الحوثيون يقولون إنهم سيصدرون بعد قليل بيانا بشأن تنفيذ عملية عسكرية في عمق إسرائيل

logo
العالم العربي

"سي إن إن": إدارة بايدن أوقفت الضغط بشأن اتفاق وقف حرب غزة

"سي إن إن": إدارة بايدن أوقفت الضغط بشأن اتفاق وقف حرب غزة
سيدتان في غزة تسيران وسط أنقاض المباني المدمرةالمصدر: رويترز
25 سبتمبر 2024، 2:22 م

كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن توقفوا إلى حد كبير عن الدفع باتجاه مفاوضات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة.

ورأى المسؤولون أنه "مع قيام إدارة بايدن بإيقاف الضغط في مفاوضات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة، فإن الهجمات الإسرائيلية الجديدة على "حزب الله" في لبنان، هذا الأسبوع، تضيف طبقة أخرى من التعقيد".

وعدَّ المسؤولون ذلك "يجعل احتمالات التوصل إلى اتفاق قريب الأجل أكثر صعوبة ــ إن لم تكن مستحيلة ــ على الأقل خلال سقوط الصواريخ والقنابل". 

الإرادة الشخصية

ويُلخص مسؤول بارز في الحزب الديمقراطي مقرب من البيت الأبيض مشاعر بعض المسؤولين المشاركين في تلك المفاوضات بهذه الطريقة: "لا يمكننا أن نريد هذا أكثر ما يريدونه"، حتى مع رفض بايدن وكبار المساعدين التخلي عن الجهد كاملًا.

وعدَّت الشبكة أن "إنهاء الصراع في غزة هو الهدف الرئيس للسياسة الخارجية لبايدن مع اقترابه من نهاية مدة رئاسته التي تستمر لولاية واحدة، ولكن محادثات وقف إطلاق النار المتوقفة تهدد بإغراق أولويات الرئيس الأخرى في الشرق الأوسط".

وتقول الشبكة إنه "مع مرور الوقت، لم يوجه بايدن سوى دعوة روتينية لوقف إطلاق النار خلال خطابه الأخير في الأمم المتحدة، الثلاثاء، ويعتزم مناقشة الأمر مع نظرائه الأجانب هذا الأسبوع في نيويورك".

ورأت "سي إن إن" أنه "لا يزال المسؤولون الأمريكيون في المراحل الأولى لتقييم الوضع المتقلب في لبنان، ومحاولة فهم ما إذا كانت إسرائيل لديها هدف نهائي محدد بشكل جيد عندما يتعلق الأمر بجارتها الشمالية".

وفي أعقاب هجمات إسرائيل السرية التي فجرت الآلاف من أجهزة "البيجر" و"اللاسلكي" في أنحاء لبنان جميعها، واستهدفت عناصر "حزب الله"، كانت الإدارة تعمل على تحديد مدى تدهور قدرات الحزب نتيجة لذلك.

وبغياب إستراتيجية واضحة من جانب إسرائيل، فإنهم باقون على أمل أن الهجوم الإسرائيلي قد يجبر "حزب الله" على الجلوس إلى طاولة التفاوض مع تجنب أي حسابات خاطئة قد تؤدي إلى حرب إقليمية.

فصل الصراعين

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن من الصعب الفصل بين الصراعين في غزة ولبنان، على الرغم من إصرار إسرائيل على أنها تعدُّهما قضيتين منفصلتين، وفق الشبكة.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين: "إنه نوع من التوزيع الخاطئ أن نقترح أن أيًّا من هاتين القطعتين يمكن فصلها تمامًا عن الكتلة الكبرى"، مشيرًا إلى أن لكل منهما منطق ومجموعة من الديناميكيات في حد ذاتها، ولكنها تعزز بعضها بطرق كثيرة.

وقال المسؤول: "ما نحاول فعله، حتى مع استمرارنا في محاولة معالجة الصراع الأساسي الذي خلق كثيرًا من المعاناة خلال العام الماضي، فإننا نركز بالقدر نفسه على ضمان عدم توسع هذا الصراع، وعدم تفاقمه وعدم اجتياحه المنطقة كاملة". 

يعتقد بعضهم داخل إدارة بايدن أن التغيير في النهج يمكن أن يساعد على تسريع نهاية الصراع، بما في ذلك تجاوز الاتفاق المكون من ثلاث مراحل الذي يُنَاقَش حاليًّا، والانتقال إلى جهد جديد من شأنه أن يحدد دفعة واحدة الشروط التي سيحتاج الطرفان إلى الاتفاق عليها لوقف القتال.

غياب البدائل

وتستدرك الشبكة الأمريكية قائلة: "ولكن لا توجد مؤشرات على أن الولايات المتحدة تستعد بنشاط للدفع باتجاه أي خطة بديلة حاليًّا".

وذهبت إلى القول: "في الواقع، لا توجد حاليًّا خطط معروفة لبعض كبار نواب الأمن القومي لبايدن، الذين قاموا برحلات لا حصر لها إلى الشرق الأوسط خلال العام الماضي لمحاولة تسهيل وقف إطلاق النار واتفاقية الرهائن، بما في ذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز، وزير الخارجية أنتوني بلينكن أو منسق الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك، لزيارة إسرائيل بهدف طرح خطة بديلة".

وأضافت: "عندما كان بلينكن في المنطقة آخر مرة في وقت سابق من الشهر الجاري، لم تكن إسرائيل ضمن محطات رحلته، وقد مر ما يزيد على شهر على آخر حديث بين بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو لا يخطط للقاء الزعيم الإسرائيلي عندما يأتي إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لإلقاء خطابه الخاص في الأمم المتحدة".

وتشير الشبكة إلى أن "بعض المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن أسبوع الخطابات في نيويورك قد يزيد تأجيج التوترات، ولكنهم يعملون أيضًا بنشاط على الإعداد لاجتماعات على الهامش يمكن أن تؤدي إلى طرح أفكار لإنهاء الصراع".

ولم يتضمن خطاب بايدن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، أي اقتراح جديد لكسر الجمود، ولكنه ادعى أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنًا.

ويواصل المسؤولون الأمريكيون وصف المحادثات بأنها في الأساس "ميتة"، مع عدم وجود إرادة سياسية من أي من الجانبين للوصول إلى اتفاق.

ولم يضفَ بعد الطابع الرسمي على "اقتراح بناء الجسور" الذي صاغته الولايات المتحدة لتقديمه إلى بايدن أو أي من الطرفين في المحادثات.

صعوبات وانتكاسات

وقال مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن، جيك سوليفان الثلاثاء لقناة MSNBC: "لقد كانت هناك صعوبات وانتكاسات، لقد واجهنا تحديات في تحقيق تقدم مع رئيس الوزراء، وواجهنا تحديات في تحقيق تقدم مع زعيم حماس، السنوار، ولكننا مصممون على الاستمرار في ذلك".

وأضاف سوليفان: "نحن نقضي الليالي مستيقظين نحاول إيجاد طريقة لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، وقد تحدثنا مباشرة عن قلقنا عندما رأينا رئيس الوزراء لا يتخذ خطوات نعتقد أنها ضرورية للوصول إلى تلك الصفقة". 

وأردف مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض قائلًا: "حاليًّا، أود أن أقول إن التحدي الأكبر هو في الواقع أن حماس والسنوار لا يريدان التوصل إلى اتفاق، ولكن إذا فعلوا ذلك، إذا كانوا مستعدين للجلوس إلى الطاولة، فسيكون لزامًا علينا أن نجعل رئيس الوزراء يجلس إلى الطاولة، ونغلق هذا الأمر". 

ومع اعتراف المسؤولين الأمريكيين بشكل متزايد بما يبدو أنه الاحتمال المتزايد بأن وقف إطلاق النار لن يتحقق قبل انتهاء ولاية بايدن في يناير، فإنهم يقبلون أيضًا أن هذا يعني أن الرئيس لن يرى اتفاق تطبيع تاريخي بين السعودية وإسرائيل قبل أن يغادر منصبه.

وخلافًا لما حدث في خطابه أمام الأمم المتحدة العام الماضي، لم يشر بايدن في خطابه إلى إمكانية اعتراف السعودية بإسرائيل، وهو ما يمكن أن يغير المنطقة.

ومن المرجح أن يترك ذلك للرئيس القادم، فإما أن يُقرر الاستمرار في متابعة مثل هذا المسار، أو التوجه في اتجاه مختلف، وكثيرًا ما ذكرت نائب الرئيس كامالا هاريس أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاقية الرهائن، ولكنها لم تقدم تفاصيل حول أي نهج جديد في التوصل إلى اتفاق.

وقالت هاريس الأسبوع الماضي: "في نهاية الأمر، الشيء الذي سيفتح آفاق كل شيء آخر في تلك المنطقة هو إنجاز هذه الصفقة "، مضيفة: "لن أفصح عن محادثات خاصة، ولكنني سأخبركم أنني أجريت محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء ومع رئيس إسرائيل، ومع القادة المصريين، ومع حلفائنا، وأعتقد أننا أوضحنا ذلك بشكل واضح للغاية: نحتاج إلى إنجاز هذه الصفقة". 

وتختم الشبكة تقريرها بالقول: "مع ذلك، إذا كانت نافذة وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن قبل نهاية رئاسة بايدن تغلق ببطء، يصر المسؤولون الأمريكيون على أن هناك دائمًا احتمال حدوث تحول غير متوقع في الأحداث في الشرق الأوسط يمكن أن يغير السرد بسرعة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC