح منذ أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي هو طرد الفلسطينيين من مناطق الشمال، بما يسهل على إسرائيل السيطرة الأمنية والعسكرية على تلك المنطقة".  

وأوضح أن "هذه الخطة لا يمكن أن تنجح في ظل صمود الآلاف من الفلسطينيين في غزة وشمالها ورفضهم النزوح لوسط القطاع وجنوبه"، لافتًا إلى أن إسرائيل خدعت سكان غزة عندما طالبتهم بالنزوح لتنفيذ عمليات عسكرية مؤقتة. 

 وأضاف: "لن نسمح بتكرار مأساة النكبة التي وقعت عام 1948، وسنعمل من أجل فضح مخططات الاحتلال، والصمود في وجهها"، مشددًا على أن من يرفض النزوح من غزة وشمالها سيكونون حجرة عثرة أمام المخططات الإسرائيلية. 

 وتابع العوض: "نسمع كثيرًا عن خطة الجنرالات وغيرها من الأفكار الإسرائيلية التي تهدف لاقتطاع أجزاء كبيرة من الحدود الشمالية والشرقية للقطاع، في إطار محاولات تصفية القضية الفلسطينية، ومنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية". 

وأشار إلى أن "الهدف الأوسع للأحزاب اليمينية الإسرائيلية يتمثل في دفن مشروع الدولة الفلسطينية، وهو الأمر الذي يظهر واضحًا في التشريعات التي تؤكد رفض حل الدولتين"، مطالبًا المجتمع الدولي بوضع حد للتعنت الإسرائيلي بهذا الشأن. 

وشدد على أن "إسرائيل بحكم الأمر الواقع، وبالدعم الأمريكي المطلق لها يمكنها تنفيذ خطط ترحيل سكان غزة وشمالها؛ إلا أن الصمود الفلسطيني الأسطوري والدعم العربي المتوقع للتصدي لتلك الخطة سيكون عاملًا مهمًّا في إفشالها". 

وبين المسؤول الفلسطيني، أن "قيادة منظمة التحرير ستواصل العمل، وستكثف اتصالاتها الدولية من أجل منع سيطرة إسرائيل على أي جزء من قطاع غزة، أو إعادة احتلاله"، مؤكدًا بأنه لولا الدعم الأمريكي لما تجرأت حكومة بنيامين نتنياهو على مناقشة هذه المخططات وإقرارها. 

وفيما يتعلق بالمطلوب فلسطينيًّا للتصدي للمخططات الإسرائيلية بشأن غزة والضفة الغربية، قال العوض، إنه "يتوجب على الفصائل الفلسطينية العمل من أجل إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، وتشكيل حكومة توافق تمارس عملها في غزة كما في الضفة".

وشدد على ضرورة أن تُحيَّد أزمة غزة عن الخلافات السياسية، خاصة ما يتعلق بإعادة إعمار القطاع، الذي تعرضت مناحي الحياة كافة فيه للدمار"، قائلًا: "نحن بحاجة لجهة فلسطينية مقبولة دوليًّا من أجل استئناف إعادة الإعمار". 

وحذر من "جعل ملف إعادة الإعمار ملفًّا للخلافات السياسية بين حركتي فتح وحماس، وأن يكون منفصلاً عن أي تجاذبات سياسية، خاصة أن غزة تحتاج للمليارات من أجل إعادتها للوضع الذي كانت عليه قبل السابع من أكتوبر". 

وأكمل العوض: "يبدو أن إسرائيل لديها مخطط كبير يتعلق بفرض سيطرتها الأمنية والعسكرية على مناطق إستراتيجية بالضفة الغربية وقطاع غزة، وتعمل في الوقت الراهن على تنفيذه، مستغلة أحداث السابع من أكتوبر بوصفها ذريعة لتطبيقه". 

وأشار إلى "ضرورة العمل من أجل رفض وجود الاحتلال الإسرائيلي على أي بقعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها قطاع غزة بعدِّها أرض دولة فلسطين، والوصول لصفقة تبادل أسرى تضمن الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى". 

وختم: "يجب العمل من على متابعة قرارات المحاكم الدولية، والاستمرار في ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي بالمحافل الدولية كافة"، مشددًا على ضرورة العمل على توسيع دائرة الاعتراف بدولة فلسطين، وحصولها على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.