رئيسة المفوضية الأوروبية: مستعدون للتفاوض مع أمريكا بشأن الرسوم
تواجه الولايات المتحدة الأمريكية عراقيل عدة في سوريا تؤخر الإعلان عن سياستها "الغامضة"، حيث يرى خبراء أن موقف واشنطن "الحذر" تجاه دمشق يثير تكهنات، مؤكدين أن الميليشيات الأجنبية، ولاسيما التابعة لإيران، لا تزال تشكل العقدة الأساسية بالنسبة لأمريكا.
وتتزامن هذه التكهنات مع ما كشفته القناة الإسرائيلية "i24news"، اليوم الأربعاء، أنها حصلت على معلومات قالت إنها حصرية تفيد بأن لقاء قريباً سيجمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والسوري أحمد الشرع، في السعودية، قريباً.
وبحسب الخبير السياسي أحمد عطا، فإن "سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا لم تكتمل، بسبب قناعات البيت الأبيض حول حزمة من الإشكاليات التاريخية التي تغطي جغرافية الشام، ومنها ملف المقاتلين الأجانب التابعين لإيران ممن حصلوا على الجنسية السورية، وهذا مأزق يضع الشرع في دائرة الاتهامات الأمريكية، فضلاً عن عمليات تهريب السلاح الإيراني إلى حزب الله في جنوب لبنان، التي لم تتوقف بعد".
وأضاف عطا: "العلاقة الأمريكية مع سوريا رمادية، ما يقودنا إلى افتراضية للواقع السياسي السوري بأن نظام الأسد قد رحل وبقيت إيران وميليشياتها الشيعية، وهذا ما تخشاه أمريكا في حالة نشوب حرب، ما يعني أن أراضي الشام ستصبح مهبطاً للمسيرات الإيرانية المتطورة – لهذا فالأمريكان ليست لديهم ضمانات كاملة حول وضعية المقاتلين الأجانب داخل سوريا".
فيما لا يرى المحلل السياسي مازن بلال، أن تعيين جويل رايبورن مساعداً لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، في منصبه الجديد يشكل تحولًا جذريًا في موقف واشنطن تجاه الملف السوري، فهو معروف بتشدده في التمسك بالعقوبات واتباع سياسة الضغط على الإدارة السورية الجديدة لتطبيق المهام المطلوبة منها.
وفي حديث لـ"إرم نيوز"، أضاف بلال: "رايبورن لا يقتصر اهتمامه على سوريا فقط، بل يتعامل مع العديد من الملفات الأخرى. كما أن تصريحاته بشأن الملف السوري تشمل المطالب الأمريكية بإبعاد المقاتلين الأجانب ومكافحة الإرهاب".
وفي حين سبق لوزارة الخارجية الأمريكية أن أشارت إلى مراجعة العقوبات المفروضة على سوريا، يعتقد بلال أن ذلك لا يعني بالضرورة رفعها.
ويؤكد: "واشنطن تحاول موازنة موضوع العقوبات مع مصلحتها الأمريكية، فالمراجعة تهدف إلى تحفيز دمشق ومقاربة تصرفاتها مع الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة".
ومن جانب آخر، ورغم تأكيد الخارجية الأمريكية على رفضها أي تدخلات خارجية في سوريا ودعمها لبسط الحكومة الجديدة سلطتها على كامل الأراضي السورية، ذهب المحلل السياسي عزام شعث في قراءته إلى أن هذه التصريحات غير مطبقة عمليًا على الأرض.
وقال شعث لـ"إرم نيوز": "سبق للخارجية الأمريكية أن نفت أي دور لواشنطن في الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية، وأكدت أنها تسعى لعلاقات جيدة بين سوريا ودول الجوار. لكن إسرائيل، التي تتوغل يوميًا في الجنوب السوري وتحتل مناطق جديدة، لا يمكن أن تفعل ذلك دون موافقة واشنطن!".
ويشير شعث إلى أن التباين بين الموقفين الأوروبي والأمريكي ظهر في العديد من الملفات الدولية، وأبرزها الحرب الأوكرانية، وبالتالي، لا يمكن المراهنة على أن الانفتاح الأوروبي على دمشق سيؤثر بشكل كبير على الموقف الأمريكي.
وأضاف شعث: "الولايات المتحدة تواجه العديد من الملفات الاستراتيجية المعقدة في المنطقة، مثل الملف الإيراني، والوضع في العراق، والنفوذ التركي في سوريا، بالإضافة إلى مخاوف إسرائيل من تمدد أنقرة في المنطقة، وكلها قضايا ترتبط بشكل وثيق بالوضع السوري".
وبدوره، لا يستبعد المحلل السياسي عصام عزوز، أن تظل واشنطن محكومة بما تريده إسرائيل في سوريا، رغم التصريحات الأمريكية التي تنفي أي دور لها في التوغلات العسكرية.
وأكد عزوز لـ"إرم نيوز"، أن "هناك مخططًا استراتيجيًا جديدًا يشمل المنطقة بأكملها"، موضحًا أن "إسرائيل أعلنت مرارًا أن سوريا الضعيفة والمفككة هي الأنسب لها، وهذا الموقف لا يمكن أن تعارضه أمريكا التي شاهدنا مواقفها في غزة ومشروعات تهجير الفلسطينيين. وبالتالي، ستظل استراتيجية واشنطن محكومة بالمطامع الإسرائيلية".