مصادر طبية بغزة: ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 230 قتيلا إثر غارات إسرائيلية
وصل وفد من تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية المعروفة بـ"تقدم"، برئاسة عبدالله حمدوك، إلى بريطانيا في خطوة جديدة لحشد الدعم الدولي لصالح وقف الحرب التي تفتك بالسودانيين لأكثر من عام ونصف.
وفور وصول الوفد السوداني برئاسة حمدوك، إلى بريطانيا عقد اجتماعات مع مسؤوليين تنفيذيين وبرلمانيين بالمملكة المتحدة، وذلك وفق بيان لتنسيقية "تقدم".
وقال البيان الذي تلقى "إرم نيوز" نسخة منه، إن الوفد لبى دعوة لزيارة مباني البرلمان البريطاني واجتمع بنائب رئيس مجلس اللوردات ووزير أفريقيا في الحكومة البريطانية اللورد راي كولينز، فضلا عن عقد اجتماع موسع مع عدد من أعضاء مجلسي العموم واللوردات من أحزاب العمال والمحافظين والليبراليين الديمقراطيين، تقدمتهم رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني ايميلي ثورنبيري.
وأضاف البيان أن الوفد السوداني قدم شرحاً وافياً حول تطورات الحرب في السودان، موضحا خطورة الأوضاع وحجم المأساة الإنسانية التي تعد الأكبر على مستوى العالم، والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها أطراف النزاع في حق المدنيين، وفق قوله.
وأشار إلى أن الوفد طلب من الحكومة البريطانية ضرورة العمل على وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، واتباع تدابير تقود إلى حماية المدنيين، وأهمية تنسيق جهود الوصول لوقف لإطلاق النار ولحل سلمي عاجل للنزاع.
وتابع أن ممثلي الحكومة والبرلمان البريطاني نقلوا التزام بلادهم بالوقوف مع الشعب السوداني في محنته الحالية، وتقديرهم البالغ لدور القوى المدنية المناهضة للحرب ومساندتهم لجهودها، وأكدوا أنهم "لن يدخروا جهداً للمساعدة على وقف الحرب في السودان ومعالجة آثارها الانسانية الفادحة".
تحركات مهمة
ويرى المحلل السياسي، علي الدالي، إن تحركات القوى المدنية برئاسة عبدالله حمدوك، ستكون بمثابة نفض الغبار عن الأزمة المنسية في السودان، وذلك شرح التطورات والمنحى الخطير الذي تتجه إليه الحرب بالسودان.
وقال الدالي لـ "إرم نيوز" إن العالم انشغل عن الأزمة السودانية بأزمات أكبر مثل الحرب على غزة والحرب الأوكرانية، ما تطلب تحرك القوى المدنية لتذكيره بما يجري في السودان من فظائع جراء الحرب.
وأضاف أن "تحركات القوى المدنية السودانية في هذا التوقيت مهمة جدًا لأنها تذكّر العالم بفظاعة الأزمة وتلفت انتباه العالم الحُر والمؤسسات الدولية لتقوم بدورها كاملًا في تنفيذ التزاماتها تجاه السودان".
وأوضح أن زيارة تنسيقية "تقدم" إلى بريطانيا مهمة خصوصًا بعد انشغال الولايات المتحدة الأمريكية وهي أكبر الدول المؤثرة في الأزمة السودانية، بالانتخابات الرئاسية، في وقت استفحلت فيه الأوضاع في السودان وحصلت انتهاكات كبيرة بحق المدنيين.
وأشار إلى أن تحركات حمدوك تأتي متزامنة مع المطالبات بضرورة إرسال قوات دولية لحماية المدنيين في السودان، وأنها محاولة لإيجاد ضوء في آخر النفق.
وأضاف أن "لدى تنسيقية "تقدم" علاقات ممتازة مع بريطانيا، حيث عقد وفدها الزائر اجتماعات مع مجلس اللوردات والحكومة البريطانية، وهو نجاح كبير يضاف لجهود حشد الدعم العالمي لحل الأزمة السودانية".
وأردف الدالي أن "تحركات القوى المدنية كانت بطيئة في السابق لكن زيارة "تقدم" تُعتبر قفزة كبيرة، وقد تحقق نجاحًا في حشد الدعم الدولي لإيقاف الحرب بالسودان"، وأن "زيارة بريطانيا قد لا تكون الأخيرة وإنما تتبعها زيارات أخرى لعدد من الدول الكبيرة المؤثرة في حل الأزمة السودانية".
خطوة متأخرة
ومن جهته يقول المحلل السياسي، عمار الباقر، إن الزيارة التي تقوم بها تنسيقة القوى الديمقراطية "تقدم" إلى بريطانيا، خطوة تأخرت كثيرًا لأن هذه التحركات من شأنها أن تعجل بتحركات الدول المؤثرة في العالم والإقليم لأجل وقف الحرب بالسودان.
وقال الباقر لـ"إرم نيوز" إن تنسيقية "تقدم" ينتظر أن تقوم بإحاطة بريطانيا وغيرها من الدول بحقيقة الأوضاع في السودان ورؤية القوى المدنية لوقف الحرب واستعادة مسار الانتقال والتحول الديمقراطي، مشيرًا إلى أنه منذ اندلاع هذا الصراع خفت صوت القوى المدنية مقابل ارتفاع أصوات دعاة الحرب، الأمر الذي غيب الصورة الصحيحة لطبيعة هذه الحرب لدى المجتمع الدولي، وفق قراءته.
وأضاف الباقر أن "القوى المدنية برئاسة عبد الله حمدوك، ظلت طوال الفترة الماضية تتحرك في إطار الشأن الداخلي من خلال التواصل مع طرفي الحرب وحثهما على الجلوس للتفاوض، والتواصل مع القوى السياسية للتوافق على رؤية موحدة لوقف الحرب واستعادة الحكم المدني الديمقراطي، لكن الواضح أن هذه الجهود فشلت ما جعلها تلجأ إلى التحركات الخارجية لأجل حشد الدعم الدولي لصالح انهاء الأزمة السودانية".
وأكد أن دولة بريطانيا من الدول المؤثرة ولديها نفوذ في المنطقة، وقد تكون نقطة انطلاقة حقيقة لحشد الدعم الدولي لوقف الحرب في السودان.
