أطفال غزة.. 365 يومًا في مواجهة الجوع والمرض

خلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة على امتداد عام آثارًا نفسية واجتماعية كبيرة على الأطفال الذين يواجهون التشرد بسبب النزوح المتكرر، والأمراض والجوع والحرمان من الدراسة.

ودفع أطفال غزة الثمن الأغلى للحرب، وفق مراقبين، بدءًا من تعرضهم للقتل والإصابة، حيث قالت تقارير حكومية فلسطينية إن الأطفال والنساء شكلوا ما نسبته 69 % من إجمالي ضحايا الحرب وصولاً إلى شبح المجاعة الذي يهدد مئات الآلاف منهم.

واقع مرير

ومرّ أطفال غزة بواقع مرير، فمنهم المصاب الذي بات يعيش بإعاقة دائمة في أطراف جسده، ومنهم من أُصيب بحروق، ومنهم من فقد أحد أفراد أسرته أو كلّهم، ومنهم من تيتّم، في حين أن بعضهم يعيش بذكرى مفزعة جراء انتشاله من تحت ركام منزله المدمر.

وبحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فإن عشرات آلاف الأطفال في غزة فقدوا ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم، وذلك بسبب القتل أو الاعتقال.

وواجه الأطفال ظروفًا نفسية صعبة للغاية جراء المشاهد التي رأوها لجثامين شهداء ومصابين سقطوا خلال قصف إسرائيلي للمناطق المختلفة، فضلاً عن خوفهم من أصوات القصف العنيف المتواصل على مدار الساعة.

 

 وخلال أشهر الحرب، حَمَل الأطفال مسؤوليات وهمومًا أكبر من أعمارهم الصغيرة، حيث باتوا يوفرون أساسيات الحياة لعائلاتهم، التي فقدت مُعيلها، كالمياه والطعام فيما لجأت أعداد كبيرة منهم للعمل من أجل توفير لقمة العيش.

وللعام الثاني على التوالي يجد أكثر من 625 ألف طفل فلسطيني أنفسهم محرومين من العودة إلى مدارسهم التي تحول معظمها إلى ملاجئ مؤقتة لمئات آلاف النازحين، ودمّر بعضها الآخر كليًا أو جزئيًا.

وبحسب إحصائيات حكومية، فقد دُمّرت 121 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و333 مدرسة وجامعة بشكل جزئي.

شبح المجاعة

وإضافة إلى ذلك يواجه أطفال غزة نقصًا حادًا في التغذية، وتُوفي منذ اندلاع الحرب 32 شخصًا بسبب سوء التغذية، وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس، إن أكثر من 4 من أصل 5 أطفال أمضوا يومًا كاملاً دون تناول الطعام مرة واحدة على الأقل خلال 3 أيام.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس، في بيان، إن "الأطفال يتضورون جوعًا".

وبحسب منظمات الإغاثة، فإن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة دون الخامسة سببه عدم وصول المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة إلى من يحتاجون إليها.

وبسبب الحرب اجتاحت الأمراض والاوبئة قطاع غزة بشكل غير مسبوق، آخرها شلل الأطفال الذي عاد للظهور في غزة بعد أكثر من 25 عامًا، ما دفع إلى القيام بحملات لقاح عاجلة.

وإضافة إلى شلل الأطفال، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فقد جرى الإبلاغ عن حالات متفرقة من الحصبة والنكاف، وعن أكثر من 600 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والعديد من حالات التهاب السحايا، والتهاب الكبد، والطفح الجلدي، والجرب، والقمل، وجدري الماء.

ويظل خطر انتشار المزيد من الأمراض مرتفعًا بسبب عوامل عدة، تشمل: الاكتظاظ، ونقص المياه، والصرف الصحي، وتعطل خدمات الرعاية الصحية الروتينية، وتعثر النظام الصحي.