أثار "تلاسن" وقع بين محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، ورئيس "حكومة الوحدة الوطنية" عبد الحميد الدبيبة، توقعات بنهاية التحالف القوي الذي جمع الطرفين.
وانتقد الكبير، الذي يعد رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية الليبية، توسع حكومة الوحدة الوطنية في الإنفاق منذ تشكيلها عام 2021، وذلك في رد على اتهام الدبيبة للكبير بتعطيل صرف الرواتب.
وجاءت انتقادات الكبير للدبيبة في خطاب موجّه له يتألف من بضع نقاط تتعلق بالأوضاع المالية وسعر الصرف وزيادة الرواتب.
ويرى سياسيون وخبراء ليبيون أن هذا التلاسن يعكس أزمة بين الحليفين السابقين، تتزامن مع مساعي الدبيبة في التصدي لمحاولات عزله من منصبه.
وقال المرشح الرئاسي سليمان البيوضي إن "هناك أزمة بالفعل بين الدبيبة والكبير، وهذه الأزمة حذَّر منها المبعوث الأممي عبد الله باتيلي خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي عندما حذَّر من اندلاع حرب حول مصرف ليبيا المركزي في طرابلس".
وأضاف البيوضي لـ "إرم نيوز": "محافظ مصرف ليبيا المركزي ردَّ على حديث عبد الحميد الدبيبة في احتفالات ذكرى الـ17 من فبراير / شباط التي استغلها لتبرئة نفسه واتهام الآخرين بالتورط في نهب ليبيا والتضييق على المواطن".
وأضاف أن "ما حدث هو أن محافظ مصرف ليبيا المركزي أكد للمجتمع الليبي حقيقة الأمر ووضع النقاط على الحروف".
محافظ مصرف ليبيا المركزي أكد للمجتمع الليبي حقيقة الأمرالمرشح الرئاسي الليبي سليمان البيوضي
واستنتج البيوضي أن "ما يحدث حاليًّا قد يكون آخر الإرهاصات قبل ضربة البداية".
ومن جانبه، قال المرشح الرئاسي، رئيس حزب النداء الليبي، أكرم الفكحال إن "ما ذكره المحافظ الصديق الكبير ليس شخصيًّا بل مهنيًّا، وهو من صميم عمل المصرف المركزي ويعتبر ضمن التقارير الدورية له".
وأضاف أن هذه التقارير "يجب أن تتميز بالشفافية والإفصاح عن بنود الميزانية العامة للدولة التي تتمثل في الإيرادات والمصروفات وفق البنود وتبويبها العام، لأننا نتحدث عن شخصيات رسمية في الدولة تتمثل في محافظ مصرف ليبيا المركزي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية".
وتابع الفكحال لـ "إرم نيوز" بالقول إنه: "يجب الإشارة إلى أن هذه التقارير جاءت بعد الإعلان عن أنه لن يتم صرف أي ميزانية لحكومة الوحدة الوطنية إلا بعد اعتمادها من قبل مجلس النواب".
ورأى أن "هذا أمر مستبعد جدًّا لأن مجلس النواب لن يعتمد أيَّ ميزانية لحكومة الوحدة الوطنية إلا ما يخص الباب الأول الذي يتمثل في مرتبات الموظفين فقط وفق ما صرح به العديد من أعضاء البرلمان والرئاسة كذلك".
ودعا الفكحال حكومة الوحدة الوطنية إلى "الرد على هذا التقرير بطريقة توضح آلية وتبويب الصرف من مبدأ الإفصاح العام والشفافية أيضًا حتى يتم توضيح أماكن الخلل والمخالفات الإدارية والقانونية إن وجدت".
على حكومة الوحدة الوطنية أن توضح آلية الصرفرئيس حزب النداء الليبي، أكرم الفكحال
ومن جانبه، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة طرابلس، صابر الوحش، إن "الإنفاق منفلت بشكل كبير جدًّا ولا يوجد عملية ضبط له؛ ما يحتاج إلى إعادة النظر فيه والعمل على زيادة إنتاج النفط".
وأكد أن "كل ما ورد في المراسلة صحيح"، لكنه تساءل: "أين كان المصرف المركزي عندما كان يتم إنفاق هذه التمويلات؟".
وأشار الوحش في تصريحات نقلها تلفزيون "ليبيا الأحرار" المحلي إلى أن "الحكومة صرفت في شهر ديسمبر / كانون الأول الماضي فقط 23 مليار دينار لا تتضمن الرواتب".
وأضاف أن هذا "مبلغ كبير جدًّا حقيقة، لكن هذا المبلغ تم صرفه عن طريف مصرف ليبيا المركزي مع الأسف الشديد، ويجب تعديل المرتبات في ظل تعديل سعر صرف الدينار".
واستنتج الوحش أن "رسالة الصديق الكبير إلى الدبيبة هي رسالة سياسية أكثر من كونها اقتصادية؛ لأن الإنفاق وافق عليه المصرف المركزي وتولى صرف الأموال".
