أكد الكاتب والسياسي السوري، عضو مجلس الشعب السابق، نبيل صالح، أن السوريين "ذاهبون نحو إنهاء وإقفال ملف الحرب السورية باتفاق دولي"، بعد إطلاق الجيش السوري هجومه المضاد على الفصائل المسلحة التي سيطرت إثر هجوم كبير ومفاجئ على مدينة حلب الاستراتيجية.
عودة إلى الوراء
وقال صالح في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن فهم ما يجري اليوم يستوجب العودة في الزمن قليلا إلى الوراء، "فمنذ ثلاث سنوات تحركت قطعات جيشنا باتجاه إدلب لإنهاء التمرد وإعادة السيطرة على المنطقة، لكن تفاهمات الروس مع الأتراك حالت دون ذلك".
وأضاف الكاتب والسياسي السوري أنه "منذ البداية كان الجيش في خطة الهجوم وليس الدفاع، وهو بذلك لا يحتاج إلى تحصين واستحكامات، وهذا أمر يعرفه العسكريون جيدا، وقد ساعد ذلك الفصائل المسلحة في هجومها على ريف إدلب وحلب بزخم عنيف، سبقته المسيرات الأوكرانية قبل دخولهم حلب".
ولفت إلى أنه "رغم ذلك فقد قتل منهم ثلاثة أضعاف ما قتلوه من الجيش لأنهم كانوا في وضع الهجوم، غير أن انسحاب موظفي الدولة من حلب أربك الجميع وأصاب السوريين بالذعر، ليتبين فيما بعد أنه الخيار الأقل كلفة، وهو يشبه فكرة (تقسيط الخسائر)، فالأرض ستبقى سورية سواء دخلها مقاتلو الفصائل أم بقي الجيش، والمهم هو الحفاظ على عناصر الجيش الذين سيستعيدون المكان في الوقت المناسب لهم وليس لأعدائهم".
حمايةً من التدمير
وبحسب صالح، "كان الخروج من حلب لحمايتها من التدمير ولمنع المتطرفين من استعراض ذبح الكفار الذين يعملون في مؤسسات الدولة، وهذا ما لم يفعله المسلحون خلال حربهم ضد الدولة السورية حين تحصنوا بين المدنيين فدُمرت بلدات ومدن سورية عديدة".
لكن اليوم غير الأمس، وفق الكاتب السياسي؛ ذلك أن "الضامن الروسي للتفاهمات بين أنقرة ودمشق غيَّر موقفه بعد نقض الهدنة، وبالتالي بات أمر اجتثاث الفصائل من إدلب متاحا أمام الجيش خلال الأيام القادمة، وبعد تجفيف منابعهم، سيتم تطويق حلب واستئصال المتطرفين الذين انضمت إليهم بعض الخلايا النائمة داخل المدينة، "ورأيناهم ملثمين في ظهورهم كي لا يُعرفوا".
الوضع العربي مختلف
ويقول العضو السابق في مجلس الشعب السوري إن الوضع العربي انقلب عما كان عليه الأمر حين احتلوا حلب أول مرة، بعد التفاهمات التي أجراها الرئيس الأسد في اجتماع الجامعة، "بحيث تغدو علاقتنا مع طهران سياسية لا عسكرية، وهذا ما رأيناه بالأمس حيث ملأ مقاتلو قسد فراغاتها في ريف إدلب وفي حلب"؛ ما قد يمهد لقسد الانضمام ثم الاندماج بالجيش مع الحفاظ على حقوق الأكراد القومية بعد خروج الأمريكيين من سوريا، وبالتالي يمكننا أن نلاحظ أن هناك انفراجة تلوح في الأفق، كما قال .
ويرى صالح أن دخول المجموعات المسلحة إلى حلب لم يكن نصرا، فقد خرج أكثر من مليون حلبي من المدينة خلال ساعات، بينما أغلق من بقي أبوابهم ولم يخرجوا لاستقبالهم ونثر الأرز عليهم، وهم لن يفلحوا في إدارة شؤون الناس في المدينة، فأغلبهم أميون يقودهم شرعيون لا يفقهون شيئا في الإدارة".
ويخلص صالح إلى أن السوريين "ذاهبون نحو إنهاء وإقفال ملف الحرب السورية باتفاق دولي لم يخرج عنه سوى إسرائيل وتركيا وأوكرانيا، وسيكون ذلك سريعا إذا لم تنشب حرب دولية سيكون مسرحها سوريا"، وفق قوله.