عراقجي: حق طهران في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض خلال المحادثات مع أمريكا
تسود الجبهة الشمالية، وجنوبي لبنان، أجواء متوترة، حيث يراقب الجميع ما وصفه محللون إسرائيليون بـ "عاصفة ما قبل الهدوء".
وفي وقت كان من المتوقع أن يتم التوصل فيه إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل حول التسوية خلال أيام، إلا أن تصعيد العمليات العسكرية من قبل مليشيا حزب الله والجيش الإسرائيلي يعطل هذه التسوية.
وبحسب تقارير إسرائيلية، يسعى حزب الله إلى تحقيق "صورة النصر الأخير" عبر زيادة الهجمات على العمق الإسرائيلي، وفي المقابل تعمل إسرائيل على تكثيف هجماتها بمنطقة الضاحية في بيروت.
ووفق المسؤولين العسكريين في إسرائيل، هذا التصعيد يهدف إلى إبراز صورة "النجاح" في اللحظات الأخيرة قبل التوصل إلى الاتفاق، ما سيضمن لحزب الله مكاسب إعلامية وسياسية.
وفي هذا السياق، قالت مصادر إسرائيلية إنه إذا لم يتم التوقيع على الاتفاق الآن، فإن مفاوضات التسوية قد تستغرق وقتًا أطول.
وأوعزت القيادة الإسرائيلية، وفي إطار هذا التصعيد، بزيادة الهجمات على أهداف حزب الله في لبنان، مع التركيز على المنطقة الجنوبية وخصوصًا الضاحية الجنوبية لبيروت.
ومع ذلك، أكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن هناك تمييزًا بين الهجمات على حزب الله والدولة اللبنانية، مشددين على أن إسرائيل لا تنوي مهاجمة أهداف الدولة اللبنانية في هذه المرحلة.
أما فيما يتعلق بالتسوية، فإن الحكومة اللبنانية قبلت بمطالب إسرائيل بشأن "حرية العمل" للجيش الإسرائيلي في مواجهة أي تهديدات لأمن الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ولكن مع استمرار الخلاف حول آلية المراقبة الدولية وصلاحياتها، بالإضافة إلى 13 نقطة خلافية على الحدود يطالب لبنان بتثبيتها في الاتفاق.
وبينما تصر إسرائيل على تأجيل هذه النقاط إلى مرحلة لاحقة من المفاوضات بوساطة الولايات المتحدة والأمم المتحدة، تُشير التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أن هذا الملف سيُحسم في الأيام القادمة.
وفي وقت تواصلت فيه الضغوطات الدولية والإقليمية على الأطراف المعنية لإتمام التسوية، فإن التوترات على الأرض لا تزال مرتفعة، والمفاوضات تُظهر تعقيدات عديدة.
وأشار بعض المسؤولين في إسرائيل إلى أن حزب الله لا يزال يحاول فرض شروطه، خاصة فيما يتعلق بالصلاحيات التي يجب أن تتمتع بها آلية المراقبة الدولية في المناطق المتنازع عليها.
وفي ظل هذه المستجدات، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه المفاوضات ستصل إلى طريق مسدود، أو إذا كانت الأطراف ستتمكن من تجاوز هذه العقبات بشكل سريع قبل أن يتفجر الوضع أكثر.
وتشير التوقعات إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا بالنسبة لمستقبل هذه المفاوضات، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من التصعيد على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.
ويرى المحللون العسكريون في إسرائيل أن الحرب الإعلامية بين الطرفين قد تكون أخطر من المعركة العسكرية في هذه المرحلة، حيث يسعى كل طرف لفرض "صورة النصر" الخاصة به قبل إبرام الاتفاق النهائي.
ولكن مع تزايد التوترات، قد يصبح من الصعب إتمام التسوية دون تقديم تنازلات كبيرة من الجانبين.