ترامب: زيلينسكي يريد أن يكون عضوا في "الناتو" لكنه لن يحظى بذلك أبدا وهو يفهم هذا الأمر
تشهد تطورات الوضع في سوريا تبايناً واسعاً في الآراء حول دور الفصائل المسلحة في المرحلة المقبلة، إذ تزداد التساؤلات بشأن المواقف الدولية تجاه هذه الفصائل، ومدى تحويلها من خانة الإرهاب إلى قوى تحررية.
وفي حين يرى البعض أن هناك توجهاً غربياً متسارعاً للاعتراف ببعض الفصائل كقوى تحررية بدلاً من تصنيفها كمنظمات إرهابية، يعتقد آخرون أن هذا الاعتراف سيظل مشروطاً بمدى استجابة هذه الفصائل لمتطلبات المجتمع الدولي، خاصة في ما يتعلق بحماية الأقليات وتقديم حكم ذاتي في المناطق التي تسيطر عليها.
ومن جانب آخر، تشير بعض التحليلات إلى أن التحولات في مواقف القوى الدولية قد تعزز نفوذ هذه الفصائل على الأرض، خصوصاً إذا نجحت في التوافق مع مطالب الغرب حول إدارة المناطق التي تسيطر عليها.
توجه للاعتراف بهيئة تحرير الشام
وأكد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور فيصل مصلح، أن هناك توجهاً متسارعاً من قبل الحكومات الغربية للاعتراف بـ"هيئة تحرير الشام" كمنظمة تحررية بدلاً من كونها منظمة إرهابية.
وأضاف مصلح في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذا التوجه لا يزال مشروطاً بتقييم سلوك الهيئة السياسي والعسكري، بالإضافة إلى كيفية تعاطيها مع المدنيين وتيسير أمورهم اليومية، ومن هنا، يمكن فهم التصريحات المتتالية للغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، التي تشير إلى مسألة الأقليات وحمايتها، والتي تتكرر بشكل ملحوظ في التصريحات الأمريكية الأخيرة.
ويرى مصلح أن هذا يشكل إشارة واضحة إلى أن اعتراف الغرب بـ"هيئة تحرير الشام" وشطبها عن لوائح الإرهاب مرتبط بمدى قبول الهيئة لإعطاء صلاحيات الحكم الذاتي للأقليات.
ويعتقد أن العمل على دستور جديد يعزز اللامركزية ويمنح صلاحيات واسعة لبعض الأقاليم، سيكون هو الأساس الذي يعتمد عليه المجتمع الدولي في تقييم الفصائل السورية.
وتابع مصلح بأن إسرائيل لا تسعى إلى مزيد من التوسع في سوريا في الوقت الحالي، إذ إنها قد حققت أهدافها الاستراتيجية في المنطقة. فقد حصلت على الأراضي الاستراتيجية الهامة بالنسبة لها، مثل المنطقة العازلة وبعض الكيلومترات الإضافية لتعزيز هذه المنطقة. كما تمكنت من السيطرة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية.
وأشار إلى أن ما قد يدفع إسرائيل إلى التوسع أو التدخل بشكل أكبر في سوريا سيكون في حال قررت "هيئة تحرير الشام" فرض الطاعة بالقوة على الدروز، في السويداء مثلاً. وفي هذه الحالة، ستجد إسرائيل ذريعة للتدخل في الجنوب السوري تحت حجة حماية الأقليات.
وتابع بأن إسرائيل تطمح في منح حكم ذاتي للدروز في السويداء، وتأمين تواصل بري مع هذه المنطقة عبر وصل الجولان والقنيطرة بالسويداء، كما تسعى لإبقاء الخط البري ذاته مستمرًا نحو مناطق الأكراد في شرق الفرات.
وأردف أن هذه الطموحات تتضح من تصريحات وزير خارجية إسرائيل، التي ذكر فيها أن الأكراد والدروز يعتبرون أقليات يمكن تعزيز التحالف معهم في المنطقة.
لا عوائق أمام التوسع
وحول إمكانية التوسع الإسرائيلي دون عوائق، أكد المحلل السياسي السوري، عطا الله الديب، أن إسرائيل لا تواجه أي عوائق قد تمنعها من التوسع والسيطرة على ما ترغب فيه في سوريا.
وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى تركيا، التي ناقش خلالها مسألة حماية الأقليات، تشير إلى أن الهدف هو ضمان مصالح الأقليات في المنطقة.
ورجح الديب أن المقصود بالأقليات في هذا السياق هو "العلويين" بشكل خاص، وأن ذلك يعتمد على سلوك الفصائل في المستقبل وكيفية تعاملها مع هذه الأقليات.
وخلص الديب إلى أن البداية تتعلق بسلوك هذه الجماعات في مناطق الأقليات، وبالتالي فإن رفع أسمائها من لوائح الإرهاب مرهون بكيفية تعاملها مع تلك الأقليات، ومع أن الأوضاع تبدو بشكل عام تسير لصالح "هيئة تحرير الشام" وقبولها من قبل المجتمع الدولي، تبقى التفاصيل الأخرى غير حاسمة في تحديد مستقبل الفصائل السورية