وزير الجيوش الفرنسي يعيد التوتر مع إسرائيل إلى الواجهة

في مقابلة خاصة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، عرض وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، الأزمة الدبلوماسية الأخيرة التي حصلت بين فرنسا وإسرائيل.

 الاحتكاك الدبلوماسي مع إسرائيل 

وأشار ليوكورنو خلال المقابلة، إلى حادثة اعتقال الشرطة الإسرائيلية لاثنين من أفراد الدرك الفرنسيين في موقع تابع لفرنسا في القدس، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية جان-نويل بارو.

وقد أعرب ليكورنو، عن أسفه لوقوع الحادث أثناء مساعي وزير الخارجية الفرنسي، لتعزيز الثقة مع إسرائيل. 

واعتبر ليكورنو، أن دور فرنسا  في القدس يجب أن يحترم، مشيرًا إلى أن بعض المواقع المقدسة هناك تُعتبر ملكية للدولة الفرنسية؛ ما يضعها تحت حمايتها.

وفي هذا الصدد، شدد ليكورنو، على أهمية احترام الأطراف كافة لأدوارها في القدس، مؤكداً دعمه لرد فعل وزير الخارجية الحازم تجاه الحادث، وضرورة استمرارية الحوار البناء بين البلدين.

الأوضاع الأمنية للجنود الفرنسيين في لبنان 

يتواجد نحو 700 جندي فرنسي ضمن قوات الأمم المتحدة المؤقتة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وقد تعرضت تلك القوات مؤخراً لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، أوضح ليكورنو، أن الأوضاع في المنطقة غير مستقرة منذ مدة، لكنها ازدادت تعقيداً في الأسابيع الماضية مع تصاعد التوترات العسكرية. 

ورغم المخاطر، أكد الوزير أن القوات الفرنسية تواصل تنفيذ دورياتها وتوفير الخدمات الإنسانية على الأرض، بما فيها توفير المياه الصالحة للشرب.

وأشار ليكورنو، إلى أن هناك نوعين من التهديدات التي تواجهها القوات الفرنسية، الأول يتمثل في الوقوع وسط الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، والثاني يتعلق بتهديدات مباشرة ومحاولات ترهيب.

وفي تعليق على حادثة حديثة، أفاد ليكورنو، أن جنود حفظ السلام الماليزيين أصيبوا جراء ضربة إسرائيلية خلال مهمة لوجستية، مؤكداً أن القوات الفرنسية لا تزال تتخذ جميع الاحتياطات، رغم استحالة تحقيق السلامة الكاملة في مثل هذه الظروف المعقدة.

التواصل مع القيادة الإسرائيلية 

وتحدث الوزير الفرنسي عن الحفاظ على اتصال مباشر مع نظيره الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، خاصة خلال اللحظات الحرجة، مؤكداً أن العلاقة بين وزارتي الدفاع كانت صعبة في أوقات سابقة، خصوصاً حين تعرض الجنود الفرنسيون للخطر. 

وشدد ليكورنو، على أهمية الحفاظ على مهام القوات الفرنسية في لبنان، رغم التوترات، معتبراً أن وجود هذه القوات في لبنان جزء من التزامات فرنسا تجاه الأمن الدولي.

رسالة غير ودية من إسرائيل

وردًا على سؤال حول الرسالة التي تلقاها من يوآف غالانت قبل أسبوع، والتي وصفتها الصحيفة أنها "غير ودية"، أوضح ليكورنو، أن الرسالة جاءت في سياق انتقادات فرنسا للعمليات العسكرية الإسرائيلية، لكنه أكد أن فرنسا تميز بوضوح بين الدولة الإسرائيلية وحكومتها. 

ودعا ليكورنو، إلى ضرورة احترام القانون الدولي في العمليات العسكرية، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين، مشيراً إلى أن فرنسا تلتزم بهذا النهج في جميع عملياتها، سواء في منطقة الساحل أو في سوريا والعراق.

وبخصوص أوكرانيا، أكد ليكورنو، الدعم الفرنسي المستمر لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي.

كما ألقى الضوء على التحديات التي تواجه الجيوش الفرنسية داخلياً وخارجياً، وتحليل مآلات فوز دونالد ترامب المحتمل على تماسك التحالفات الدولية. 

وجاءت تصريحات وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو في وقت حساس، حيث تسود المنطقة أجواء من التوتر وعدم الاستقرار. 

وتبرز من خلال هذه التصريحات رؤية فرنسا الواضحة تجاه دورها الدولي، والتزامها بالقانون الدولي، وحرصها على استقرار جنودها ضمن مهام حفظ السلام.