قائد الجيش الإسرائيلي: "سنرد بشدة" على إطلاق صواريخ من لبنان
تجد حركة حماس نفسها أمام خيارات مصيرية وحاسمة فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن مع إسرائيل، إثر تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب خبراء.
وتوعد ترامب ونتنياهو حماس باستئناف الحرب وتدمير قطاع غزة بالكامل في حال لم يتم الالتزام باتفاق التهدئة، عقب قرار الجناح المسلح للحركة تأجيل تسليم دفعة جديدة من الرهائن المقررة يوم السبت المقبل حتى إشعار آخر.
ووفق التقديرات السياسية، فإن الخيارات الحاسمة أمام حماس وجناحها المسلح تتمثل في استمرار رفضها تسليم الدفعة الجديدة من الرهائن في موعدها، والأمر الثاني التنازل وتسليم الدفعة، والثالث المطالبة بصفقة شاملة مع إسرائيل.
من شأن إصرار حماس على عدم تسليم الرهائن المقرر يوم السبت المقبل أن يؤدي لاستئناف الحرب في غزة، التي ستكون أشد عنفًا من السابق، وبدعم كامل من الولايات المتحدة ورئيسها الجديد، دون وجود أي خطوط حمراء.
وقال الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، إن "هذا الخيار سيؤدي إلى تدمير ما تبقى من قدرات حماس العسكرية، كما أنه سيدفع نحو القضاء على ما تبقى من مظاهر الحياة في القطاع"، مشيرًا إلى أن الحركة لا ترغب بذلك.
وأضاف الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش الإسرائيلي أيضًا منهك ويحتاج لفترة استراحة قبل استئناف القتال ضد حماس، خاصة بعد موجة الاستقالات الأخيرة"، مبينًا أن الطرفين يغامران باللجوء لمثل هذا الخيار.
وتابع: "بتقديري حماس ستتجنب مثل هذا الخيار، وستتعلق بأي قشة من الوسطاء أو إسرائيل يمكن أن تخرجها من مأزق إعلان رفضها تسليم الرهائن في الموعد المحدد"، لافتًا إلى أن انهيار الاتفاق لن يكون لصالح الحركة.
تشير معظم الترجيحات إلى أن خيار تسليم الرهائن هو الأفضل والأنسب لطرفي القتال، وتحديدًا حماس، التي حصلت على امتيازات بموجب الاتفاق لم تتمكن من الحصول عليها في جولات المفاوضات السابقة، وأبرزها السماح لعناصرها الأمنيين بممارسة مهامهم في غزة.
وقال الخبير في الشأن السياسي، يونس الزريعي، إن "خطوة حماس الجريئة ستمكّن الوسطاء من الضغط على إسرائيل لتفعيل جزئي لبنود التفاهمات الإنسانية"، لافتًا إلى أن ذلك سيكون مرضيا للحركة وسيدفعها للقبول بالمضي قدمًا في اتفاق التهدئة.
وأوضح الزريعي، لـ"إرم نيوز"، أن "الحركة في نهاية الأمر ستكون مضطرة للمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق، ولن تمنح نتنياهو ذريعة تحميلها المسؤولية عن انهياره، خاصة أن ذلك "يمكّنه من التهرب من أي ضغوط داخلية وخارجية".
وأشار إلى أن "أي قرار يخالف ذلك فهو بمثابة انتحار سياسي وعسكري لحماس، التي على الرغم من الدمار الكبير الذي تعرضت له، حافظت على جزء من قوتها يمكنها من ترميم نفسها على مختلف المستويات بعد الحرب".
وبيّن أن البنود غير المعلنة في اتفاق التهدئة ستكون وسيلة الوسطاء للضغط على حماس من أجل ذلك، مشيرًا إلى أن قرار الحركة بشأن المضي قدمًا بالاتفاق مع إسرائيل سيعلن بحلول مساء الجمعة على أبعد تقدير، حسب قوله.
ويبدو خيار استبدال الصفقة الحالية بين حماس وإسرائيل بصفقة شاملة أمرًا غير واقعي، خاصة أنه سيؤدي لانهيار الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، علاوة على أنه لا يتناسب مع خطة ترامب المتعلقة بغزة والشرق الأوسط.
وقال الخبير في الشؤون الدولية، باسل منصور، إن "إسرائيل والولايات المتحدة متمسكتان بالصفقة الجزئية التي تتم على مراحل رغم سعيهما لتأجيل المرحلتين الثانية والثالثة أو إلغائهما"، مبينًا أن البديل سيكون المزيد من المماطلة.
وأوضح منصور، لـ"إرم نيوز"، أن "الخيار الأفضل والأنسب لحماس هو الصفقة الشاملة التي يمكن أن تطلب خلالها ضمانات باستمرار حكمها لغزة؛ إلا أن الإدارة الأمريكية لن تقبل بذلك وستضغط من أجل استمرار الصفقة الحالية".
وأضاف: "قد يكون إعلان حماس مناورة من أجل دفع الوسطاء لاستبدال المرحلتين الثانية والثالثة بمفاوضات على الصفقة الشاملة، خاصة أن مخطط ترامب زاد مخاوف الحركة من استبعادها عن المشهد السياسي في اليوم التالي للحرب".
وزاد منصور: "الحركة أكثر ما تريده في الوقت الحالي ضمان استمرار حكمها، وهو ما يمثل فرصة استثنائية لإسرائيل والولايات المتحدة من أجل ابتزازها والحصول على تنازلات غير مسبوقة منها"، محذرًا من قبول حماس أن تكون جزءًا من خطة ترامب.