"نيويورك تايمز": استمرار تخصيب اليورانيوم في إيران محلّ خلاف ويتسبب بانقسامات داخل الفريق الأمريكي
أعلنت فصائل سورية مسلحة، الجمعة، السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب، شمالي غرب البلاد، التي تعد منطقة استراتيجية لعدة أسباب تتعلق بموقعها الجغرافي، وأهميتها العسكرية في سياق الأزمة التي عاشتها سوريا منذ عام 2011.
وأفادت الفصائل المسلحة الجمعة بأن الجيش السوري انسحب من سراقب بعد اشتباكات دامت يومين.
تقع المدينة عند تقاطع طريقين رئيسيين في شمال غربي سوريا، الطريق الأول يربط بين حلب ودمشق (من خلال الطريق السريع M5)، فيما يربط الطريق الثاني بين حلب واللاذقية عبر إدلب، ما يعني أن سيطرة أي طرف على سراقب تتيح له السيطرة على هذه الطرق الحيوية التي تستخدم للإمدادات العسكرية والنقل التجاري.
وكانت المنطقة تعد نقطة وصل بين مناطق تسيطر عليها الفصائل المسلحة ومناطق أخرى يسيطر عليها الجيش السوري، ما جعل منها استراتيجية من أجل قطع الإمدادات العسكرية، ومنع أي محاولات للسيطرة على الطريق الحيوي.
لذا، فإن السيطرة على سراقب تمكن من التحكم في حركة الإمدادات العسكرية بين شمالي سوريا ومناطق الساحل السوري، ما يجعلها نقطة ارتكاز مهمة لأي عمليات عسكرية.
ويقول مركز جسور للدراسات، إن سراقب تعد المفتاح لدخول أو خروج القوات إلى مدينة حلب.
ويرى المركز أن خسارة سراقب بالنسبة للجيش السوري تعني فقدان السيطرة على شريان النقل والإمداد بين حلب ودمشق، ما يجعلها نقطة استراتيجية محورية في الحفاظ على استقرار الحكومة السورية في الشمال.
وتشير دراسة لمعهد "كارنيغي" للسلام تناولت سراقب كجزء من مناطق خفض التصعيد بموجب اتفاقيات أستانا، مشيرة إلى أن المدينة كان لها تأثير مباشر على الاستراتيجية العسكرية الدولية في سوريا، خاصةً في ظل الصراع بين الفصائل المدعومة من تركيا "هيئة تحرير الشام" من جهة، والجيش السوري والحلفاء الإيرانيين.
وفي دراسة أخرى، يؤكد العديد من المحللين أن سراقب كانت ضمن مناطق النفوذ التركي منذ تدخلها العسكري في سوريا.
في المقابل، تعد المدينة أيضًا جزءًا من مناطق الوُجود الإيراني والميليشيات التابعة لها، وهو ما جعلها ساحة للمنافسة بين القوى الإقليمية والدولية.
ولفتت بعض التحليلات، إلى أن سراقب كانت جزءًا من خطة إيران طويلة الأمد للتمدد العسكري في الشمال السوري، خاصة من خلال ميليشيات مثل حزب الله و"فاطميون"، التي كانت تنشط في المنطقة لحماية الطرق الاستراتيجية.
وتعد السيطرة على المنطقة مهمة بالنسبة لإيران لتأمين مصالحها اللوجستية في سوريا.
تحدثت دراسات سابقة عن دور سراقب في المعارك التي شهدتها سوريا والتي دارت في 2015 و2020، حيث كانت هذه المدينة نقطة انطلاق لكثير من العمليات العسكرية بين قوات النظام وفصائل المعارضة.
وفي عام 2020، شهدت سراقب معركة حاسمة عندما استعادت الحكومة المدينة، في إطار حملة لاستعادة إدلب كاملة.
وأكدت دراسات تحليلية سابقة، أن استعادة سراقب كانت خطوة هامة في سياق خطة الجيش السوري لاستعادة السيطرة على كامل الشمال الغربي لسوريا، مشيرة إلى أن فقدان المدينة يعني فقدان السيطرة على طريق "M5" السريع، الذي يعد شريانًا مهمًا.