مع "غموض الرؤية".. صفقة الأسرى في غزة على "شفا الانهيار"

نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن صفقة الأسرى التي يجري التفاوض بشأنها "على حافة الانهيار"، في وقت لا توجد فيه بدائل مطروحة.

وقال المسؤولون إن لديهم مخاوف شديدة من أن وقف المفاوضات سيعني نتيجة حتمية، وهي التصعيد الإقليمي الذي من المتوقع أن يقود إلى حرب مباشرة بين إيران وإسرائيل.

 

الصحيفة العبرية التي استندت إلى وسائل إعلام أمريكية، أوضحت أنه في وقت أصبح فيه انهيار المفاوضات قاب قوسين، فإنه لا توجد أية رؤية بديلة وواضحة مطروحة على الطاولة في المدى الفوري.

وأضافت، نقلًا عن المصادر، أن المقترح الحالي الذي بلورته الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومصر وقطر، طوال بضعة أسابيع، منذ شهر تموز/ يوليو، هي أفضل الصور التي بُلورت للاتفاق المنشود؛ لأنها تلبي شروط حماس وإسرائيل على حد سواء.

وزعمت إن إسرائيل وافقت على الصفقة بينما أشارت حماس، من خلال تصريحات علنية، إلى أنها لن تقبل الصفقة، الأمر الذي دفع المصادر الأمريكية والإسرائيلية إلى الإعراب عن قلقها من انهيارها، مضيفة أن المصادر لا ترى أي طريق واضح لنهاية الحرب أو إعادة الأسرى.

في غاية الخطورة

التقديرات التي وردت في "يديعوت أحرونوت" نقلًا عن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين مقتبسة من صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، وزادت عليها الصحيفة العبرية أنها تقديرات "في غاية الخطورة".

ولفتت إلى أن التقديرات أسوأ بكثير من تلك التي عرضتها مصادر رسمية أمريكية بشكل علني، حين أكدت أن هناك ضغوطاً على حماس لقبول المقترح الحالي، وأن الفترة الحالية أقرب بكثير للوصول إلى صفقة مقارنة بالوضع السابق.

وأردفت أن محادثات الوساطة ستستأنف قريبًا في القاهرة، وأن هناك مخاوف لدى الوسطاء من أنه في حال لم تقترب حماس من الموافقة، فإنه لن تتبقى خيارات أخرى، في ظل غياب البدائل.

وبيّنت أن المنطقة بأسرها ستشهد تدهورًا حادًا، ولا سيما على صعيد الجبهة الشمالية، الأمر الذي سيقود إلى مواجهات مباشرة بين إيران وإسرائيل.

واقتبست الصحيفة عن مصدر إسرائيلي، لم تكشف هويته، أن تل أبيب "لا تدري ما إذا كان زعيم حماس، يحيى السنوار يريد صفقة أم لا".

وقال المصدر إنه "في حال لم تُبرم صفقة فإن هناك فرصة كبيرة أن تشن إيران هجومًا على إسرائيل، وسوف يعني ذلك تصعيداً سيصل إلى حرب شاملة بالمنطقة".

"فيلاديلفيا" في قلب الخلاف

وسعت الولايات المتحدة إلى عقد قمة بالقاهرة يوم الجمعة المقبل، وفق ما أوردته الصحيفة، التي أشارت أيضًا إلى أنه كانت هناك محاولات لعقدها الخميس، بغرض إتمام صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

واستطردت أنه "لم يعد من المعلوم ما إذا كانت تلك القمة ستعقد بالفعل، ولا سيما وأنه من غير الواضح للجميع هل كانت حماس بصدد الاستجابة للدعوة أم لا".

وأضافت أن هناك علامة استفهام أخرى تتعلق برفض القاهرة القاطع لبقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلاديلفيا، وكذلك رفض القاهرة نقل وجهة النظر الإسرائيلية في هذا الصدد إلى حماس.  

وفي ظل تعقد الأمور، أشارت الصحيفة إلى أن عقد القمة أصبح محاط بالشكوك، وأن رد مصر على محاولات وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن بشأن محور فيلاديلفيا غير معروف.