الدفاع الروسية: دفاعاتنا الجوية أسقطت أمس 67 مسيرة أوكرانية
أثار قرار صادر عن هيئة المعابر السورية بحظر دخول البضائع الروسية تساؤلات عن الدلالات والأهداف، فهل كتبت الإدارة الجديدة في سوريا بهذا القرار نهاية النفوذ الروسي في البلاد؟.
تقلص كبير للنفوذ الروسي
وتعليقا على دلالات هذه الخطوة، قال الدكتور نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن هناك تراجعا كبيرا للنفوذ الروسي في الأراضي السورية، وأن موسكو تتواصل حاليا مع الإدارة الجديدة في سوريا للإبقاء على قواعدها العسكرية، لكن الجانب السوري غير منشغل بتلك الأولوية، وما يهمه هو تحقيق الاستقرار وجمع السلاح من الفصائل الموجودة، وبناء جيش ومؤسسات الدولة بصفة عامة.
وأكد رشوان في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن لمنع دخول البضائع الروسية إلى سوريا العديد من الدلالات السياسية وليست العسكرية، أبرزها، تنفيذ تعليمات غربية بشأن تضيق الخناق الاقتصادي على روسيا استمرارا لمسلسل العقوبات الأوروبية على موسكو.
الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وطهران
وأضاف رشوان، أن سوريا بهذه الخطوة قد تُثير حفيظة وغضب السلطات الروسية، التي تأمل استمرار وجود قواعدها العسكرية في سوريا، والتي تحتاج إلى وقت لإخراجها من دمشق لتحقيق الاستقرار في سوريا.
وأشار الخبير في الشؤون الروسية، إلى أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وطهران قد تعوّض خسارة روسيا في سوريا في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاقتصادية، وهناك محاولات روسية لإقامة قواعد عسكرية في طهران إلا أن طهران ترفض دائما.
وأوضح رشوان أن روسيا راهنت على أنها لن تترك الشرق الأوسط، وقد يكون رهانها على ليبيا كبديل لنفوذها الذي فُقد في سوريا، أو على شيء جديد في إيران، وفق تعبيره.
وأضاف أن النفوذ الروسي في سوريا أصبح على المحك، وقد تتفاوض موسكو على بقائها، لكن الموقف حتى الآن غير واضح خاصة أن هناك ضغوطا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أعلنت صراحة أن وجود القواعد العسكرية الروسية في سوريا غير مستحب.
"موسكو فقدت نفوذها"
من ناحيته، قال العميد نضال زهوي، الخبير العسكري إن روسيا وسوريا لم يكن بينهما علاقات اقتصادية قوية باستثناء تجارة القمح، وأن قرار منع دخول البضائع الروسية إلى الأراضي السورية يأتي بسبب تفاقم القواعد العسكرية الموجودة في سوريا.
وأكد زهوي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن نفوذ روسيا تراجع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وعلى الرغم من ذلك فإن موسكو تحاول الآن استبدال هذا النفوذ بالتواجد في ليبيا.
البقاء في المياه الدافئة
وأوضح زهوي أن موسكو فعليا فقدت نفوذها في سوريا، ولكن على حساب نفوذ آخر في ليبيا تمنحه لها الدولة التركية في إطار صفقة بين موسكو وأنقرة. وفق قوله.
وتابع أن ما يهم روسيا هو تواجدها في المياة الدافئة بالبحر المتوسط، وهو ما ستعوّضه فعليا في الساحل الليبي، لكن حتى الآن لا تزال القواعد الروسية موجودة في حميميم وطرطوس، وهناك ترقب روسي حول ما ستسفر عنه العلاقات مع الإدارة الجديدة في سوريا، وما إذا كانت أمريكا والغرب سيضغطان على النظام الجديد في سوريا للمطالبة بإخراج القوات الروسية من هناك.