هل اكتفى حزب الله وإسرائيل بـ"رد الأحد" أم يذهبان لحرب مفتوحة؟

قال خبراء إن "مرحلة الانتقام" من اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر "قد انتهت" أمس الأحد، وإن الميليشيا اللبنانية وإسرائيل لا ترغبان في المواجهة الشاملة، لكنه بحسبهم، فإن جبهة جنوب لبنان دخلت في مرحلة هدوء حذر قد "لا يستمر طويلا".

وشهدت جبهة جنوب لبنان وشمال إسرائيل أمس الأحد، أكبر مواجهة بينهما منذ بدء التصعيد على خلفية الحرب على غزة التي بدأت قبل أكثر من 10 أشهر.

وأعلن أمين عام الحزب حسن نصر الله، أن الميليشيا تمكنت من تنفيذ هجومها كما هو مخطط له ثأرًا لاغتيال فؤاد شكر بـ 340 صاروخا وعشرات المسيرات.

وأكد أن الهدف الرئيس للعملية هو "قاعدة غليلوت للاستخبارات" قرب تل أبيب، وأن "العدو يتكتم عن إصابته، وستثبت الأيام ذلك".

إلى ذلك، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصرح بأن تل أبيب لم تقل "كلمتها الأخيرة" بضرباتها يوم الأحد، على جنوب لبنان.

وقال نتنياهو أيضًا في تصريحات سبقت ذلك: "نحن مصممون على القيام بكل شيء لحماية بلادنا وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، ومواصلة اتباع قاعدة بسيطة: من يؤذنا، نؤذه".

وأثارت مواجهات الأحد، مخاوف من اقتراب التصعيد بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل إلى حرب مفتوحة، قد تغرق المنطقة في أعمال عنف واسعة، لكن خبراء استبعدوا هذه المواجهة على المدى القريب.

ولا يعتقد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية البروفيسور محمد مصالحة أن إسرائيل ذاهبة إلى حسم الصراع مع حزب الله عسكريًا.

وقال مصالحة في تصريح لـ"إرم نيوز" إن الطرفين (إسرائيل وحزب الله) لا يرغبان في المواجهة الشاملة، وتحديدًا تل أبيب التي تدرك أن حزب الله ليس حماس ولبنان ليس غزة كذلك.

وأشار إلى أن جبهة جنوب لبنان، ستبقى في حالة توتر، لكن أقل من حرب، ما دامت الحرب مستمرة على غزة.

وقال إن هذه الحرب جعلت العلاقة بين الجبهات جميعها "المساندة" مع إسرائيل علاقة حركية، معتقدًا أن حزب الله اكتفى برده الأولي الذي وجهه إلى إسرائيل يوم أمس الأحد، وكذلك إسرائيل بحسب ما نقل عن الطرفين.

وأضاف أن جبهة جنوب لبنان بعد أحداث الأحد، ستعود إلى ما كانت عليه منذ دخولها كجبهة مساندة لغزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأردف أن الصراع الحالي متوقف على إسرائيل، وبدون وقف حربها على غزة ستبقى المنطقة على صفيح ساخن قابل للاشتعال في أية لحظة.

وبين أن "على النخبة الحاكمة في تل أبيب أن تغير موقفها من الصراع، وبأن استخدام القوة كأداة استقرار لن يجلب لها الأمن".

"هدوء حذر"

من جهته، يتوقع أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور وليد أبو دلبوح، أن تشهد جبهة جنوب لبنان هدوءا حذرا لن يستمر طويلا بعد رد حزب الله، لأنه باعتقاده أن "مرحلة الانتقام" لاغتيال القائد العسكري البارز في الحزب فؤاد شكر قد انتهت.

وأشار أبو دلبوح إلى أن حزب الله راض برده على إسرائيل أمس الأحد، وإسرائيل كذلك بضربتها الاستباقية التي قالت إنها جنبتها هجوما كبيرا.

وبين في تصريح لـ"إرم نيوز" أن ما تشهده جبهة جنوب لبنان هو شبه حرب، ولاحقا بعد الأحد يسود نوع من الهدوء الحذر الذي لن يستمر طويلا، لكنه مرهون في ورقة غزة، والتي تحدد مصير الجبهة الشمالية.

ورأى أن حزب الله يرغب في عدم خسارة حماس للحرب، لأنه يعلم أنه التالي، وسيتم الاستفراد به في حال الانتهاء من غزة، بالإضافة إلى الغموض في الموقف الإيراني بعد الرئاسة الجديدة لمسعود بزشكيان.

ولفت إلى أن حزب الله يهمه البقاء والاستمرار، ولا يريد الخسارة، وبالتالي فإنه على المدى القصير لا يرغب بالتصعيد أكثر وصولا إلى مواجهة مفتوحة وكذلك إسرائيل، لأن كلا الطرفين يعلمان الخسائر المتوقعة.

وأردف: "حزب الله لا يستبعد التصعيد مستقبلا في حال انتهت إسرائيل من غزة، حينها ستصبح الجبهات كلها شمالية".

وحول سؤال عن بقاء جبهة الشمال ورقة استنزاف لإسرائيل، قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية إن الأخيرة لا يهمها قدر ما تخسره طالما هنالك دعم أمريكي لا متناه، وفي ظل قيادة بنيامين نتنياهو الذي يريد بقاء الأوضاع كما هي عليه لاستثمارها سياسيا لصالحه.

ووافق أبو دلبوح ما ذهب إليه مصالحة بأن جبهة جنوب لبنان ستعود إلى ما كانت عليه قبل اغتيال فؤاد شكر بأن تبقى جبهة مساندة ومشاغلة، وفق تعبيره.

ويرى محمد مصالحة أن إمكانية تنفيذ بنيامين نتنياهو لوعوده بعودة الإسرائيليين إلى الشمال أمر غير وارد أو ممكن حاليًا.