مستشار لخامنئي: إذا دخلت واشنطن المفاوضات بصدق وإرادة فسيكون الطريق واضحا ويسيرا
يرى خبراء ومختصون أن تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعزز فرص استمرار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل وميليشيا حزب الله قبل نهاية العام الماضي، خاصة وأن ترامب مهتم بعد عودة الطرفين للقتال.
وتوصل الطرفان لاتفاق أنهى التصعيد العسكري بينهما، والذي بدأ عقب هجوم عناصر حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، فيما تهدد الخروقات من الطرفين الاتفاق وتنذر بانهياره في أي لحظة.
ونقلت صحيفة "جيروزالم بوست" العبرية، عن مصادر مقربة من ترامب قولها، إن "إدارة الرئيس الأمريكي حذرت إسرائيل من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وذلك مع اقتراب مهلة الـ 60 يومًا لانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من لبنان".
وأوضحت الصحيفة، أن "إسرائيل لديها نية في إبقاء جيشها بمناطق من الجنوب اللبناني بعد انتهاء تلك المهلة، وذلك بسبب بطء انتشار الجيش اللبناني وانسحاب عناصر حزب الله"، مبينة أن الضغوط تتزايد على إسرائيل للالتزام بالاتفاق.
وفي السياق، قالت "القناة 12" العبرية، في تقرير لها، إن "ترامب يرغب باستمرار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان"، مشددًا على أن الرئيس الأمريكي مهتم باستقرار الشرق الأوسط للتركيز على القضايا الداخلية.
وقال الخبير في الشؤون الإقليمية، رفيق أبو هاني، إن "ترامب سيمارس ضغوطا استثنائية على إسرائيل لمنعها من خرق اتفاق التهدئة مع حزب الله وإجبارها على الانسحاب بالكامل من الجنوب اللبناني في إطار المهلة المحددة.
وأوضح أبو هاني، لـ"إرم نيوز"، أن "وصول ترامب للحكم سيعزز إتمام اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية لإسرائيل، وسيقطع الطريق أمام محاولات اليمين الإسرائيلي للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للعودة للقتال".
وأشار إلى أن "ذلك يمكن نتنياهو من تمرير مخططاته الدولية والإقليمية، والتي ستحظى على إثر إعادة الهدوء بالمنطقة بقبول جميع الأطراف"، مبينًا أن ذلك سيكون مقابل السماح لإسرائيل بالعمل عسكريًا ضد ميليشيا الحوثي وإيران.
وأضاف: "هناك ملفات مهمة ستركز عليها إسرائيل والولايات المتحدة أبرزها البرنامج النووي الإيراني، والتهديدات الحوثية للملاحة البحرية"، مؤكدًا أن ذلك سيجبر إسرائيل على القبول بكافة تعليمات الإدارة الأمريكية الجديدة.
وتابع المحلل السياسي: "نتنياهو لن يغامر بالعلاقة مع ترامب والعودة للقتال مع ميليشيا حزب الله، على حساب الملفات المهمة والحساسة التي ستبدأ تل أبيب وواشنطن بالعمل عليها خلال الأيام القليلة المقبلة"، على حد تقديره.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، إن "ترامب يعطي لعدد من الملفات الداخلية والإقليمية أولوية أكثر من الصراع بين إسرائيل وحزب الله، ما يدفعه لرفض أي مساع إسرائيلية لاستئناف القتال على الجبهة الشمالية".
وأوضح زيداني، لـ"إرم نيوز"، أن "الرئيس الأمريكي قد يسمح لإسرائيل بانتهاء جزئي للاتفاق فيما يتعلق بالبقاء لفترة أطول من المتفق عليها؛ إلا أنه لن يقبل باستئناف أي عمليات عسكرية للجيش الإسرائيلي ضد لبنان".
وزاد: "سيكون التركيز على ملفات أكثر حساسية وأهمية من المواجهة مع حزب الله وحماس، خاصة وأن الجيش الإسرائيلي نجح في تحييد هاتين القوتين، كما أنه فكك محور إيران"، مبينًا أن القضاء على ميليشيا الحوثي سيكون أولوية واشنطن وتل أبيب بالمرحلة المقبلة.
وختم: "ترامب لديه مخططات فيما يتعلق بالشرق الأوسط والعالم وإعادة تشكيلهما ولن يسمح لنتنياهو وأحزابه اليمينية بالتحكم في هذا الأمر، وقد يندفع نحو تجاهل مطالب تل أبيب في الكثير من القضايا والملفات".