مجلس الوزراء اللبناني يعين كريم سعيد حاكما للمصرف المركزي
قال دبلوماسي مصري سابق، إن خطة بلاده لإعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية تشمل تصورا لمرحلة تسبقها هي "التعافي المبكر".
وأضاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، أن تصور مصر ينطلق عبر تنفيذ "خطط التعافي المبكر" من خلال إنفاذ الاحتياجات الإنسانية للقطاع من غذاء ومأوى وصرف صحي ورعاية صحية للسكان، فضلا عن إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية.
وأشار حجازي، في حوار مع "إرم نيوز"، إلى "أولوية إصلاح شبكات الطرق العامة والمياه وإحياء الاقتصاد المحلي، لمساعدة القطاع على التعافي من آثار العدوان الإسرائيلي المدمر وجعله مكانا قابلا للعيش بالحد الأدنى، ثم الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار".
وبين أن "عملية التعافي المبكر ستكون من خلال العمل على وتيرة متسارعة للإغاثة العاجلة لتثبيت واقع الفلسطينيين على الأرض، وبداية عملية إعادة إعمار شاملة لكل العناصر من الاحتياجات الإنسانية والطرق والشبكات والبناء".
ولفت إلى أن ما سبق "عناصر ستتم والفلسطينيون على أراضيهم"، مشددا على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي، لضمان نفاذ المساعدات العاجلة بشكل فوري ومستدام".
وأردف أن "المؤتمر الدولي الذي دعت له مصر منذ أسابيع لإعادة إعمار غزة وتمكين أهلها على أرضهم، فرصة لمساعدة الأسرة الدولية وتأكيدها على تقديم الاحتياجات المالية المطلوبة، للتنفيذ الفوري لإنقاذ أهالي غزة من الكارثة التي يتعرضون لها في القطاع، ونرجو ألا تخذلهم الأسرة الدولية ماديا بعد أن ربما خذلتهم سياسيا".
وراى السفير حجازي أن "محاولات الاحتلال لخلق واقع جديد بعدم استجابته في اتفاق الهدنة للمرحلة المرتبطة بالمدخلات الإنسانية، هدفه أن يكون الواقع في غزة طاردا للفلسطينيين من أراضيهم ومعرقلا لحقهم الشرعي الثابت وغير القابل للتصرف، لإقامة دولتهم على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
واعتبر أن "محاولة إسرائيل بالعمل على التجويع والحصار واستخدام البروتوكول الإنساني كمدخل للتقليل لما تحتاجه المجتمعات الفلسطينية كسلاح للتهجير القسري واضح في أن هدفه إتمام عقاب جماعي، على عكس ما يخوله القانون الدولي الإنساني".
وأشار إلى أن "أي تصريحات تشجع على التهجير القسري هي مستهجنة ومرفوضة على مستوى المجتمع الدولي الذي شاهد بأعينه بشاعة الموقف للأطفال والنساء، وتشريد السكان، وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس، وقصف سيارات الإسعاف، واستهداف العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية".
ولفت إلى "تدمير أكثر من 2000 مؤسسة تابعة للأونروا في غزة و65 من مدارسها وقتل 50 ألف فلسطيني، 70 % منهم من النساء والاطفال، ونزوح أكثر من 2 مليون شخص متشبثين ببلدهم، وعلينا تقديم الخطة الكفيلة لتمكينهم من الأرض، والانتهاء من عملية الإعمار في أسرع وقت ممكن عبر تضافر الجهود الدولية".
وردا على سؤال بشأن الاجتماع الخماسي المنتظر عقده في الرياض في التعامل مع المشهد الحالي، قال إن هذه المناسبة التي ستشارك فيها مصر والأردن والإمارات وقطر مع السعودية ودولة فلسطين، ستكون كفيلا بالإطلاع على الخطة المصرية التي تتناول عناصر عملية التعافي المبكر".
وبين أنها فرصة للعمل على وتيرة متسارعة للإغاثة العاجلة لتثبيت واقع الفلسطينيين على الأرض وبداية عملية إعادة إعمار شاملة لكل العناصر من الاحتياجات الإنسانية والطرق والشبكات والبناء.
وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، على تمسك المجتمِعين بقواعد القانون الدولي الحاكمة وفقا لرؤية حل الدولتين ورفض التهجير القسري وهو أمر يتوافق عليه الموقف العربي، تمهيدا للقمة العربية في 27 فبراير الجاري".
وقال إن هذه القمة ستكون "الأهم في تثبيت دعائم المشهد لمصلحة بقاء الفلسطينيين ورفض دعاوى التهجير القسري المجرمة وفقا للقانون الدولي؛ لأن مجرد دعوة تهجير شعب من أرضه جريمة من جرائم الحرب".
وحول خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين، أضاف حجازي أن الرفض للخطة ليس مصريا عربيا فقط بل أمميا أوروبيا".
وشدد على أن "كل القادة والمسؤولين والمؤسسات الدولية تدين مثل هذه التصريحات وترفض مثل هذه التوجهات التي تتنافى مع القانون الدولي ومقررات الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين".
وأكد على أن على الولايات المتحدة إدراك أن "لها مصالح استراتيجية في الشرق الأوسط وأنها راعية لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وبيان الخارجية المصرية مؤخرا أكد على أن أسس عملية السلام باتت مهددة".
وتابع: "لا أظن أن أمريكا تدرك مدى تأثير مثل هذه الأطروحات والتصريحات على الأمن والاستقرار الإقليمي والذي من الممكن أن ينال من حلفائها وعلى رأسهم إسرائيل".
وزاد أن "للولايات المتحدة مصالح استراتيجية مع مصر والأردن والسعودية وبقية دول المنطقة يجب مراعاتها، وبالتالي مساعدة مصر على ما سيقدم والالتزام بحل الدولتين، هي أسس وقواعد أساسية للتعامل مع المشهد في المنطقة".
واستكمل حديثه: "علينا أيضا أن ندرك أن هناك سباقا يستدعي فيه "اليمين الإسرائيلي" محاولة النيل من اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار القائم ومن المهم عدم تمكينهم من ذلك، والانتقال إلى المرحلة الثانية بفضل جهود الوسطاء".
ولفت إلى أنه "إن كانت إسرائيل تقاعست عن تنفيذ الشق الإنساني في الجزء الأول من الاتفاق، فإن المرحلة الثانية كفيلة في وضع الأمور في نصابها، للانتقال إلى المرحلة الثالثة".
واعتبر أن "جهود مصر في بناء مسار إعادة الإعمار هو حائط الصد أمام أطماع إسرائيل في مواصلة القتال والعنف في القطاع ومخطط التهجير القسري".
وختم السفير محمد حجازي قائلا، إن "القاهرة كانت مدركة منذ البداية أن في عمق هذا العدوان عملية تهجير قسري مقصودة ضد الشعب الفلسطيني".
