نتنياهو: شريط حماس بشأن الأسرى حرب نفسية ومشاهدته صعبة
شهدت الساحة التونسية حالة من الجدل الواسع إثر مُقترح تقدم به عدد من نواب البرلمان للحد من هجرة الكفاءات والأدمغة إلى أوروبا والخارج، لا سيما من الأطباء والمهندسين وأصحاب التخصصات التقنية العالية.
وتضمّن القانون المقترح تسديد خريجي الجامعات في مجالات الطب والهندسة والتخصّصات التقنية الذين يختارون العمل في الخارج خلال السنوات الخمس الأولى بعد التخرّج 50% من تكاليف دراستهم الجامعية.
ونصّ المقترح على تسديد هذه المبالغ على أقساط سنوية لمدة محدودة، وفق جدول زمني يتم الاتفاق عليه بين المعني بالأمر ووزارة التعليم العالي.
وأثار المقترح حالة واسعة من الانقسام، فيما تحفّظ عليه ممثلو الهيئات والنقابات المهنية المعنية بهذه المجالات تحديداً، معتبرين أنه يحد من "الحرية الشخصية" للطبيب أو المهندس وسوف تكون له "تداعيات سلبية".
"يتعارض مع الدستور"
وأكد كمال سحنون، رئيس عمادة المهندسين، أن "هذه المبادرة غريبة وتتعارض مع الدستور"، مرجّحاً أن "لا تتم المصادقة عليها، استناداً إلى بعض النواب"
وأشار سحنون في تصريحات إعلامية محلية إلى أنّ "المهندسين يمثلون أكثر من 80% من الكفاءات المهاجرة إلى الخارج، ويبدو المقترح وكأنّه موجّه ضدّهم"، على حد تعبيره.
وأضاف: "الحلول واضحة وقد سبق للمعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية أن قدّم دراسة تتضمّن حلولاً للحد من هجرة الكفاءات".
ولفت إلى أن "تلك الحلول تتمثّل في العناية بالمهندسين مادياً ومهنياً، ومنحهم المجال للعمل المريح والمحفّز على الابتكار من خلال تغيير مناخ الاستثمار بصفة عامة من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد مرتكز على المعرفة، بحيث يصبح المهندسون من صُنّاع الثروة"، بحسب تصريحه.
"سالب للحريات"
ووصف كاتب عام عمادة الأطباء نزار العذاري المقترح بأنه "سالب للحريات"، مشدداً في تصريحات إعلامية محلية على أن "المقترحات الرادعة لا تكون ذات جدوى طويلة الأمد، وقد تجعل الشبان ينفرون من الالتحاق بدراسة الطب".
وأقر العذاري بأنّ هجرة الأطباء تمثّل إشكالاً حقيقياً وصفه بـ"النزيف"، ولكنّه شدّد على ضرورة النظر في الأسباب التي أدّت إلى ذلك ومعالجتها.
ولفت إلى أن عمادة الطب ستقدّم مقترحات لمواجهة هجرة الأطباء، منها أن يعمل الطبيب الشاب المتخرج حديثاً في عيادة طبيب صاحب خبرة ويتقاسم معه العيادة من أجل دعم خبرته.
ومن المقترحات الأخرى تشارك مجموعة من الأطباء الشبان في عيادة تضمّ اختصاصات متعدّدة.
ودعا نزار العذاري إلى تحسين ظروف العمل في المستشفيات ومكافحة العنف ضدّ الأطباء في المستشفيات العمومية.
أزمة متفاقمة
يشار إلى أن تونس تشهد أزمة متفاقمة فيما يتعلق بهجرة الكفاءات والأدمغة إلى الخارج، حيث غادر البلاد في الفترة من 2015 إلى 2021 نحو 39 ألف مهندس، كما غادرها 1500 طبيب في عام 2023 فقط، بحسب تقديرات رسمية.
