الأمن السوري يضبط شحنة مخدرات قادمة من الجانب اللبناني في سرغايا بريف دمشق
تدخل المعارك في الشمال السوري منعطفًا جديدًا مع سيطرة الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام على مناطق واسعة في ريف حماة، ضمن عملية "ردع العدوان".
هذه التطورات تحمل أبعادًا إستراتيجية قد تعيد تشكيل خريطة الصراع في سوريا.
أهمية حماة الإستراتيجية
تعد مدينة حماة وريفها موقعين حيويين على الصعيدين العسكري والجغرافي. تقع حماة في قلب سوريا، وهي نقطة ربط رئيسة بين الشمال والجنوب، وبين الساحل والداخل.
السيطرة على المدينة تفتح الطريق نحو حمص، ما يعني اقتراب الفصائل المسلحة من وسط البلاد، وهو أمر قد يُهدد الحكومة السورية في مناطق سيطرتها الأساسية.
وفق تصريحات مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، فإن تقدم الفصائل في حماة قد يمهّد الطريق لسقوط حمص، التي تُعد بوابة جنوبية لمناطق النظام الحيوية.
في حال استمرار الفصائل في تحقيق مكاسب على الأرض، قد تتحول المعركة إلى محاولة للاستيلاء على حمص. هذا السيناريو سيشكل تهديدًا كبيرًا للنظام، لأنه يعني فقدانه السيطرة على وسط البلاد.
والسيطرة على حمص، في حال تحققت، ستقطع شريان المواصلات والإمدادات بين العاصمة دمشق والساحل السوري.
التداعيات العسكرية
استطاعت الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام السيطرة على 18 بلدة وقرية في ريف حماة، بينها طيبة الإمام وحلفايا ومعردس، مقتربة من مدينة حماة على مسافة لا تتجاوز 6 كم.
هذا التقدم جاء من ثلاثة محاور رئيسة، في الشمال والشمال الغربي، ما يزيد من الضغط على القوات السورية المدافعة عن المدينة.
النجاح في السيطرة على هذه المناطق يضع الفصائل في موقع يمكنها من تهديد قواعد إستراتيجية، مثل مدرسة المجنزرات واللواء 87، فهما من أهم المواقع العسكرية للجيش السوري في المنطقة.
أمام هذا التقدم، دفعت القوات السورية بأضخم تعزيزاتها العسكرية إلى ريف حماة.
هذه التعزيزات تهدف إلى تأمين محيط قيادة الفرقة 25، التي تُعد رأس الحربة في الدفاع عن المدينة، وتأمين خطوط الإمداد الحيوية للجيش السوري.
في الوقت ذاته، يكثف الجيش، بدعم روسي، غاراته الجوية على مناطق سيطرة الفصائل في ريفي إدلب وحلب، في محاولة لاستنزافها وإضعاف خطوطها الأمامية. ولكن فعالية هذه الغارات تبقى مرهونة بقدرة النظام على تحقيق تقدم ميداني ملموس.
مؤشرات السقوط
بالتزامن مع تصاعد المعارك، بدأت السلطات السورية بإفراغ المصارف ومكاتب الصرف في مدينة حماة، في خطوة تعكس المخاوف من فقدان السيطرة على المدينة.
هذه الإجراءات تُظهر قلق النظام من تأثير التقدم العسكري للفصائل على الاقتصاد المحلي، فضلاً عن احتمالية وقوع اضطرابات اجتماعية في حال دخول الفصائل إلى المدينة.
الدعم الدولي
يبرز الدعم الروسي للجيش السوري عبر الغطاء الجوي المكثف الذي يقدمه للطيران الحربي، حيث نفذ الطيران الروسي والسوري غارات عنيفة استهدفت مواقع المعارضة.
في المقابل، تُظهر هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها تنسيقًا عسكريًا عالي المستوى، ما يشير إلى وجود دعم لوجستي وعسكري إقليمي غير مباشر.