وزارة الدفاع الروسية: أسقطنا 49 مسيرة أوكرانية فوق عدد من المناطق الروسية الليلة الماضية
شهدت فترة ولاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السابقة، قطيعة بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، خاصة مع اتخاذ إدارة ترامب في حينه قرارات ضد السلطة ومؤسساتها، الأمر الذي يثير التساؤلات حول طبيعة العلاقة خلال الفترة المقبلة.
وهنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ترامب بانتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، معربًا عن تطلعه للعمل مع إدارته الجديدة من أجل السلام والأمن في المنطقة، قائلًا في برقية أرسلها إلى ترامب: "نحن على ثقة بأن الولايات المتحدة ستدعم تحت قيادتكم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني".
وتمثل برقية الرئيس الفلسطيني إشارة إلى سعيه لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وهو الأمر المرهون بتوجهات ترامب وسياساته، خاصة فيما يتعلق بصفقة القرن التي يروّج لها ويرفضها الفلسطينيون.
مخاوف فلسطينية
ونقل تلفزيون "آي 24 نيوز" العبري، عن مسؤول كبير في منظمة التحرير، قوله، إن "السلطة متخوفة جدًا من تبعات نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة، ومن إمكانية منح ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي امتيازات سياسية كبيرة".
وقال المسؤول، إن "الحرب في غزة جعلت خطة ترامب للسلام المسماة صفقة القرن غير قابلة للتنفيذ، كما أنها زادت من حدة الانقسامات في الشرق الأوسط، ووضعت السلطة الفلسطينية في الجانب غير الصحيح من الخريطة، بعيدًا عن الجانب المعتدل".
ووفق المسؤول، فإنه "يتوجب على السلطة الفلسطينية العمل على تغيير سياستها، والعمل على تنفيذ إصلاحات عميقة ومهمة، تسمح بالحفاظ عليها وعلى علاقات سليمة مع إدارة ترامب، تؤدي للوصول إلى حل سياسي".
وأردف بأن "المخاوف تتزايد من إدارة ترامب الجديدة بسبب خيبة الأمل الفلسطينية من إدارة الرئيس جو بايدن، التي قطعت وعودًا للفلسطينيين قبل دخول بايدن البيت الأبيض ولم تنفذ أيًّا منها"، متابعًا "نحن الآن بين الإدارة الديمقراطية المخيبة للآمال والإدارة الجمهورية الصارمة والمهددة، ولذلك يتعين على السلطة الفلسطينية أن تجري تقييمًا متجددًا للوضع السياسي".
مواقف أشد صرامة
ويرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، أن "ترامب لن يجري أي تغييرات جذرية في سياساته السابقة سواء باتجاه إسرائيل أو السلطة الفلسطينية"، مرجحًا أن يبدي الرئيس الأمريكي الجديد مواقف أشد صرامة من ذي قبل.
وقال عوض، لـ"إرم نيوز"، إن "السلطة الفلسطينية تسعى جاهدة لفتح صفحة جديدة مع ترامب وإدارته المرتقبة؛ إلا أن تلك المحاولات ستصطدم بالمطالبات المتكررة المتعلقة بالإصلاحات الجذرية والمهمة بمؤسساتها".
وأوضح أن "الولايات المتحدة تنظر إلى السلطة على أنها كيان ضعيف لا يمكنه حكم الفلسطينيين أو التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، خاصة مع استمرار الانقسام، وعدم قدرتها على حكم قطاع غزة، واستمرار سيطرة حركة حماس عليه".
وأضاف "كما أن ترامب لن يتنازل عن الترويج لصفقة القرن، التي يعمل نتنياهو من أجل البدء الفوري بتنفيذ بنودها، خاصة أنها تأتي في إطار رؤيته المتعلقة بتغيير شكل المنطقة في إطار الحروب المتواصلة فيها".
وأشار إلى أن "عدم تراجع ترامب عن قراراته السابقة وترويجه لصفقة القرن ستكونان عقبة أمام بدء صفحة جديدة من العلاقات بين الفلسطينيين وواشنطن"، مرجحًا أن تكون العلاقة في أسوأ حالاتها، وفي وضع أصعب من السابق.
علاقة متدحرجة
ويرى المحلل السياسي، جهاد حمد، أن "العلاقات بين إدارة ترامب الجديدة والسلطة الفلسطينية ستكون متدحرجة، بحيث تبدأ بمواقف إيجابية بين الجانبين، ووعود غير قابلة للتطبيق من قبل الرئيس الأمريكي الجديد".
وقال حمد، لـ"إرم نيوز"، إن "هذه الوعود ستكون في إطار المحاولات الأمريكية لقبول السلطة الفلسطينية بأي خطة للسلام ستعرضها إدارة ترامب، وللحفاظ على الدور الإستراتيجي لواشنطن في العلاقات بين تل أبيب ورام الله".
وأشار إلى أن "مثل هذه الوعود ستكون متزامنة مع ضغوط على القيادة الفلسطينية لإجراء إصلاحات جذرية، وهو الأمر الذي تعتبره الدول العربية والمجتمع الدولي العقبة الكبرى أمام تحسين حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".
واستدرك "لكن وبعد فترة من الزمن ستعود العلاقة مع إدارة ترامب إلى حالة القطيعة، وتبادل الاتهامات، خاصة مع إصرار الرئيس الأمريكي على الترويج لصفقة القرن"، لافتًا إلى أن الحرب في غزة غيّرت المعادلات، وجعلت السلطة خارج الحسابات الإقليمية والدولية.
وخلص حمد إلى أن "الفلسطينيين لن يتمكنوا من توثيق العلاقة مع الولايات المتحدة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، كما أن تلك الإدارة ستمنح إسرائيل الضوء الأخضر للبحث عن قيادة جديدة للفلسطينيين تمكنها من فرض سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية".