خامنئي يحذر أمريكا من اتخاذ أي إجراء ضد طهران
حذر خبراء من أن توسع النفوذ الإيراني في السودان قد يزيد من تفاقم الصراع المسلح ويطيل أمد الحرب، في وقت قد يسلم فيه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان كل البلاد مقابل الحصول على السلاح، للخروج من مأزق الحرب مع قوات الدعم السريع، وفق قولهم.
يأتي ذلك مع وصول وزير الخارجية في حكومة الجيش السوداني، علي يوسف أحمد الشريف، اليوم الاثنين، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة رسمية لتعزيز العلاقات بين البلدين، وفق وكالة "سونا".
وقال سفير السودان لدى إيران، عبدالعزيز حسن صالح، لوكالة السودان للأنباء، إن وزير الخارجية سيلتقي خلال الزيارة نظيره الإيراني عباس عراقجي، وعددًا من المسؤولين، لتنوير الحكومة الإيرانية بالتطورات في السودان وبحث سبل دفع وتعزيز العلاقات بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد خبراء لـ"إرم نيوز"، أن إيران تقترب من فرض سيطرتها الكاملة على الجيش السوداني، بعد عودة حلفائها من الإخوان المسلمين بقوة إلى المشهد، وسيطرتهم على قرار الحرب المدمرة في البلاد.
وأكد الخبراء أن زيارة وزير الخارجية السوداني إلى إيران قد تمنح طهران الفرصة النهائية لبسط نفوذها الكامل على السودان، مقابل السلاح الذي قد يطلبه مبعوث البرهان.
وأكد المحلل السياسي، عمر محمد النور، أن زيارة وزير الخارجية السوداني إلى طهران قد تكون بداية لإعادة العلاقات الإيرانية السودانية بشكل كامل، وأضاف "رغم أنها عادت من قبل لكن كانت وفق تحركات محدودة، أما الآن بعد زيارة وزير الخارجية فستعود مثلما كانت قبل عام 2016 حينما قرر الرئيس السابق عمر البشير قطعها وطرد السفير الإيراني من الخرطوم".
وقال النور لـ"إرم نيوز" إن إيران ستعود إلى السودان لتوسيع نفوذها الثقافي من خلال فتح مراكز الحسينيات، وكذلك من المتوقع أن توسع نفوذها العسكري بعد أن أصبحت البيئة مواتية لذلك، وفق قوله.
وتوقع أن تستغل إيران ظروف الحرب لتنشر فرقًا من الحرس الثوري لتدريب ميليشيات موالية لها بتمويل ورعاية مباشرة منها، مشيرًا إلى أن الاتهامات ظلت تلاحق كتيبة البراء بن مالك بموالاتها لإيران؛ مما يفاقم الصراع ويطيله لسنوات.
وأوضح أن البرهان ليس لديه أي تحفظ حيال التمدد الإيراني في السودان، إذا ما وفرت له إيران السلاح الذي يطلبه لحسم معركته مع قوات الدعم السريع، مبينًا أن قائد الجيش السوداني لا يرى خطورة أكثر من تهديد كرسي السلطة الذي يجلس عليه ويأمل الاستمرار فيه لأطول فترة.
وذكر أن البرهان لا خيار أمامه غير السير في اتجاه التقارب مع إيران، وذلك بعد أن وضع "الإخوان" يدهم عليه وعلى قرار الحرب، مبينًا أن "الإخوان" يسيطرون الآن على وزارة الخارجية ويقودون الدبلوماسية وهم من يحدد شكل علاقات السودان الخارجية، حسب قوله.
من جهته، أوضح المحلل السياسي، داؤود خاطر، أن تحول حكومة البرهان نحو إيران يأتي من أجل الرغبة في الحصول على السلاح، مبينًا أن طهران، هي الدولة الوحيدة التي لا شيء لديها تمنحه غير السلاح.
وقال خاطر لـ"إرم نيوز" إن إيران دولة معزولة دبلوماسيًا ومحاصرة من العالم، لذلك تسعى لكسب حليف إقليمي جديد في حالة السودان، مضيفًا "هي دولة تبحث عن حلفاء أكثر من مصالح مادية آنية".
وأكد أن إيران يمكن أن تمنح البرهان السلاح الذي يريده من أجل كسبه لصفها أولاً وثانيًا تمكينها من بسط نفوذها في البلاد.
وتوقع أن يتسبب التقارب السوداني الإيراني في توتر علاقة البرهان مع العالم، خصوصًا دول الغرب التي تعاديها إيران، بيد أن قائد الجيش لن يبالي في ذلك طالما يستطيع الحصول على السلاح، وفق قوله.
وتابع "البرهان والإخوان لن يتوانوا في بيع السودان كله من أجل الحصول على الدعم، ما يهمهم فقط هو الخروج من المأزق الذي وجدوا أنفسهم فيه بسبب حربهم مع قوات الدعم السريع".
وتوقع أن يضع وزير الخارجية السوداني أمام طهران طلبات البرهان التي ذهب بها، وهي الحصول على السلاح والخبراء لأجل التدريب، مضيفًا "هذا ما تملكه إيران، فهي ليست دولة مفيدة في العلاقات الخارجية، بل كل من يصطف معها سينعزل خارجيًا"، وفق قوله.
وتلاحق طهران الاتهامات بالتورط في تأجيج الصراع في السودان من خلال تزويد الجيش بالسلاح، خصوصًا الطائرات المسيرة.
وخلال الفترة الماضية، ظهرت آثار استخدام أسلحة حارقة عبر القصف الجوي الذي نفذه الجيش السوداني في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، فيما أشارت تقارير محلية إلى أن هذه الأسلحة إيرانية الصنع.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في وقت سابق إسقاط طائرة "شاهد 129" الإيرانية في مدينة الخرطوم بحري، بعد استخدامها في قصف المدنيين في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية.
وقالت القوات في بيان لها إن نوعية الطائرة التي تم إسقاطها تكشف بوضوح حجم الإمدادات العسكرية التي تحصل عليها قوات البرهان والحركة الإسلامية من إيران.
وحسب السفير السوداني في إيران، فإن لجنة التشاور السياسي بين البلدين ستعقد اجتماعها الأول بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث يبحث الجانبان خلالها الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ثنائيا وعالميا.
وأضاف أن "الوزيريْن سيوقعان على مذكرة تفاهم إنشاء لجنة التشاور السياسي اقتناعا من البلدين بأهمية التنسيق والتفاهم في مختلف الموضوعات عبر آليات العمل الدبلوماسي والسياسي"، وفق تصريح السفير.
وخلال الفترة الماضية، شهدت العلاقات بين بورتسودان وطهران زيارات متبادلة لمسؤولين في البلدين، حيث زار وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، إيران، في نوفمبر الماضي، كما زار مساعد وزير الاقتصاد والمالية الإيراني، بورتسودان مؤخرا.