وزير الدفاع الأمريكي: الضربات على الحوثيين ستستمر لحين وقف إطلاق النار على السفن والأصول البحرية
يثير تكليف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للملياردير إيلون ماسك، الذي أصبح له دور بارز في الإدارة الأمريكية، بمراجعة النفقات العامة، قلقاً من تداعيات ذلك على الاقتصاد والأمن القومي، ومخاوف في أوكرانيا من توقف المساعدات العسكرية، بحسب خبراء.
وأثار ترامب حالة من الجدل بعد تكليفه لحليفه المقرب بإجراء مراجعة لنفقات وزارة الدفاع الأمريكية، التي تبلغ ميزانيتها المقترحة لهذا العام 850 مليار دولار.
وأوضح ترامب أنه وجّه ماسك للاطلاع على قطاع التعليم، ووزارة الدفاع (البنتاغون)، مشيرًا إلى أن نتائج المراجعة قد تكون "بغاية السوء".
في المقابل، يسعى أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس لإجراء تحقيق من قبل وزارة الخزانة بشأن إمكانية وصول فريق ماسك إلى نظام الدفع الحكومي. واعتبروا أن هذه الخطوة تهدد الاقتصاد والأمن القومي، بالإضافة إلى احتمالية انتهاك القوانين التي تحمي خصوصية الأمريكيين، وبياناتهم الضريبية.
كما أعرب أعضاء الكونغرس عن قلقهم من غياب الشفافية والمساءلة العامة فيما يتعلق بالقدرة التي تم منحها لماسك للوصول إلى النظام المالي للحكومة الفيدرالية، مما يثير تساؤلات حول قانونية المراجعة التي تجريها وزارة الكفاءة الحكومية برئاسة ماسك.
وفي ظل المخاوف الداخلية الأمريكية بعد تكليف إيلون ماسك بمراجعة ميزانية الدفاع، يبرز السؤال الأهم حاليًا: هل ستتخلَّى واشنطن عن دعمها لأوكرانيا بهدف تقليص النفقات الأمريكية؟ وما مصير النزاع الروسي الأوكراني في هذه الحالة؟
الخبراء يعتقدون أن ترامب، بصفته رجل أعمال أكثر من كونه سياسياً، اختار إيلون ماسك لتلبية احتياجاته في الداخل الأمريكي بدلاً من التركيز على العلاقات مع روسيا.
ويهدف ترامب إلى تقليص النفقات الأمريكية، لا سيما المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وهو ما يتناسب مع توجهاته لإنهاء الصراع بين موسكو وكييف.
ويطرح الخبراء سيناريوهين محتملين: الأول، وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا بشكل نهائي، ما قد يتيح للجيش الروسي تحقيق أهدافه العسكرية بالكامل، والانتصار على كييف، أما الثاني، والأقرب للتنفيذ، فهو تسوية بين أمريكا وأوكرانيا تقوم على تبادل الأسلحة مقابل المعادن الأوكرانية النادرة.
وقال الدكتور توفيق حميد، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، إن تكليف الرئيس الأمريكي لماسك بمراجعة ميزانية البنتاغون يركز بشكل خاص على المساعدات الموجهة إلى أوكرانيا، مؤكدًا أن أي أموال يتم إنفاقها يجب أن يكون لها مقابل لضمان عدم تحميل الموازنة الأمريكية المزيد من الأعباء والديون.
وأضاف حميد في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن" توجهات الرئيس الأمريكي في ملف المساعدات تقتصر على سيناريوهين: الأول (مستبعد) وهو وقف المساعدات بشكل كامل، وفي هذه الحالة قد تتمكن روسيا من السيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية، وقد يحقق الجيش الروسي انتصارًا حاسمًا على كييف. ومع ذلك،
وتابع حميد: "السيناريو الثاني، الذي يُعد الأقرب للتنفيذ، يتضمن مقايضة بين أوكرانيا والتسليح مقابل الثروات والمعادن.
وفي هذا السياق، سيتم وقف الحرب عند حدود التماس على الجبهات، وقد يسعى ترامب للضغط على موسكو للتخلّي عن جزء من الأراضي الأوكرانية الغنية بالثروات المعدنية".
وأوضح أن "روسيا قد توافق على هذا الاتفاق مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو في المستقبل، بالإضافة إلى منع إقامة أي قواعد عسكرية أو نووية على أراضيها".
وتوقع حميد تقلص المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وتوجيهها بشكل أكثر كفاءة، مع إمكانية إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية داخل أوكرانيا، مع إمكانية استبعاد الرئيس فلوديمير زيلينسكي من المشهد.
وأشار إلى أن هذا السيناريو سيتيح لترامب إنهاء الصراع مع الحفاظ على الدولة الأوكرانية من الانهيار، رغم تناقص مساحتها، كما سيسهم في تقليص التوترات مع روسيا، مع ضمان حصول الولايات المتحدة على جزء من المعادن النادرة.
من جهة أخرى، أشار الأستاذ الزائر في كلية الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، رامي القليوبي، إلى أن ترامب وأقرب حلفائه ماسك يسعيان إلى تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا وتحويل هذه الأموال إلى الداخل الأمريكي لتعزيز نموه، لافتًا إلى أن ماسك اقترح إغلاق محطة إذاعة الحرية الموجهة للخارج، معتبرًا أنها تستهلك مليار دولار من أموال دافعي الضرائب.
وفي تصريحات لـ"إرم نيوز"، أضاف القليوبي أن التحدي الأكبر يكمن فيما إذا كان ترامب وماسك قادرين على مواجهة "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة، والتي تسعى لاستنزاف روسيا عبر البوابة الأوكرانية.
وقال إن هذا السؤال يظل بلا إجابة، خاصة أن ترامب في ولايته الأولى لم يتمكن من التغلب على تلك القوى.
وتابع :" ترامب، بصفته رجل أعمال أكثر من كونه سياسياً، اختار في السابق ما يخدم مصالحه الداخلية في أمريكا بدلاً من علاقاته مع روسيا، لا سيما في ظل النفقات الأمريكية الكبيرة الموجهة إلى أوكرانيا؛ بسبب حربها ضد روسيا".
وأوضح القليوبي أن ترامب قد يكون أكثر حزمًا هذه المرة مع "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة، خاصة أن هذه هي آخر ولاية له بموجب الدستور الأمريكي، وأنه في سن قريب من 80 عامًا، ما يطرح تساؤلات عديدة لا تزال بلا إجابات.