تقرير: الاستخبارات الأمريكية ساعدت باغتيال الرجل الثالث في حماس

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مساء الخميس، إن عمليات تنصت أجرتها أجهزة استخبارات أمريكية أسهمت في الوصول إلى الرجل الثالث في حركة حماس، مروان عيسى، واغتياله، في قصف جوي على مخيم "النصيرات" وسط قطاع غزة، الأسبوع الماضي.

واتهمت إسرائيل عيسى بأنه يقف وراء التخطيط لهجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة، في الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتوالت التسريبات منذ نبأ استهدافه، دون أن تعلن إسرائيل، بشكل رسمي، أنها قتلته، وقالت إن لديها مؤشرات عديدة ولكنها تنتظر إعلانًا رسميًا من حماس.

واستندت الصحيفة العبرية إلى معلومات وردت على لسان 5 من كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، تحدثوا مع هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية (NBC)، الخميس، وأبلغوها بدور واشنطن.

تجسس إلكتروني

وتابعت أن إسرائيل جمعت كميات هائلة من المعلومات الاستخبارية حول حماس طوال الشهور الخمسة الأخيرة، الأمر الذي وفَّر لها صورة شاملة للأوضاع الخاصة بأساليب القيادة وطرق العمل الداخلية، وأن تلك المعلومات أسهمت هي الأخرى بدور مهم في الوصول إلى الرجل الثالث في حماس.

المعلومات التي جمعتها إسرائيل جاءت من وسائل كثيرة، من بينها أقراص صلبة وهواتف نقالة وخرائط ومواد أخرى، حصلت عليها من غزة، إضافة إلى ما قالت الصحيفة أنها "عمليات تنصت إلكترونية قامت بها الاستخبارات الأمريكية".  

وذكر مصدر استخباري أمريكي للشبكة الأمريكية، ونقلت الصحيفة العبرية تصريحاته، أن المعلومات التي حصلت عليها إسرائيل هي التي مكنتها من رسم صورة استخبارية شاملة للوضع داخل حماس من حيث نظم القيادة والسيطرة ووسائل الاتصالات، وأن النجاحات الاستخبارية قامت بدور أساس في تحديد موقع عيسى واغتياله.

وذكر ماثيو ليفيت، المحلل السابق في وزارتي الخزانة والخارجية الأمريكيتين، في مجال مكافحة الإرهاب، أن إسرائيل لديها الكثير من المعلومات الاستخبارية عن حماس، أكثر من أي وقت مضى.

تلميح إسرائيلي وتأكيد أمريكي

ونقلت عن مسؤول حالي في الإدارة الأمريكية، لم تكشف هويته، أن إسرائيل "وضعت يدها على قيادات حماس، وقدراتها العسكرية، واستغلت موادَ استخبارية كثيرة؛ لكي تحصل على المزيد والمزيد من المعلومات الاستخبارية".

وأشار صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى عدم إعلان إسرائيل الرسمي عن مقتل عيسى، ضمن العملية التي نفذها الجيش والشاباك، مطلع الأسبوع الماضي، إلا أن مسؤولين إسرائيليين، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، ألمحوا إلى اغتياله.

وذكرت وسائل إعلام عبرية، في وقت سابق، أنه جرى تأجيل الهجوم على مخيم النصيرات عدة مرات للتيقن من عدم وجود رهائن، فيما استخدم سلاح الجوي قرابة 20 طنًا من القنابل، من بينها قنابل مضادة للأنفاق.

وكان إعلان غير اعتيادي قد صدر عن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الإثنين الماضي، ذكر خلاله إن إسرائيل قضت على عدد كبير من كتائب حماس، وقتلت الآلاف من مقاتلي الحركة، بينهم قادة كبار. كما ذكر أن الرجل الثالث في حماس مروان عيسى قُتل في غارة إسرائيلية الأسبوع الماضي.