نتنياهو: أقدر عاليا التدخل الأمريكي ضد الحوثيين وواشنطن لا تدخر جهدا في الرد عليهم بشدة
رجح خبراء ومختصون سياسيون أن تضطر حركة حماس إلى تقديم تنازلات غير مسبوقة وجوهرية فيما يتعلق بملف المفاوضات التي يديرها الوسطاء مع إسرائيل، من أجل التوصل لاتفاق تهدئة بشأن الحرب الدائرة في غزة.
يأتي ذلك، على إثر رفع الولايات المتحدة وتيرة ضغوطها على حماس، وإبلاغها قطر بأن وجود قادة الحركة على أراضيها لم يعد مقبولًا، بعد رفضها أحدث مقترح للتوصل لاتفاق بشأن الرهائن، وفق "رويترز".
ونقلت الوكالة، عن مسؤول أمريكي كبير قوله، إن "قطر قدمت هذا الطلب لقادة حماس قبل نحو 10 أيام"، فيما رفع أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى وكالات داخلية طلبًا لتسليم القيادي خالد مشعل للولايات المتحدة.
وقال المحلل السياسي، محمد هواش، إن "حماس في موقف صعب للغاية وتواجه أزمة كبيرة بسبب المطالبة الأمريكية".
ولفت إلى أن ذلك سيدفعها للتعاطي بإيجابية كبيرة من أي جهود للتهدئة مع إسرائيل تفضي لإتمام صفقة تبادل أسرى.
وأوضح هواش، لـ"إرم نيوز"، أن "واشنطن جعلت من الضغط على قادة حماس وعائلاتهم بالخارج الورقة الأخيرة بالنسبة إليها، من أجل دفعهم لتقديم تنازلات جوهرية بالمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل"، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية الحالية جادة بالتوصل لاتفاق تهدئة.
وأضاف: "الرئيس الأمريكي جو بايدن يرغب الخروج بشكل مشرف من البيت الأبيض، عبر اتفاق لتحرير الرهائن في غزة، وإدارته تدرك صعوبة ممارسة أي ضغوط على إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو".
وبين أن "حماس حاولت تحييد قادتها بالخارج وعائلاتهم عن أي ضغوط، إلا أن واشنطن تدرك أن ترحيلهم من قطر ودفعهم للبحث عن مكان آخر سيكون الوسيلة الأفضل للضغط على الحركة ودفع قادتها للقبول بأي عرض للتهدئة".
وتابع: "بتقديري ستحاول حماس التوصل لصيغة اتفاق يضمن أمن قادتها بالخارج والداخل، ويُلغي أي قرار يتعلق بترحيلهم من الدوحة، ويُجمد المطالبات بتسليم قادة من الحركة للولايات المتحدة، خاصة خالد مشعل الذي يعد من أقوى الشخصيات السياسية".
ويرى المحلل السياسي، جهاد حرب، أن "ترحيل قيادة حماس من قطر سيفقد الحركة جزءًا كبيرًا من قوتها السياسية، خاصة أن ذلك سيحول دون قدرة قادتها على التحرك بحرية، علاوة على أنه لا يضمن لهم عدم ملاحقة إسرائيل لهم".
وقال حرب، لـ"إرم نيوز"، إن "خروج قيادة حماس من قطر يعطي إسرائيل مساحة أكبر من العمل ضدهم، والوصول إليهم واغتيالهم"، مشيرًا إلى أن إصرار الولايات المتحدة على طردهم من الدوحة سيكون مؤشرًا قويًا على وجود مخطط لتصفية بعض القيادات.
وزاد: "على إثر ذلك ستكون حماس هي الطرف الذي يدفع مفاوضات التهدئة للأمام، وستطالب الوسطاء بتقديم مقترح جديد للتهدئة تتم مناقشته والتوصل لاتفاق، قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب".
واستكمل: "سيكون ذلك في إطار صفقة تضمن عدم ملاحقة قادة حماس، والإبقاء عليهم وعائلاتهم في قطر، وضمان حرية حركتهم في المنطقة"، مشددًا على أن الحركة تدرك عدم قدرتها على الانتقال إلى أي مكان آخر حاليًا.
وختم: "جدية الولايات المتحدة بهذا الأمر واستمرارها بالضغط من أجل طرد قادة حماس من قطر، سيكونان دافعًا قويًا لإحداث تقدم كبير بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى"، مرجحًا التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية بايدن.