المرصد السوري: مقتل وإصابة 4 أشخاص باستهداف مسيرة لسيارة قرب جسر مصياف
مع مرور عام على حرب غزة، وفتح جبهة حرب جديدة في لبنان، تواجه إسرائيل أزمة دبلوماسية أمام المجتمع الدولي.
تجسدت هذه الأزمة أخيرا بمنع تل أبيب لكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من دخول أراضيها.
وخلال عام من الحرب وجدت إسرائيل نفسها عرضة لعقوبات وإن لم تكن رادعة حتى من الولايات المتحدة، أقرب حلفائها، والداعم الأكبر لها سياسيًا وعسكريًا.
الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي إيتمار إيشنر، قال إن "كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية يجرون بانتظام مناقشات متعمقة بشأن الوضع السياسي والدبلوماسي لإسرائيل في العالم"، لافتًا إلى أن "شرعية" الحرب في غزة تآكلت خلال عام.
وأضاف إيشنر، في مقال بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية: "يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ومسؤولون آخرون أوامر اعتقال في لاهاي، وتفرض الدول الغربية، حتى الصديقة منها، حظرًا على تصدير الأسلحة لإسرائيل، وتعترف دول أخرى بالدولة الفلسطينية، كما أن هناك مقاطعة صامتة للمستثمرين في إسرائيل، وهذا هو المعنى الحقيقي لفقدان الشرعية".
وتابع الكاتب الإسرائيلي أن "العالم يدرك أن نتنياهو يعرف أنه لا يوجد خطر حقيقي على موقعه في الائتلاف طالما استمر الوضع الحالي في غزة، وبالتالي يُنظر إلى الحرب على أنها ستطول من أجل إبقاء نتنياهو في السلطة، وكذلك تركيبة الحكومة اليمينية المتطرفة".
وقال: "تواجه إسرائيل تحديًا كبيرًا في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وإذا صدر حكم ضد إسرائيل فإن ذلك سيضفي الشرعية على عزلة إسرائيل المستمرة ويلحق المزيد من الضرر بالدعم الدولي".
ويرى المحلل السياسي محمد المصري، أن إسرائيل ستكون أمام أزمة دبلوماسية خطيرة، بسبب استمرار تعنتها في ملف وقف إطلاق النار بغزة، وكذلك الارتفاع الكبير في أعداد ضحايا عملياتها العسكرية في غزة ولبنان.
وقال المصري لـ"إرم نيوز" إن "الحربين في غزة ولبنان، والمواقف المتطرفة لشخصيات يمينية مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتيريتش، ساعدت في توضيح حقيقة تطرف الحكومة الإسرائيلية الحالية".
وأضاف: "إسرائيل ستجد نفسها في موقف قانوني خطير أمام العالم، وبات نتنياهو يستخدم سياسة حرق المراكب مع غالبية دول العالم، بانتظار وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتجديد الحصول على شرعية من الولايات المتحدة".
وتابع المصري أن "الخلافات مع غوتيريش وبوريل هي انعكاسات لسياسات إسرائيل المتطرفة مع مؤسسات الأمم المتحدة ومشروعها بتصفية عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وكذلك اعتراضها على أي مسار سياسي سواء مع حماس أو السلطة الفلسطينية".
وقال إن "الحكومة الإسرائيلية الحالية تمارس غطرسة كبيرة في التعامل مع القانون الدولي؛ ما يضع دول العالم أمام اختبار التصدي لهذه السياسة، ومزيد من الصدام مع إسرائيل".