يخضع لبروتوكول أمني معقد.. كيف نجا السنوار من الاغتيال؟

أكد خبراء أن رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس والمطلوب الأول لإسرائيل يحيى السنوار، استطاع النجاة من عمليات التصفية والاغتيال، عبر وسائل بدائية في الاختباء، وإدارة حرب هي الأعنف في الشرق الأوسط منذ عقود.

ورأى الخبراء أن السنوار استطاع أن ينجح حتى اللحظة بالبقاء حيًّا، وأن يرغم الجميع داخل أروقة الحركة على اختياره رئيسًا للمكتب السياسي العام للحركة.

"لا يؤمن بالوسائل التكنولوجية"

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسين البدّاوي، أن السنوار يقيم داخل نفق محصّن بعيد عن كل أدوات التواصل الإلكترونية، وأن "النفق مجهّز بشكل يحتمل البقاء لفترات طويلة، فيما السنوار دائم التنقل".

وقال البدّاوي لـ"إرم نيوز"، إن رئيس حركة حماس لا يؤمن بالوسائل التكنولوجية ولا يستخدمها، ويعتبر أن قربه من أي وسيلة تكنولوجية مهما كانت مشفرة هي ثغرة أمنية كبيرة قد تؤدي إلى اغتياله.

وفي هذا الصدد أشار إلى أن السنوار يستخدم الرسائل الورقية فقط. "بدليل رسالته عند استشهاد عدد من أبنائه وأحفاده".

 رسائل ورقية بشكل عنقودي

ورجّح، أن "السنوار يؤمّن نفسه بدائرة أمنية مغلقة حيث يرافقه أفراد من عائلته، أحدهم شقيقه عضو المجلس العسكري، وقائد لواء خانيونس محمد السنوار كي لا يقع فريسة للاختراق الأمني والتصفية".

 ولفت الباحث الفلسطيني إلى أن رئيس الحركة يدير الحرب برسائل شفهية أو ورقية بشكل عنقودي متفرع، كي لا يتم كشف المصدر.

 وبيّن أن عملية التخفّي معقدة ومحكمة جدًّا، وهذا ما يفسر بقاءه حتى اللحظة في ظل ارتفاع وتيرة الاغتيالات، تجاه مسؤولي الصف الأول لحركة حماس بشكل كبير جدًّا.

 

"متأخر عن إدارة المعركة" 

الخبير والمحلل السياسي سعيد عبد الرحيم، عدّ أن السنوار "يعاني وجود فجوات زمنية متباعدة عن طريق وضع خطوط عامة وعريضة لكل مرحلة لا تتناسب مع طبيعة المعركة؛ ما يجعله متأخرًا عن إدارة الميدان بشكل دائم".

وقال عبد الرحيم في حديث لـ"إرم نيوز"، "على عكس إسرائيل التي تتعامل مع المعركة على أنها كرة ثلج متدحرجة بسرعة كبيرة. وتحتاج إلى تكتيكات عسكرية لحظية وتغيير دائم في الخطط والأوامر المتعلقة بأساليب القتال، حيث تمارس عملياتها العسكرية بشكل خاطف وواسع ووسط تعتيم إعلامي على أعلى مستوى".

وأشار أيضًا إلى أن السنوار، لا يملك القدرة على متابعة المستجدات في الإقليم؛ ما يمنعه، بهذه الظروف، من المقدرة على إدارة المعركة، بشكل صحيح.

ولفت إلى أن هذه التباينات تضع حركة حماس أمام معضلة كبيرة، "بين الخطوط العريضة التي وضعها السنوار والمستجدات التي تظهر على الساحة؛ ما خلق تيارين مختلفين داخل أروقة الحركة: الأول ممن يؤيد قرار السنوار في عملية الـ7 من أكتوبر، والآخر عبّر في أكثر من مرة عن عدم وجود علم مسبق لديه بالعملية". 

بروتوكول أمني

وأشار المحلل السياسي إلى أن تنصيب يحيى السنوار المفاجئ رئيسًا للمكتب السياسي، يضع حملًا ثقيلًا على الحركة، ويضعها في دائرة الاتهام الدولي ككل، بأن رئيسها هو صاحب وجهة النظر والمخطط السياسي والمنفذ لعملية الـ7 من أكتوبر، وما يترتب على ذلك من تضييق الخناق بشكل أكبر على الحركة.

 وأوضح أنه فيما يتعلّق بمكان وُجود السنوار، "فعلى الأغلب هو يخضع لبروتوكول أمني معقد جدًّا من فريق الحراسة السري المخصص لمثل هذه الحالات، والذي قطعًا لن يكون ممن كانوا مرافقين له في حياته قبل الحرب، وليسوا من عناصر الأمن المعروفين داخل الحركة، وبذلك يكون السنوار صنع دائرة أمنية مغلقة مستحيلة الاختراق" بحسب توقعات عبد الرحيم.