العراق.. تأهب أمريكي في "عين الأسد" والسوداني يدعو الفصائل للتهدئة

كشفت مصادر أمنية عراقية، عن إعلان القوات الأمريكية حالة التأهب القصوى في قاعدة عين الأسد تحسبًا لرد فعل الفصائل المسلحة إزاء قصف الطائرات الأمريكية للحشد الشعبي جنوبي العاصمة.

يأتي ذلك، في وقت كثف فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالاته مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران بهدف العودة إلى الهدنة والتراجع عن قصف القواعد الأمريكية في العراق.

وقال مصدر أمني برتبة نقيب في قاعدة عين الأسد، لـ "إرم نيوز"، إن "القوات الأمريكية دخلت مرحلة الإنذار القصوى في الجزء الخاص بها في قاعدة عين الأسد، حيث فعلت دفاعاتها الجوية، ووضعتها في حالة الاستعداد، وهيأت مخابئ للطائرات لتلافي إصاباتها المباشرة في حال قُصِفَت القاعدة".

وأضاف "كما عملت القوات الأمريكية على تفريق جنودها في مواضع متعددة وعدم السماح لهم بالنوم في قاعات موحدة لتقليل الخسائر في حال اُسْتُهْدِف مراقد الجنود".

وأعلنت فصائل عراقية عديدة منها (كتائب حزب الله، والنجباء) وغيرها، انتهاء الهدنة بين الطرفين، وهددت بالتصعيد العسكري واستهداف القواعد والمصالح الأمريكية في كل من العراق وسوريا ردًّا على سلسلة الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على ما يسمى فصائل "المحور" الموالية إلى إيران.

وكانت القوات الأمريكية قد استهدفت، مساء الثلاثاء الماضي، مقراً للواء 47 "كتائب حزب الله" بواسطة الطيران المسير، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرة أشخاص بينهم، أبو حسن المالكي، القيادي في كتائب حزب الله والمسؤول عن تطوير الطائرات المسيرة.

واعتبرت القوات الأمريكية الضربة "دفاعا عن النفس" كاشفة عن أن "المقر المستهدف هو مصنع لتصنيع الطائرات المسيرة التي تشن فيها الكتائب هجومها على قوات التحالف"، بحسب بيان القوات الأمريكية.

وقالت كتائب حزب الله تعقيبًا على الضربة، إنها "ستتخذ القرار المناسب بعد التشاور مع إخوتها في تنسيقية المقاومة العراقية"، في إشارة إلى إمكانية قصف القواعد الأمريكية ردًّا على استهداف عناصرها في جرف الصخر.

 وكشف قيادي في أحد الفصائل المسلحة عن تكثيف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالاته مع ما يسمى "تنسيقية المقاومة الإسلامية"، والتي تضم عددًا من الفصائل المسلحة العراقية، ومنها كتائب حزب الله بهدف حثها العودة إلى الهدنة وخفض التصعيد وعدم جر العراق إلى مواجهة مفتوحة مع واشنطن وتل أبيب.

وقال لـ "إرم نيوز"، إن "فصيله وفصائل أخرى في تنسيقية المقاومة تلقت اتصالات عبر وسطاء من رئيس الحكومة يريد فيها التهدئة والعودة إلى الهدنة التي كانت قد عقدتها الفصائل مع السوداني منذ شباط الماضي لمنحه فرصة التفاوض مع الجانب الأمريكي لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق".

وأضاف القيادي الذي طلب حجب اسمه والفصيل التابع له، أن "الفصائل لم ولن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الاستهدافات المتكررة لمقرات الحشد الشعبي وألويته والفصائل المسلحة، خاصة أن تلك الهجمات أدت إلى مقتل العديد من جنودنا في الميدان".

وشهدت المنطقة عمومًا تصعيدًا أمنيًّا وعسكريًّا خطيرًا تزامنًا مع اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، ورئيس أركان حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، وقصفها الحشد الشعبي في بابل.

 

وكانت مصادر عراقية قد كشفت، في وقت مبكر من صباح الخميس، لـ "إرم نيوز"، عن إجماع الفصائل المسلحة في كل من العراق ولبنان واليمن وسوريا على هجوم موحد في اللحظة نفسها ردًّا على اغتيال هنية وشكر واستهداف الحشد الشعبي.

وتمكنت إسرائيل من اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في مقر إقامته في العاصمة طهران في أثناء حضوره حفل التنصيب الرسمي للرئيس الإيراني الجديد، فيما أقدمت على اغتيال القيادي الأمني الكبير في حزب الله اللبناني فؤاد شكر بهجوم صاروخي استهدف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.