"وول ستريت جورنال": إدارة ترامب تستعد لإصدار أمر لتعزيز شركات بناء السفن الأمريكية ومعاقبة الصين
قالت مصادر استخباراتية إن قائداً في الجيش اللبناني سرّب "أسراراً" لميليشيا حزب الله أثناء اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ما عرّض الهدنة التي أوقَفَت عاما من الحرب المفتوحة للخطر.
وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، أفاد مصدر بأن رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في جنوب لبنان، سهيل بهيج غرب، سلم الميليشيا، المدعومة من إيران، معلومات حساسة من داخل غرفة التحكم الأمني التي تديرها الولايات المتحدة وفرنسا وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، التي أوكلت إليها مهمة حفظ السلام في المنطقة.
يأتي هذا الخرق المزعوم في وقت حاسم لوقف إطلاق النار المؤقت، حيث تحدى الجنود الإسرائيليون الموعد النهائي للانسحاب من الأراضي اللبنانية.
ووفقًا لمسؤولي الصحة، فإن نيران الجيش الإسرائيلي قتلت 22 شخصًا في جنوب لبنان يوم الأحد، وقتلت كذلك جنديا، بينما كان السكان يحاولون العودة إلى منازلهم في اليوم الذي كان من المفترض أن تنسحب فيه إسرائيل بموجب اتفاق الهدنة.
وكان من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بحلول صباح الأحد. ومع ذلك، قالت قوات الدفاع الإسرائيلية إنها ستبقى حتى يتم "تطبيق وقف إطلاق النار بالكامل من جانب لبنان"، محذرة من أنها ستنفذ الهدنة "بيد من حديد".
وبحسب تقرير استخباراتي دولي اطلعت عليه صحيفة "التايمز"، فإن "غرب" واحد من عشرات الضباط في الجيش اللبناني الذين سربوا معلومات لحزب الله، وأعطوهم تحذيرا مسبقا من الغارات أو الدوريات، مما سمح لهم بإزالة الأسلحة والتهرب من الاكتشاف.
وتقول الوثيقة الاستخباراتية: "إن حزب الله يستخدم معلومات داخلية حساسة تتعلق بالجيش اللبناني لإخفاء تصرفاته عن الكيانات الدولية المسؤولة عن الأمن الإقليمي".
وتضيف أن التسريبات تثير القلق بشأن قدرة الجيش اللبناني على السيطرة بشكل فعال على جنوب البلاد، حيث كان حزب الله لسنوات القوة السياسية والعسكرية المهيمنة عليه.
وقالت مصادر أمنية إقليمية إن الجيش اللبناني "يقوم بدوره" وصادر بعض مخزونات الأسلحة في المناطق التي انسحب منها جيش الدفاع الإسرائيلي، إلا أن التسريبات التي قدمها "غرب" وضباط آخرون مكنت مقاتلي حزب الله وأسلحتهم من البقاء بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
ولم يصدر أي تعليق من جانب القوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة.
كما يُزعم أن غرب، وهو يقيم في الجنوب، كان حاضراً في غرفة العمليات الدولية بإصرار من القائد الكبير في حزب الله وفيق صفا، الذي يرأس ما يسمى لجنة التنسيق والاتصال في الميليشيا اللبنانية واستطاع صفا النجاة من محاولة اغتيال إسرائيلية في بيروت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، إن "أكثر من عنصر في الجيش اللبناني يسربون معلومات لحزب الله"، موضحاً أنه في حين أنه "ليس من المستحيل إبعاد عناصر حزب الله عن جنوب الليطاني بالكامل، فإن الأمر سيستغرق بعض الوقت"، خاصة لأن حزب الله لا يزال في حالة إنكار. فهو لم يستوعب بعد صدمة خسارته العسكرية المدمرة.
وأضاف خشان أن "حقيقة أن القيادة العليا للجيش تحافظ على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة لا تمنع التعاون بين ضباط الجيش، حتى على أساس فردي، مع حزب الله".
وتابع "أن بقاء حزب الله لا يتوقف على الحفاظ على وجود عسكري في الجنوب بل على الحفاظ على المكاسب التي حققها في النظام السياسي اللبناني خلال العقود الثلاثة الماضية. إن عناصر حزب الله في جنوب الليطاني هم من السكان المحليين، ولا أعتقد أن إسرائيل قادرة على إجبارهم على الانتقال إلى شمال الليطاني".
ويخشى بعض الخبراء من ألا يتم القضاء على مدى التعاون المزعوم بين حزب الله والجيش اللبناني من دون تطهير شامل لكبار الضباط.
واتهم حزب الله إسرائيل بالسعي إلى تأجيل انسحابها إلى ما بعد انتهاء مهلة الستين يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار. وقال البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء الأحد إن الجانبين اتفقا على تمديد الموعد النهائي المحدد للقوات الإسرائيلية لمغادرة جنوب لبنان حتى الثامن عشر من فبراير/شباط.
وقال كلّ من مسؤول الأمم المتحدة الأعلى في لبنان ورئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب إن الظروف لم تتهيأ بعد للعودة الآمنة للمواطنين اللبنانيين إلى القرى القريبة من الحدود. وأضافا في بيان "الحقيقة هي أن الجداول الزمنية المنصوص عليها" في وقف إطلاق النار "لم يتم الوفاء بها".