ليلة قصف تل أبيب.. كواليس ما كشفته الضربة الحوثية

كشف "الاختراق" الذي حققته الهجمة الحوثية الأخيرة على تل أبيب عن معضلة استراتيجية لإسرائيل على المستويين السياسي والعسكري، بحسب المحلل الأمني والخبير الاستراتيجي أحمد صالح خلف.

وأشار خلف، في تحليله لـ"إرم نيوز"، إلى أن المعضلة تتعلق بقدرة إسرائيل على التعامل مع عدة جبهات باستخدام الأسلوب الهجومي المتمثل بالمسيرات من قبل إيران أو ميليشياتها، حزب الله شمال إسرائيل، والحوثي من الجهة الجنوبية، إضافة للهجمات من الأراضي السورية والعراقية.

صدمة مضاعفة

وقد شكل استهداف ميليشيا الحوثي بمسيرة إيرانية لتل أبيب صدمة مضاعفة لإسرائيل، نظرا لطول المسافة التي قطعتها المسيرة المحملة بصواريخ دون قدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأنظمة الدفاع التكنولوجية المتقدمة على إسقاطها أو حتى رصدها على أقل تقدير.

ونجحت المسيرة بالوصول إلى تل أبيب واستهداف مبنى سكني صباح الجمعة بالقرب من المجمع الدبلوماسي الأمريكي.

ونتج عن الهجوم مقتل شخص وإصابة آخرين، ولكن الخسارة الأكبر نتيجة للاستهداف، بحسب خلف، هي تزايد المخاوف في إسرائيل بشأن التهديدات المحيطة وخلخلة الثقة في الداخل الإسرائيلي في قدرة الدولة على الدفاع وصد الأخطار المحيطة.

وأوضح أنه على المستوى الأمني الدفاعي، أظهر الهجوم ضعف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي ونظام القبة الحديدية في التصدي لهجمات المسيرات التي تعتبر السلاح الأبرز في الحروب المعاصرة، كونها الأخطر والأكبر تأثيرا والأقل تكلفة.

أنظمة الدفاع الجوي

فنيا، قال خلف إن المسيرات تشكل تحديا لأنظمة الدفاع الجوي لسببين رئيسين، أولهما أن سرعة المسيرات أقل بكثير من سرعة الطائرات والصواريخ التقليدية، ما يتيح لها الطيران على ارتفاعات منخفضة.

وذكر أن السبب الآخر يتمثل في أن مستوى انبعاث الحرارة من المسيرات أقل أيضا من الصواريخ والقذائف التقليدية، ما يجعل من الصعب تعقبها أو رصدها بواسطة الرادار واعتراضها بصواريخ أرض جو.

ورغم الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين إثر هجماتهم على السفن في البحر الأحمر مع بدايات حرب غزة واستهداف مواقع تخزين الأسلحة ومواقع بنية تحتية مهمة لميليشيا الحوثي، يرى المحلل الأمني أن مجريات الأحداث على الأرض تدل على أن تأثير هذه الضربات على قدرات الحوثي كان محدودا جدا.

وقال إن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، الذي تم تطويره جزئيا بالشراكة مع الولايات المتحدة أثبت قدرة لا بأس بها في التصدي للصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران خلال الأشهر الماضية، إلا أنه، بشهادة قادة عسكريين إسرائيليين، واجه مرارا صعوبة في تحديد وتتبع وتدمير العديد من المسيرات.

وأورد خلف مثالا على ذلك، إضافة لهجوم الحوثي، المسيرات التي أطلقتها ميليشيا حزب الله من لبنان جنوب إسرائيل خلال الأسابيع الماضية.

مسيرة حزب الله

وأكد خلف أن الحدث الأبرز الذي أظهر مواطن ضعف الدفاعات الإسرائيلية هو مسيرة حزب الله التي صورت المواقع المهمة والمنشآت الحيوية في حيفا على الساحل الغربي لإسرائيل، والتي بثها حزب الله في شهر حزيران الماضي.

وخلص خلف إلى أن الرد الإسرائيلي على هجوم الحوثي سيكتفي باتباع النهج الأمريكي – البريطاني باستهداف مواقع ومراكز بنية تحتية عسكرية للحوثي دون الاشتباك مع إيران التي زودت الحوثي بالمسيرات والأسلحة، وأعطت الأمر بالتنفيذ.