logo
العالم العربي

لماذا تهاجم إسرائيل غوتيريش؟

لماذا تهاجم إسرائيل غوتيريش؟
أنطونيو غوتيريشالمصدر: رويترز
18 أكتوبر 2024، 3:05 م

هاجمت إسرائيل الجمعة، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لعدم احتفائه بمقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار، في مشهد تكرر كثيراً منذ بدء هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على حسابه في منصة "إكس" يقول: "رفض إعلان  حماس منظمة إرهابية بعد مذبحة السابع من أكتوبر، يتبع غوتيريش أجندة متطرفة معادية لليهود"، مجددا التأكيد على منعه من دخول إسرائيل.

وازداد التصعيد الإسرائيلي تجاه غوتيريش بعد إدانته "اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط"، بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل مساء الثلاثاء، وهو ما دفع إسرائيل إلى إعلانه "شخصا غير مرغوب به" لأنه "لم يدن الهجوم الإيراني بشكل واضح".

وشهدت الأيام الأولى لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أشعل الحرب في قطاع غزة، هجوماً إسرائيليا على غويتريش واتهامات له بـ"معاداة السامية"، وهي تهمة يقول محللون إن إسرائيل تلجأ دائماً لاستخدامها ضد خصومها.

وقال غوتيريش، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول إن هجوم حماس "لم يحدث من فراغ"، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر من 75 عاما.

ولا يقتصر الموقف الإسرائيلي على غوتيريش فقط، إذ سبق أن منعت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في "الأراضي الفلسطينية المحتلة" فرانشيسكا ألبانيز من الحصول على تأشيرة.

وتصاعدت الخلافات بين المنظمة الدولية وإسرائيل، بعد أن خاطب غوتيريش مجلس الأمن لتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، بعد شهرين على اندلاع الحرب في غزة، التي ينبه فيها إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدولي.

ويرى محللون سياسيون أن الخلاف ليس على شخص غوتيريش أو "وليد الحرب في غزة"، بل يعود إلى عقود طويلة بسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال المحلل السياسي عامر ملحم لـ"إرم نيوز"، إن التوتر يعود إلى أكثر من 40 عاما، عندما صوتت الأمم المتحدة، على قرار يضع "الصهيونية" لإسرائيل ضمن "العنصرية"، وهو قرار أثار غضب إسرائيل كثيرا.

وكانت الأمم المتحدة ألغت ذلك القرار، بعد أن وضعته إسرائيل شرطا للمشاركة في محادثات مدريد عام 1991، لإحياء السلام مع الفلسطينيين.

وظلت العلاقات الإسرائيلية مع الأمم المتحدة على مدار السنوات، تتسم بالتوتر، خاصة من جانب تل أبيب التي لطالما اتهمت المنظمة الدولية بالوقوف ضدها، من حرب لبنان 1982 إلى الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000، مرورا بحرب غزة 2008، والاعتراف الأممي بفلسطين كدولة غير عضو عام 2012، وصولا إلى اليوم.

ويرى المحلل السياسي عامر ملحم، أن "حجم المأساة في قطاع غزة، هو من فرض على غوتيريش التعامل من مبدأ إنساني في ظل الأزمة غير المسبوقة هناك"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تريد من الجميع تجاهل ما يحدث في القطاع والالتفات إلى أمنها فقط".

ولفت إلى أن إسرائيل حاولت مرارا التأثير على موقف المجتمع الدولي من غوتيريش خاصة مع اقتراب انتهاء ولايته على أمل وصول أمين عام جديد بموقف مختلف، متوقعا ألا تنجح تل أبيب في تغيير موقف المجتمع الدولي.

بدوره، قال المحلل السياسي الفلسطيني، سامر عنبتاوي، إن "الاحتلال يرى نفسه فوق القانون الدولي، ولا يريد من أي جهة محايدة أن تتخذ موقفها تجاه انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني".

وأضاف عنبتاوي لـ"إرم نيوز" أن "غوتيريش كان واضحًا في توجيه انتقادات للاحتلال وإجراءاته تجاه الفلسطينيين من عمليات القتل والإبادة الجماعية والتجويع".

وأشار إلى أن إسرائيل لا تريد من غوتيريش الحديث عن هذه الانتهاكات، وتطالبه بـ"الاحتفال" باغتيال زعيم حركة حماس يحيى السنوار على اعتبار أنه مسؤول عن هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، و"كأن الهجوم هو بداية الصراع، لكن ما حدث كان ردا على الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين".

أخبار ذات علاقة

كاتس "مهاجماً" غوتيريش: "لم يرحب" بتصفية السنوار

 ويرى عنبتاوي أن "غوتيريش أنصف إلى حد ما الشعب الفلسطيني، واتخذ مواقف تتفق مع القانون الدولي، لكنها لا ترضي الاحتلال الذي يحاول أن يفقده وظيفته".

بدوره، قال الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين بيتر لينتل، إن "التوتر بين الحكومات الإسرائيلية والأمم المتحدة قائم منذ فترة طويلة، ولكنه يتخذ الآن شكلاً متشنجاً، أو أكثر تبلوراً، وهو نتاج لسياق الحرب الدائرة وتطرف القيادة الحالية".

ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن لينتل قوله: "لا شك أن الحكومة (الإسرائيلية) هي التي تتبنى الموقف الأكثر عدائية تجاه الأمم المتحدة على الإطلاق".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC