3 قتلى إثر غارة إسرائيلية على خيمة في قيزان النجار بخان يونس جنوبي قطاع غزة
يترقب سكان قطاع غزة، لاسيما النازحين، نتائج مفاوضات التهدئة المتسارعة بين إسرائيل وحركة حماس، لوقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام ضد القطاع.
وأسفرت الحرب التي اندلعت في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام 2023، عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من سكان غزة، وأحدثت دمارًا كبيرًا وغير مسبوق في القطاع.
وتشير التقديرات إلى أن طرفي القتال في غزة يقتربان من التوصل لاتفاق تهدئة على عدة مراحل، يتوقع أن يدخل حيز التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة، الأمر الذي يثير القلق والأمل في نفوس سكان القطاع الذين يعانون من ويلات الحرب.
وقال خالد أبو اسليم، الذي يقيم مع عائلته في دير البلح وسط قطاع غزة، إنه "يتابع بقلق كبير الأخبار التي ترد والتسريبات الإعلامية فيما يتعلق بالتهدئة"، معربًا عن مخاوفه من تكرار فشل جولة المفاوضات كما حدث سابقًا.
وأوضح أبو اسليم، لـ"إرم نيوز"، أن "عدة أشهر طويلة من الحرب مرت على سكان القطاع كأنها سنوات وعقود، وظروف حياتهم تزداد تعقيدًا في ظل استمرار الحرب ومقتل وإصابة العشرات يوميًا"، لافتًا إلى أن الجميع يأمل بوقف الحرب بأي ثمن.
وتابع: "شعرنا بتفاؤل وأمل شديدين هذه المرة، وننتظر لحظة الإعلان عن وقف القتال بين حماس وإسرائيل على أحر من الجمر"، مؤكدًا أن الجميع يقبل بإنهاء الحرب والعودة إلى منازلهم، وإن كانت مدمرة بالكامل.
وأشار إلى أنه "يتوجب على الأطراف الإقليمية والدولية ممارسة أكبر قدر من الضغط من أجل إنهاء الحرب التي أنهكت سكان القطاع"، مشددًا على أن السكان يأملون ألا تخيب آمالهم هذه المرة، ويتم التوصل لاتفاق تهدئة.
من جانبه، قال النازح من شمال القطاع، نبيل المصري، إنه "يستعد وعدد من أفراد عائلته للعودة إلى شمال غزة"، لافتًا إلى أنهم بدأوا بإعداد أمتعتهم والتواصل مع أقرباء لهم شمالي القطاع تحضيرًا للعودة واستقبالهم، وترتيب أوضاع حياتهم بعد تدمير منازلهم.
وأوضح المصري، لـ"إرم نيوز"، أنه وعائلته "يرغبون بالعودة إلى منطقتهم (بيت لاهيا) والعيش فيها رغم الدمار الكبير الذي تعرضت له"، لكنه أعرب عن خشيته "ألا تشملنا العودة خلال مراحل الاتفاق الأولى".
ولايزال ملف عودة النازحين أحد أكبر الملفات العالقة في المفاوضات التي تُجرى بين حماس وإسرائيل، كما يشمل الملف تفاصيل عالقة حول المناطق التي سيعود إليها النازحون، وكذلك آلية عودتهم.
وقال المصري: "الفلسطينيون أنهكوا من الحرب المتواصلة في قطاع غزة، ويرغبون أكثر من أي وقت مضى بالتوصل لاتفاق ينهي معاناتهم"، لافتًا إلى أنه من الضروري أن تقبل حماس بأي اتفاق يؤدي إلى ذلك، ويوقف معاناة سكان القطاع.
بدوره، قال النازح خليل شيخ العيد، إن "التهدئة قد تؤدي إلى عودته لمدينة رفح التي تعرضت لدمار كبير للغاية مع استمرار العملية العسكرية في المدينة لنحو 8 أشهر".
وأوضح العيد، لـ"إرم نيوز"، أنه "يتابع بشغف وأمل جميع الأنباء التي ترد على وسائل الإعلام المحلية والعبرية والدولية بشأن التهدئة"، واصفًا إعلان دخول الهدنة حيز التنفيذ بأنه سيكون "الخبر الأجمل الذي يمكن أن يسمعه في حياته".
وأضاف أن "الحرب أخذت منا كثيرًا، وقضت على أحلامنا وأحلام الأجيال المقبلة، والمطلوب، الآن، معالجة الأوضاع التي خلفتها لإنقاذ الأجيال".
وقال إنه حتى اللحظة لا يعلم مصير منزله، إلا أنه يحلم بالعودة للمنطقة التي غادرها قبل أكثر من 7 أشهر، مضيفًا: "لا أعلم كيف سيتمكن أطفالنا من تلقي التعليم مع تدمير مدارسهم أو تحولها لمراكز إيواء"، إلا أنه اعتبر أن الأهم وقف الحرب.