ستارمر: أنشطة بن غفير وسموتريتش في الضفة الغربية "بغيضة" ومثيرة للقلق 

logo
العالم العربي

خبراء: تراجع النفوذ الإيراني سيعزز الحضور العربي في العراق

خبراء: تراجع النفوذ الإيراني سيعزز الحضور العربي في العراق
عناصر من "حزب الله" العراقيالمصدر: أ ف ب
13 أكتوبر 2024، 3:49 ص

عززت إيران ما بعد عام 2003، نفوذها بشكل كبير في العراق على حساب الحضور العربي رغم مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة البلاد إلى حاضنتها العربية.

ويرى خبراء في الشأن السياسي، أن تراجع النفوذ الإيراني سيعزز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية العربية وحتى المجتمعية مع العراق بشكل كبير، مشيرين إلى أن الحرب المرتقبة بين إسرائيل وإيران فيما إذا اندلعت، ستحدد مدى تراجع نفوذ طهران في البلاد.

ويسود الأوساط الدولية والمحلية حالة من الترقب بشن ضربة إسرائيلية ضد إيران، وسط توقعات بأن نتائج الحرب بين الطرفين يمكن أن تنهي أو تقلل النفوذ الإيراني داخل العراق.

يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الموصل، عامر العمري، لـ "إرم نيوز"، إن "هناك صراع نفوذ استمر على مدى 20 عاماً مضت بين واشنطن من جهة وطهران من جهة أخرى، الأمر الذي دفع إلى تحييد باقي الحضور الإقليمي والعربي".

وأضاف أن "الجميع ينتظر نتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية، ومدى تأثر طهران بتلك الحرب من عدمه، بهدف قياس انعكاساتها على النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة بشكل عام، ومن المفترض أن يتراجع في حال تمت الضربة العسكرية بالشكل الذي تريده إسرائيل".

ويعد العراق ساحة تنافس بين قوى إقليمية ودولية لفترة طويلة، وإيران كانت من اللاعبين الرئيسيين؛ بسبب الروابط الجغرافية والعقائدية والسياسية.

أخبار ذات علاقة

مصدر لـ "إرم نيوز": المليشيات العراقية قررت وقف هجماتها على القواعد الأمريكية

 

ويتوقع الخبراء أن يفتح تراجع النفوذ الإيراني في العراق المجال أمام تعزيز الدول العربية حضورها في العراق.

الخبير الإستراتيجي، عصام الزيدي، يرى أن عودة العراق بشكل كامل إلى حضنه العربي ليست عملية سهلة أو سريعة، وتحتاج إلى معالجة العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 

وقال لـ"إرم نيوز"، إن "هناك مؤشرات تدل على إمكانية تعميق العلاقات بين العراق والدول العربية، خاصة مع تغير الأوضاع الإقليمية وتوجهات الحكومة العراقية نحو تنويع الشراكات الإقليمية والدولية".

ويؤكد أن "هناك رغبة عراقية للحفاظ على توازن بين النفوذ الإيراني والعلاقات مع الدول العربية على أقل تقدير، وهذا التوجه قد يعزز من عودته إلى محيطه العربي".

ويبين، الزيدي، أن "دعم الدول العربية، يمكن أن يؤدي دوراً مهمًّا في دعم الاقتصاد العراقي، ما يعزز العلاقات العربية-العراقية"، مشيراً إلى أن "الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية المشتركة ستكون نقطة جذب قوية للعراق نحو العودة إلى الحاضنة العربية".

ورغم كل المستجدات على الساحة الدولية، إلا أنه لا يمكن تجاهل أن لإيران تأثيرًا عميقًا في العراق عبر الفصائل المسلحة والشبكات الاقتصادية؛ لذا فإن الحضور العربي لن يكون بالضرورة بديلاً كاملاً أو سريعاً، وسيعتمد على قدرة الدول العربية على تقديم بديل فعّال ومستدام للعراقيين.

ويشكل الأمن أرضية خصبة لعودة التعاون بين العراق والدول العربية، بحسب الخبير الأمني، فواز الطائي.

وقال إنه "في ظل تراجع النفوذ الإيراني في العراق فإن هناك مصلحة مشتركة بين العراق والدول العربية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وهذا النوع من التعاون الأمني يمكن أن يشكل أرضية لبناء شراكات أعمق بين العراق وجيرانه العرب".

وأوضح لـ "إرم نيوز"، أن "العراق يعتمد بشكل أو بآخر على طهران في الجانب الأمني، وهذا دور يمكن أن تلعبه الدول العربية عبر الشراكات الأمنية لتقليل اعتماد العراق على إيران في هذا الجانب".

أخبار ذات علاقة

حاملا رسالة من بزشكيان.. وزير خارجية إيران يزور العراق ومصر

 وبيّن أن "هناك تغييرات في التوازنات الإقليمية وصعود قوى إقليمية عربية لها ثقل سياسي وأمني في المنطقة، وهذا ما قد يدفع العراق للاعتماد على تلك القوى بديلاً لإيران".

ولا يزال لإيران نفوذ قوي في العراق عبر الفصائل المسلحة والسياسة الداخلية، وقد تعارض هذه الجهات أي تحول جذري في توجهات العراق نحو العالم العربي.

في النهاية، عودة العراق إلى الحاضنة العربية ليست مستحيلة، لكنها تتطلب توازنًا دقيقًا بين المصالح الداخلية والخارجية، ورغبة من جميع الأطراف العربية والعراقية في تحقيق استقرار مشترك.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC