"أكسيوس": من المتوقع عقد جولة ثانية من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في روما السبت المقبل
رأى خبراء أن المعارك الجارية في الشمال السوري في طريقها للاتساع، لتشمل مناطق جديدة، أبرزها دير الزور والبوكمال شرق سوريا.
وقالوا إن استهداف الوجود الإيراني في سوريا وإنهاء خطوط الإمدادات من طهران إلى لبنان عبر سوريا والعراق، سيأخذ طريقه من "دير الزور" التي باتت تتصدر حسابات المواجهات بعد ما جرى في حلب.
وبعد انتقال المعارك من حلب إلى دير الزور، بات هذه المدينة على الأعتاب، ولكن من خلال خطط وتجهيزات ستعتمد على حصار المدينة، ويتزامن مع ذلك، بحسب الخبراء، توجيه ضربات إسرائيلية للقواعد الإيرانية، على رأسها قاعدة الإمام علي، التي تعتبر أكبر قاعدة في سوريا.
يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية ببيروت، الدكتور خالد العزي، إن "التطورات القادمة بعد معارك حلب، ذاهبة نحو اشتعال دير الزور ومعها البوكمال، من خلال قطع الطريق ثم الحصار الذي سيتزامن مع توجيه ضربات إسرائيلية تستهدف القواعد الايرانية في دير الزور، ومنها قاعدة الإمام علي".
ويوضح العزي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن التوجه بعد حماة سيكون نحو حمص وفي المقابل ستندلع مواجهات في جنوب درعا قبل الذهاب إلى مناطق الرقة ودير الزور، لافتًا إلى أن إخلاء حمص سيؤدي فعليًّا إلى فتح الطريق مع الحدود اللبنانية حتى الساحل السوري وصولًا إلى الصحراء؛ ما يعني الالتفاف الكامل والتنظيف لأول خط لقطع الطريق على الإمدادات الإيرانية؛ ما سيجعل الجيش اللبناني من جهة أخرى، قادرًا للسيطرة على الحدود.
وأصاف العزي "في الرقة ودير الزور، تحديدًا في شمال الفرات، هناك أمران أساسيان، الأول يتعلق بالوجود الكردي، وهذا ما يجب التوافق عليه بين تركيا وأمريكا لإنهاء هذه الظاهرة وإبعاد مقاتلي جبل قنديل، وربما الكرة أصبحت في يد الجنرال الكردي مظلوم عبدي الذي وضع أمام حالتين، إما حماية الأكراد والدخول في عملية التغيير السوري، وإما اتباع رجال جبال قنديل".
أما الأمر الثاني بحسب العزي، فيتعلق بالتمركز الكبير للميليشيات الإيرانية التي تفر من كافة المناطق السورية إلى دير الزور والبوكمال وأم حسن، وهذه المناطق هي قواعد كبيرة يوجد فيها قوات الحشد الشعبي وعشائر استطاعت إيران أن تنظمها في صفوفها.
وأضاف العزي أن فصائل المعارضة اذا استطاعت أن تبقى دون أي ارتدادات عكسية لإبعادها، وستكون حاضرة في عملية التفاوض وبسط سيطرتها وفرض أجندات على الخارج لدعمها ضمن المسار القادم.
وأردف بأنه في حال عدم استطاعة المعارضة البقاء دون ارتدادات، وكان هناك جهوزية سورية بمساعدة روسية وايرانية لدعم ما تبقى من وحدات الجيش للذهاب في عملية عكسية تقضي فيها على المعارضة، ستكون الضربة القاضية لهذا الفصائل، وهذا أمر مستبعد لأن الجيش السوري بدأ يتفكك في الداخل وبات غير معني بالمواجهة، والظروف الحالية تختلف عن ما كان في 2015 وحتى البيئة التي كانت تساند بشار الأسد، تعاني الانهيارات والوجع.
ويقول الخبير الإستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، إن اشتعال دير الزور أمر وارد بعد ما جرى في معارك حلب، في ظل تعدد الأطراف التي ستعمل على أكثر من محور في البحث عن مناطق نفوذها والقيام بتأمينها.
ويوضح "السبايلة" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن المناخ بلا شك تصعيدي وسيدفع العديد من الأطراف للتحرك إلى مناطق أخرى، وذلك مع الوضع في الاعتبار، الانهيارات الأمنية المتتالية وخطر خسارة الجغرافيا؛ ما يتطلب من بعض الأطراف التحرك لضمان المصالح والحدود والنفوذ في مناطق على رأسها دير الزور والبوكمال، وحتى درعا من الممكن أن تتأثر بشكل كبير مع تلك الأحداث.
ويفسر السبايلة ذلك، بالقول إن "ما حدث في حلب على يد بعض الفصائل المسلحة بعد وقف القتال على الجبهة اللبنانية مباشرة، يظهر تحول الساحة السورية إلى بضع جبهات للصراع المسلح؛ ما يعني من جهة, أن هناك ترابطًا بين الجبهات السورية واللبنانية والعراقية، ومن جهة أخرى، أن التصعيد سيكون أكثر حدة وسيمتد جغرافيًّا إلى مناطق أخرى لا سيما القريبة من الحدود العراقية بالداخل السوري، ومن بينها دير الزور.
وأشار إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار، أن إيران تواجه استنزافًا بعد ما جرى على الساحة اللبنانية مع حزب الله الذي كان له الدور الأبرز في قلب موازين المواجهات على الأرض في سوريا قبل ذلك، والذي ستكون تشكيلاته هناك هدفًا لهجمات من عدة أطراف، وأيضًا الحال ذاتها لميليشيات عراقية في سوريا، وهو ما سيتزامن مع ظهور قوى متعددة تسعى لإعادة تعريف دورها في دير الزور والبوكمال والسويداء، وقد يجدون أنفسهم في مواجهات مع بعضهم إضافة إلى دخول الأكراد على هذا الخط.