عاجل: الطيران الأمريكي يشن غارتين على "رأس عيسى" بالحديدة

logo
العالم العربي

خاص- مقتل السنوار.. "عنصر حاسم" في حسابات الإدارة الأمريكية

خاص- مقتل السنوار.. "عنصر حاسم" في حسابات الإدارة الأمريكية
الرئيس الأمريكي جو بايدنالمصدر: رويترز
18 أكتوبر 2024، 2:24 م

يعتقد كثيرون في محيط الرئيس الأمريكي جو بايدن أن مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار بمثابة العنصر الحاسم في حسابات الإدارة الأمريكية في الفترة المتبقية من عمرها في البيت الأبيض.

ويشيرون إلى أن الرئيس بايدن لن يكون له دور حتى في حال نجاح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الوصول إلى البيت الأبيض.

وذكروا أن إدارة بايدن، التي واجهت عاصفة من الانتقادات طيلة شهور ممتدة من داخل الحزب ومن خارجه ومن عموم الأمريكيين وواجهت حركة طلابية احتجاجية في الجامعات الأمريكية، وأعادت إلى ذاكرة الأمريكيين التظاهرات المعارضة لحرب فيتنام بنهاية ستينيات القرن الماضي، تجد الآن في مقتل السنوار مدخلا قويا لتنفيذ رؤيتها للشرق الأوسط ضمن ما يعرف بخطة اليوم التالي لحرب غزة. 

ولم يتردد الرئيس بايدن طويلا في أن يعلن مباشرة بعد تأكيد الحكومة الإسرائيلية مقتل السنوار، أن هذا الإنجاز مهم لإسرائيل والولايات المتحدة وللعالم، ولكنه أضاف إلى ذلك أن الوقت بات الآن مناسبا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وأن حماس لن تستطيع بعد الآن شن هجمات شبيهة بتلك التي شنتها في السابع من أكتوبر العام الماضي، وكذلك لن يكون في مقدورها بعد الآن حكم القطاع.

وأضاف بايدن أن الظروف مواتية كذلك لإنهاء أزمة الرهائن المحتجزين لدى حماس وإعادتهم إلى أوطانهم من إسرائيليين وأمريكيين وغيرهم.

أخبار ذات علاقة

بايدن: سأتحدث قريبا مع نتنياهو لبحث إنهاء الحرب

 ما قاله بايدن يتطابق تماما مع ما ذهبت إليه المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس التي ترى هي الأخرى أن مقتل زعيم حماس يشكل الفرصة التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرغوبة في الحرب في المنطقة وفي مقدمتها بطبيعة الحال إنهاء الحرب هناك.

 بالنسبة لهاريس التي ستواجه العرب الأمريكيين بولاية ميشيغان في وقت لاحق نهاية الأسبوع ضمن مساعيها الحثيثة لإقناع هذه الفئة من مواطنيها الأمريكيين بالتصويت لها، ستكون هذه فرصتها لإعادة التجديد لموقفها الداعي إلى وقف لإطلاق النار هناك إضافة إلى العمل على حل الأزمة الإنسانية في القطاع، ولكن كذلك الأمر يرتبط بالدفاع والإقناع برؤيتها المستقبلية للشرق الأوسط في حال انتخابها. 

 هاريس لن تكون وحيدة على مسرح ولاية ميشيغان بل ستكون وهي هناك في مواجهة المنافس الجمهوري دونالد ترامب الذي يصل الولاية في نفس توقيت هاريس.

وهذا الإنزال السياسي القوي من الحزبين يظهر الأهمية القصوى لكليهما في حسابات الوصول إلى البيت الأبيض وكذلك أهمية الصوت العربي والمسلم الأمريكي في هذه الولاية تحديدا. 

وإذا كانت حسابات هاريس والمنافس الجمهوري انتخابية بحتة فإن حسابات بايدن ترتبط بالمنجز والإرث والتاريخ وصحة الرؤية بالنسبة لرئيس أمريكي سيغادر البيت الأبيض في يناير كانون الثاني المقبل.

لذلك يقول بايدن إن مقتل السنوار مسألة مماثلة في الأهمية لدى الإسرائيليين لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن العام ألفين وأحد عشر بالنسبة للأمريكيين.

اقتناص اللحظة 

ويسود الاعتقاد هنا في واشنطن بأن هذه الإدارة ترغب في اقتناص اللحظة والبناء عليها في تنفيذ رؤيتها لمسار ما بعد الحرب في الشرق الأوسط، فهي من جانب ترى أن أحد الأهداف الإسرائيلية الكبيرة قد تحقق بمقتل السنوار باعتباره المسؤول الأول عن هجمات السابع من أكتوبر، إضافة إلى نجاح الجيش الإسرائيلي في القضاء على أغلب قيادات الصف الأول من حماس.

 ومن هنا خلص تقدير المسؤولين الأمنيين في البيت الأبيض إلى أن الحركة لن تكون قادرة على شن هجمات جديدة مستقبلا كما أنه لن يكون في مقدورها بعد هذه التطورات حكم أو إدارة القطاع في المرحلة المقبلة. 

 لهذه الأسباب يقول مقربون من الإدارة إن الأمر بات متروكا لاتفاق بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية لرسم خطوط المرحلة المقبلة في القطاع سواء فيما يتعلق بالإدارة الأمنية أو السياسية لشؤونه هناك. 

 منذ وقت مبكر أعلنت إدارة الرئيس بايدن أنها لا ترغب في إعادة احتلال القطاع من قبل الإسرائيليين. وفي الجانب الآخر يقول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن مقتل السنوار لا يعني نهاية الحرب في غزة بل إن إسرائيل لن تنهي الحرب هناك قبل وضع شروطها، وهذا موقف سوف يكون مرتبطا أيضا بجولة أخرى من الاتصالات لن تكون مقتصرة فقط على الجانبين الإسرائيلي والأمريكي ولكن كذلك من خلال الشركاء الإقليميين والدوليين. 

ما بعد الحرب

يقول مقربون من الإدارة إن مرحلة ما بعد الحرب في غزة سوف ترسم بالشراكة مع الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة في المنطقة، لكن الأكيد أيضا أن الأمر على مستوى الإدارة التنفيذية سوف يسند إلى شخصيات فلسطينية لديها القبول المحلي والإقليمي، وبطبيعة الحال يكون ذلك من خلال التنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 هذا التصور المبدئي موجود منذ فترة على مكاتب الفريق الأمني لإدارة بايدن، لكنه كان مؤجلا إلى حين التوصل إلى ما وصفه هؤلاء المقربون بالظروف المواتية لتفعيله، وهو السياق الذي ذهب إليه الرئيس بايدن في تصريحاته عقب مقتل السنوار مباشرة عندما قال إنه سوف يرسل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى المنطقة في الأيام القليلة المقبلة .

 التصور المبدئي الذي يتحدث عنه المقربون يضم إضافة إلى العناصر السابقة أفكارا من شأنها ربما أن تؤدي إلى مشاركة إقليمية في أمن القطاع في المرحلة المقبلة، منعا لتهديدات حماس أو سعيها لإعادة تجميع صفوفها وحصولها على أسلحة مرة أخرى، إضافة إلى أن هذا العمل سيكون مصحوبا بمشاريع إعادة إعمار كاملة للقطاع وفق رؤية جديدة ومن خلال تعاون أمريكي إقليمي ودولي واسع يرسم وجها جديدا للقطاع في المستقبل.

العمل السياسي 

إضافة إلى هذه الجوانب الأمنية والإعمارية هناك رؤية أخرى، إذ يقول هؤلاء المقربون إن على الإدارة الأمريكية أن تقنع الحكومة الإسرائيلية بضرورة العودة إلى إطلاق العمل السياسي في الجانب الموازي، وذلك عن طريق إيجاد الصيغة المناسبة لطرفي الأزمة الفلسطينيين والإسرائيليين لإحياء مفاوضات السلام والوصول إلى حل الدولتين الذي حددته الإدارات الأمريكية المتعاقبة هدفا استراتيجيا في المنطقة.

 عند هذه المرحلة يعتقد المقربون أن الوقت سيكون مناسبا لإعادة إحياء المساعي الأمريكية لانضمام المزيد من دول الجوار إلى اتفاقيات السلام مع إسرائيل ومنها بداية التفكير في خطة أمنية مشتركة من الولايات المتحدة وإسرائيل والشركاء الإقليميين لإنشاء حلف على غرار الحلف الأطلسي بين أوروبا والولايات المتحدة يكون جاهزا لمواجهة أية تهديدات إقليمية تستهدف أمن إسرائيل والحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة. 

هذه هي الأفكار التي يعمل عليها المسؤولون الأمنيون والدبلوماسيون في إدارة الرئيس بايدن والتي تواجه التحدي الأكبر بشأنها وهو المرتبط بضيق الوقت، لكن تحقيق الأهداف التكتيكية، بحسب ما يقول هؤلاء، سوف يكون العامل الأكثر مساعدة على الوصول إلى الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل والولايات المتحدة والشركاء الإقليميين، وإسرائيل نجحت في تحقيق أهدافها المرحلية في غزة. 

في اليد الأخرى يقول مقربون من إدارة بايدن إن نجاحه في تقديم هذه الأفكار وتحقيق إنجاز وقف إطلاق النار ولو بصورة مرحلية أو مؤقتة قبل التوصل إلى الصيغة الدائمة وإعادة المخطوفين إلى أهاليهم في إسرائيل والولايات المتحدة سيحقق مكسبين مهمين بالنسبة للمرشحة الديمقراطية في فترة الأسابيع الثلاثة المتبقية للانتخابات، وذلك من خلال تقديم منجز وتحقيق مطالب الناخبين من أصول عربية وإسلامية وكذلك تحقيق مطلب الأمريكيين من أصول يهودية الذين اختطف بعض أفراد عائلاتهم في هجمات السابع من أكتوبر إضافة إلى إظهار هذه الإدارة قدرتها على الحسم في واحد من أعقد الملفات التي طرحت أمامها منذ وصولها إلى البيت الأبيض قبل أربع سنوات والتي أدت إلى انقسامات حادة بين قيادات وقواعد الحزب الديمقراطي بصورة تكاد تكون غير مسبوقة في تاريخه.

أخبار ذات علاقة

بعد قتل السنوار.. واشنطن تطالب إسرائيل بالانسحاب من قطاع غزة

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC