أثار "سخرية" اليمنيين.. كيف برر عبد الملك الحوثي التأخر بالرد على إسرائيل؟
أثار حديث زعيم ميليشيا الحوثي، عبد الملك الحوثي، بشأن تأخر الرد على التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة، سخرية واسعة لدى الشارع اليمني.
وقال الحوثي إن الرد على التصعيد الإسرائيلي، باستهداف خزانات الوقود في ميناء الحديدة، واغتيال القيادي في ميليشيا حزب الله اللبنانية، فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، "لا بد منه، وآت حتمًا".
وذكر الزعيم الحوثي في خطابه الأسبوعي المتلفز، أمس الخميس، أن تأخر الرد من "محور المقاومة" الموالي لطهران، "هو مسألة تكتيكية بحتة، بهدف أن يكون الرد فعلًا مؤثرًا على العدو".
وأشار إلى "حالة الخوف الكبيرة في إسرائيل واستعدادات الحماية التي تقوم بها، للتخفيف على الأقل من أضرار هذا الرد الحتمي الذي لا تراجع عنه"، على حد قوله.
ويرى الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، أن حديث عبد الملك الحوثي كان مشابهًا لخطاب زعيم ميليشيا حزب الله، حسن نصر الله، من ناحية "تخفيف الحدة بشأن الرد، مقارنة بخطابه الأول عقب مقتل شكر".
وقال الجبرني، إن الحوثي ظهر كذلك بنبرة أكثر هدوءًا عن خطابه السابق، "متحدثًا عن صعوبات وتعقيدات تقنية، واحتياج الجماعة للوقت للتغلب على الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، وإشارته إلى أن تأخر الرد سببه تكتيكي وفني، ومتعلق كذلك بالتشاور مع المحور، لكن الرد سيأتي!".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، موجة سخرية واسعة، نشر خلالها الناشطون فيديوهات كوميدية تسخر من تبريرات الزعيم الحوثي وتهديداته "المفرغة" وحديثه عن التكتيكات.
وقال الناشط احمد عبدربه أبو صريمه: "شيبنا وما شفنا الرد الايراني الحوثي".
وكتب الكاتب الصحفي هاني مسهور، تدوينة قال فيها "الحوثي: تأخر الرد من المحور بشكل عام في مقابل التصعيد الإسرائيلي هو مسألة تكتيكية بحتة".
وأرفق مسهور مقطعًا غنائيًا ساخرًا مع تدوينته.
ويعتقد الباحث، خالد بقلان، أن خطاب الحوثي نسف المرونة التي تحدث بها حسن نصر الله.
وقال في تدوينة على منصة "إكس" إن الحوثي "وضع سقفًا محددًا، ما يعني أنه سيذهب للتسوية وخارطة الطريق (الخاصة بالشأن اليمني)، إذا تراجعت إيران والضاحية عن الرد، أما في حالة الرد، سيكون رأسه الأول".
وقال حساب آخر، إن الحوثي أرسل مسيرة على إسرائيل ظنًا منه بأنها "ستلعب وتمرح معهم، لكن الرد كان قويًا جدًا بضرب النفط في الحديدة، ما صدم الحوثي وتسبب في خوفه وارتباكه".
وأشار في تدوينة على منصة "إكس"، إلى أن الحوثي "فهم الدرس جيدًا، ولن يتجرأ مرة ثانية ليفعل ما فعل، لأن إسرائيل ستمسح اليمن من الخارطة حينها، فبلاش هياط وطقاع في تويتر، كلنا عارفين جبن وذل الحوثي".
من جانبه، يرى المحلل السياسي، خالد سلمان، أنه لا جديد يذكر على صعيد كسر قواعد الاشتباك والذهاب إلى قصف العمق الإسرائيلي، "وكأن فؤاد شكر لم يُغتَل، وإسماعيل هنية ما زال على قيد الحياة، (...) ما يعني أن الوضع في حالة ثبات ولا متغيّر جديا على الأرض".
وقال إن إيران "تتلقى العروض وتبحث في الخيارات، تضغط لتحسين شروطها التفاوضية في ملفاتها العالقة، وتصرح علانية أنها لن تذهب إلى حرب إقليمية، وأن حدود المواجهة تخضع للمعايير السياسية لا العسكرية".
وأشار إلى أن الخيارات العسكرية المطروحة هي "رد محدود للغاية، يقابله توفير مخارج حفظ ماء الوجه، وإعطاء طهران جزءًا من نصر ناقص ووهمي، بتبريد المواجهة في غزة ووقف إطلاق النار والقبول بصفقة ما، ما تمكن إيران من تسويقها كنتاج لضغطها على تل أبيب وإجبارها على تليين مواقف إسرائيل خشية من رد إيراني عاصف محتمل".
