نائب الرئيس الأمريكي: إذا كان زيلينسكي يريد ضمانات أمنية فإن منحنا ميزة اقتصادية هي أفضل طريقة لذلك
أرجع محللون سياسيون السبب الرئيس للفراغات المتلاحقة التي تصيب رئاسة الجمهورية في لبنان تارة، والحكومة تارة أخرى، إلى التوافق السابق بأي قرار يتعلق بانتخاب الرئيس أو اختيار رئيس الحكومة والوزراء.
وأشاروا إلى أنه من غير الممكن التخلص من هذه العقبة إلا بتغيير جذري لطريقة إدارة البلاد.
وقال المحلل السياسي عبد النبي بكار إن لبنان يتبع سياسة الديمقراطية التوافقية التي تتحكم بمفاصل القرارات السيادية والأساسية، خاصة فيما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة.
وأشار إلى أن "المشاورات النيابية والانتخابات ليست إلا واجهة ديمقراطية لكن الأساس هو التقاسم الطائفي والمذهبي والسياسي، بحيث لا يتم التوافق مثلا على رئيس للجمهورية إلا برضى الجميع قبل التصويت في البرلمان، بعد أن تحصل كل كتلة سياسية على تأكيدات بشأن حصصها السياسية المقبلة، والأمر ذاته ينطبق على التشكيلة الحكومية.
وأوضح المحلل السياسي في حديثه لـ"إرم نيوز" أن هذه المعادلات الصعبة هي السبب الرئيس بالفراغات المتلاحقة التي تصيب لبنان في الرئاسة والحكومة، "ويبدو أنه بعد تخطي الفراغ الرئاسي حاليًا فإن المعطيات تشير إلى الدخول في فراغ حكومي رغم الأجواء الإيجابية التي تلت اختيار الرئيس المكلف القاضي نواف سلام".
ويرى المحلل السياسي محمد العبد الله، من جهته، أن التركيبة الطائفية والسياسية وتقاطع المصالح الإقليمية والدولية في لبنان هي أيضًا من أسباب الفراغات الرئاسية والحكومية التي تحصل في لبنان، "فلا رئيس جمهورية ولا رئيس حكومة يتم التوافق عليه داخليًا إلا بعد حصول توافقات دولية وإقليمية خاصة للدول المؤثرة في الداخل اللبناني".
وأضاف العبد الله لـ"إرم نيوز" أن "الأطراف اللبنانية وعلى اختلاف انتمائها السياسي والطائفي تتبع مباشرة إلى إحدى الدول أو المجموعات الدولية".
وأكد أن "كلمة السر الواردة من الخارج قادرة على قلب أي اتفاقات أو توازنات داخلية، وهو ما رأيناه فعلا إن كان بالنسبة لانتخاب الرئيس جوزيف عون أو بالنسبة لاختيار القاضي نواف سلام، إذ صعدت أسهمه فجأة في ساعات الفجر الأولى التي سبقت الإعلان عن تكليفه، فيما كانت الأنظار قبلها تتجه إلى رجل الأعمال النائب فؤاد مخزومي" وفق قوله.
وأشار المحلل السياسي إلى أن "الاهتمام الدولي والإقليمي الحالي بلبنان يجب أن يكون فرصة لا تعوض للخروج من أزمة تشكيل الحكومة، والأمر لا يعود فقط للاهتمام الخاص بلبنان بل لأن لبنان أصبح مفترق طرق لتقاطع السياسات الدولية وصمام أمان لأمن المنطقة، خاصة بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله والمخاوف الحالية من عودة الأوضاع إلى الاشتعال مجددًا بسبب دقة الوضع في الجنوب".