"كواد كابتر" القاتلة.. تعرَّف على أكثر الأسلحة الإسرائيلية فتكًا في غزة

تمثل طائرات "الكواد كابتر" السلاح القاتل الذي تعتبره إسرائيل "إستراتيجيًا وحاسمًا" في المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة.

ولهذا النوع من الطائرات قدرات "فائقة واستثنائية"، كما أنها تقلل بشكل أساس من الخسائر البشرية والمادية للجيش الإسرائيلي، علاوة على أنها يمكن أن تنفذ العديد من المهام سواء الاستطلاعية أو عمليات الاغتيال أو مهام تفجيرية.

ويستخدمها الجيش الإسرائيلي لعمليات فرض السيطرة النارية على بعض المناطق دون الحاجة لتقدّم كبير للآليات العسكرية، ما يعني تقليل الخسائر البشرية في صفوف الجنود.

 

ما هي الطائرة الإسرائيلية "الكواد كابتر"؟

"الكواد كابتر" طائرة مروحية مسيرة صغيرة الحجم طورها الجيش الإسرائيلي، واستخدمها بشكل مكثف خلال الحرب الدائرة حاليًا في غزة، بمهام استخباراتية إضافة لاستهداف السكان والمطلوبين للأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

وتتميز الطائرة بدقتها العالية، وسهولة التحكم بها عن بعد، وبرمجتها لجمع المعلومات والتصوير، لتتحول لاحقًا إلى سلاح جوي استخباري، ويستخدمها الجيش الإسرائيلي لاستهداف البنى التحتية، والشقق السكنية، وغيرها من الأهداف.

وطُوّرت الطائرة بواسطة شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية "إلبيت سيستمز"، وبدأ استخدامها من قبل الجيش، العام 2018، بعمليات الرصد والمراقبة والاغتيالات، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، خاصة أنها سهلة البرمجة والاستخدام.

وتتميز الطائرة الإسرائيلية بوجود مروحيات في مختلف زواياها، علاوة على أنها لا تحتاج لمهارة عالية في الاستخدام، كما أنه بالإمكان توظيفها في الميدان بشكل مباشر؛ إلا أن من عيوبها سهولة استهدافها بأبسط الأسلحة.

وتمكن هذه الطائرة الجيش الإسرائيلي من التوغل في عمق المناطق السكنية التي يصعب على الجنود اقتحامها، كما أنها تطير على ارتفاع منخفض بما يمكنها من المسح الميداني للأهداف، وبالتالي تسهيل عمليات اقتحام الجنود لتلك المناطق، كما طورت شركة "سمارت شووتر" الإسرائيلية سلاحًا آليًا لها خصص لإطلاق النار على الأهداف الثابتة والمتحركة أثناء الطيران.

مواصفات وخصائص

و"الكواد كابتر" طائرة رباعية المراوح صغيرة الحجم لا يتجاوز قطرها 1.6 متر، تشبه في تصميمها المروحية، وبها أدوات تنصت عالية الدقة، كما أنها تضم جهازًا لاسلكيًا من 4 إلى 6 مراوح، ومزودة بكاميرات عالية الجودة، وإضاءتها خافتة.

وتصل سرعة الطائرة الإسرائيلية لنحو 72 كيلو مترًا في الساعة، ويبلغ وزنها عند الإقلاع 1.25 كيلو غرام، في حين تحلّق على ارتفاع من 10 إلى 450 مترًا، ويمكن التحكم بها عن بعد، كما أن لديها القدرة على رفع حمولة تصل لنحو 150 كيلو غرامًا.

ولا تحتاج الطائرة لحاضنة من أجل إقلاعها بحيث يمكن تشغيلها مباشرة من الميدان، كما أنها سهلة البرمجة وتسير إلكترونيًا، وتجهز بسلاح نصف آلي، وقاذفة قنابل عيار 40 مليمترًا، كما أنها تستطيع التحليق لمدة زمنية طويلة.

وتُوكل للطائرة العديد من المهام، أبرزها: "المراقبة والرصد للأهداف الثابتة والمتحركة، وعمليات القصف، والهجمات الانتحارية، وإطلاق الرصاص والقنابل وقنابل الغاز، والقتال في المناطق والأحياء السكنية، وتنفيذ عمليات الاغتيال، وتقديم بيانات كاملة عن الأهداف".

وتستخدم الطائرة الإسرائيلية في عمليات القنص، فهي تحمل بندقية أو أكثر في بعض الأحيان، كما تعمل بتقنية الاستحواذ على الهدف عبر الصورة عن طريق كاميرا مثبتة فيها، حيث تقوم بتصوير الهدف وتتبعه وإمداد الجنود بمعلومات دقيقة تعينهم على الاستهداف.

 

تكنولوجيا التفكيك الآلي

وقال الخبير في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي، إن "الطائرة المسيّرة الإسرائيلية يمكن وصفها بتكنولوجيا تفكيك الإنسان آليًا"، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الطائرات من أقوى الأسلحة الذي استخدمته إسرائيل خلال الحرب على غزة.

وأوضح الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، أن "هذا النوع من الطائرات هو الأكثر قدرة على تحديد المواقع، وتعقب الحالات والأهداف المنوي استكشافها، كما أنها تبث بقوة لغرفة العمليات الأرضية، وتنفذ عمليات محددة ودقيقة".

وأشار إلى أن "هذه الطائرة ستكون السلاح الرئيس في المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية على غزة، خاصة أنها تحدد بدقة الهدف، وتعطي معلومات غير مسبوقة"، متابعًا: "الكواد كابتر مزعجة للقوات الدفاعية، وتخدم القوات المهاجمة".

وبحسب الخبير العسكري، فإنه "في المرحلة الثالثة سيركز الجيش الإسرائيلي على تنفيذ أهداف عالية الدقة والجودة، وسيعتمد بشكل أساس على التكنولوجيا فائقة الجودة والدقة، وهو الأمر الذي سيجعل اهتمامه غير مسبوق بطائرات الكواد كابتر".