مجلس الشيوخ الباكستاني يرفض اتهامات الهند بشأن كشمير
فشل الوسطاء الإقليميون والدوليون في التوصل لاتفاق يعيد الهدوء إلى قطاع غزة، ويضمن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، إذ لم يحرز أي تقدم خلال الأيام الماضية، ما يثير التساؤلات حول وصول تلك المباحثات إلى طريق مسدود.
ورغم المقترحات المقدمة من قبل الوسطاء؛ إلا أن طرفي القتال لم يتمكنوا من التوصل لتفاهمات تمدد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في يناير/كانون الثاني الماضي، أو الدخول في مرحلة جديدة من الاتفاق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة أمام الكنيست، إن "استمرار حماس في تعنتها ورفض إطلاق سراح الرهائن سيقابل بضغط أقوى وأشد"، مبينًا أن ذلك "يشمل السيطرة على مناطق وأمور أخرى لن أفصلها".
ووفق القناة 12 العبرية، فإن "خلافات جديدة في الكواليس بين الأمريكيين والإسرائيليين على خلفية انهيار المفاوضات والعودة للقتال"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وجهت انتقادات حادة لإسرائيل في إدارة المفاوضات مع حماس وتسويف التوصل لاتفاق.
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتوقع أنه بعد إقرار الموازنة في إسرائيل، أصبح نتنياهو أكثر تحررًا من الضغوط السياسية؛ ما يمكنه من التقدم في المفاوضات بشأن صفقة مع حماس".
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، أن "المقترح الذي يقضي بإفراج حماس عن 5 من الرهائن الأحياء، أحدهم عيدان ألكسندر، ما زال مطروحًا على الطاولة، وهو مقبول بالنسبة لإسرائيل"، مبينة أنه "إذا قدمت حماس ردًا رسميًا فإن هناك تقدم إيجابي بمفاوضات التهدئة".
وأوضحت أن "مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين يعقدون في واشنطن اجتماعًا مهمًا جدًا، سيتناول قضية التفاوض حول الصفقة إلى جانب أمور عديدة"، فيما لم يتضح بعد ملامح المرحلة المقبلة، خاصة مع رفع وتيرة العمليات العسكرية في غزة.
وبهذا الصدد، يرى الخبير في الشأن السياسي، محمد مصلح، أنه "من المبكر لأوانه القول إن المفاوضات بين حماس وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود"، مشيرًا إلى أن تمرير الموازنة بالكنيست حسّن ظروف نتنياهو، وسيؤثر إيجابيًا على المفاوضات.
وقال مصلح، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس استوعبت أن الوقت الحالي يحتاج لتقديم الكثير من التنازلات، كما أن المقترح المصري الأخير جيد للطرفين ويفكك العُقد، خاصة أنه يقوم على "تحرير الرهائن التدريجي والانسحاب التدريجي والمرحلي من غزة".
وأضاف "بتقديري، يمكن اعتبار ذلك توصيفًا جيدًا للخروج من المأزق الحالي، والمقترح المصري قريب مما تعرضه الولايات المتحدة، والتوافق بين واشنطن والقاهرة سيكون بمثابة ورقة ضغط قوية على نتنياهو للمضي قدمًا بالاتفاق".
وتابع مصلح: "هناك حالة من الاستقرار السياسي في إسرائيل، وحاجة للانشغال في القضايا الداخلية بالرغم من تجاوز بعض العُقد، ونتنياهو لن يجرؤ على وقف مفاوضات وقف إطلاق النار، خاصة مع الحاجة الأمريكية لتحرير الرهائن، وإدراك إسرائيل أن الأسلوب العسكري وحده لن يحقق ذلك".
وبين أنه "بات من الواضح وجود مفاوضات غير معلنة بين كافة الأطراف بعيدًا عن وسائل الإعلام، بالتزامن مع مرونة تقدمها حماس"، لافتًا إلى أن قبول الحركة للتحركات المصرية سيؤدي إلى التوصل لاتفاق، وفق تقديره.
في المقابل، ترى المختصة في الشؤون السياسية، رهام عودة، أن "مفاوضات التهدئة تمر في مرحلة جمود، وهناك أمل ضعيف في استمرار المفاوضات رغم وجود ضغط أمريكي على نتنياهو"، مبينة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس لديه نية للاستجابة لتلك الضغوط.
وقالت عودة، لـ"إرم نيوز"، إن "الوسطاء يبذلون جهودًا لإقناع إسرائيل بالإفراج عن 5 من الرهائن الإسرائيليين في غزة، في حين يصر نتنياهو على الإفراج عن 10 من الرهائن"، في إشارة إلى أن ذلك سبب فجوات كبيرة بين الجانبين.
وزادت: "أكثر سيناريو متوقع هو استمرار الضغط العسكري الإسرائيلي عبر القصف المستمر والتوغل البري المحدود لحين قبول حماس بالإفراج على الأقل عن 10 من الرهائن، مع عدم تعهد إسرائيل بالانسحاب الكامل من القطاع".
وأوضحت عودة أنه "في حال لم تستجب حماس للشروط الإسرائيلية، سيقوم الجيش الإسرائيلي باحتلال عدة مناطق في القطاع، وإنشاء مناطق إنسانية عازلة للمدنيين، مع سيطرته على عمليات توزيع المساعدات الإنسانية، وقد يتم بعدها التمهيد لحكم عسكري إسرائيلي مؤقت للقطاع"، وفق تقديرها.
