مبعوث ترامب: المحادثات مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا تنعقد الأحد المقبل في جدة
وسط تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين في ألمانيا، مع تنامي موجات العنف ضد المدنيين، يسعى مسلمو ألمانيا إلى معايشة واقعهم الصعب بالعديد من المبادرات التي تقرّب بين الأديان لا سيما في شهر رمضان المبارك، بحسب عبد الصمد اليزيدي، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا.
يقول اليزيدي، في لقاء خاص مع "إرم نيوز"، إن العنصريين يستغلون هذا الشهر من أجل تشويه هذه الشعيرة الدينية، مؤكداً أن المجلس ينظم اللقاءات الرمضانية وموائد الإفطار مرسخاً قيم العيش المشترك مع الجميع.
ويبلغ عدد المسلمين في ألمانيا، بحسب آخر إحصائية منشورة، نحو 5.6 مليون نسمة، بحسب اليزيدي.
ما أبرز أنشطة "المجلس الأعلى للمسلمين" خلال شهر رمضان المبارك؟ وما البرامج الخاصة التي تقدمونها للمجتمع المسلم خلال هذا الشهر؟
المجلس الأعلى للمسلمين، من خلال مساجده في مختلف مدن ألمانيا، يقدم خدمات كثيرة للتعريف بالإسلام وسماحته؛ من أبرزها أن المساجد تقدم موائد إفطار تدعو لها الجيران والأصدقاء والزملاء من أتباع الأديان المختلفة، فقد انتشرت ثقافة موائد الإفطار بشكل كبير، حتى دخل مصطلح الإفطار إلى قاموس اللغة الألمانية.
إضافة إلى ما نقوم به من دعوة الأصدقاء إلى المسجد للإفطار، إذ أصبحت مؤسسات مدنية ألمانية وإعلامية ومجتمعية وحتى السياسيون والوزارات والحكومة، يدعونا لموائد إفطار يجتمع عليها المسلمون وغير المسلمين.
ما أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في ألمانيا خلال شهر رمضان؟ وكيف تسهمون في تذليلها؟
من أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في ألمانيا تحدي الإسلاموفوبيا أو كراهية الإسلام التي أصبحت تتصاعد بشكل كبير وخطير.. وكاره الإسلام والعنصريون يستغلون هذا الشهر من أجل تشويه هذه الشعيرة الدينية، ويقولون إنها لا إنسانية وتجوّع الناس وبأن المسلمين يضغطون على أبنائهم الصغار ويجبرونهم على الصيام كذباً وبهتاناً من أجل تشويه صورة الإسلام.
نحن، من خلال التوعية والإعلام واللقاءات المختلفة وعبر برامجنا المتنوعة، نصحح المفاهيم ونُظهر الغاية من الصيام، بأننا في هذا الشهر الفضيل نحرص على وجود تقارب بين المواطنين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية، وأن يكون هناك مساعدة للفقراء، وإطعام للمسكين، وأن ديننا الحنيف لا يُجبر كبار السن ولا المرضى أو الأطفال على الصيام، بل على العكس نفند هذه الادعاءات التي يستغلها العنصريون من كارهي الإسلام.
كيف تعملون على تعزيز التواصل بين المسلمين والمجتمع الألماني خلال رمضان؟ وهل هناك أنشطة مشتركة لتعريف المجتمع الألماني بالثقافة الإسلامية؟
نعم، كما سبق وقلت، إن موائد الإفطار والأنشطة التي تنظمها المساجد تركت أثراً لدى غير المسلمين، وأصبح غير المسلمين يدعون المسلمين للإفطار، فهناك إفطارات تنظمها الكنائس، وأخرى تنظمها وزارات مختلفة ومؤسسات دولة ومؤسسات أكاديمية وجامعية.. وهذه كلها فرص لتعزيز الحوار والتلاقي والتفاهم، وذلك من بركات الشهر الفضيل.
ما الخدمات التي تقدمونها للمسلمين الجدد أو الطلاب المغتربين الذين يصومون رمضان بعيداً عن عائلاتهم للمرة الأولى في ألمانيا؟
هناك الاستفادة من زكاة الفطر التي تُجمع في المساجد وتُوزع بالدرجة الأولى على الطلبة والمحتاجين، وهذا أمر إيجابي ينتظره الطلبة بفارغ الصبر، لأنهم يستفيدون من هذه الصدقة والزكاة التي تقدم لكل من هو بحاجة، إذ يقصدون أبواب المساجد في رمضان للإفطار.
وكذلك في الجانب الروحي، نستقدم قراءً متميزين من العالم الإسلامي يأمّون التراويح في المساجد، فيجد هؤلاء الناس، الذين ربما قد لا يجدون أمنهم الروحي بشكل واسع في الأشهر المختلفة، روحهم في رمضان ضمن هذه الأجواء الأخوية الجميلة الروحانية داخل المساجد.
كيف ترى مستوى الاندماج بين الثقافتين الإسلامية والألمانية، وما جهودكم في الحفاظ على الهوية الإسلامية مع احترام خصوصية المجتمع الألماني؟
نحن ننطلق في فهمنا لديننا وتعريفنا بأنفسنا في السياق الألماني أننا مواطنون، مواطنون كامل المواطنة. هذه المواطنة تفرض علينا واجبات وتعطينا حقوقاً كثيرة، هي انتماء ومسؤولية كذلك، على أن يكون هناك عيش مشترك وتراحم بين فئات المجتمع المختلفة.
ما رؤيتكم المستقبلية لتطوير دور الإفتاء في خدمة المجتمع المسلم في ألمانيا، وماذا عن مشاريعكم القادمة بعد شهر رمضان؟
نحن نسعى للتكامل والتعاون، ومن هذا المنطلق، نعد أنفسنا جزءاً من المجتمع الألماني الذي نعتز به ونشتغل من أجل رخائه وازدهاره، ونعد أن هذا واجب ديني ووطني في الوقت نفسه، وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أسس في المدينة المنورة لهذا المجتمع المتعدد الذي يحضن المسلمين وغير المسلمين.
كما نشتغل على مجلس إفتائي محلي يجيب عن أسئلة العصر من داخل الثقافة الألمانية ومن منظور المواطنة الألمانية الشاملة، وهذه من برامجنا في الفترة المقبلة، كما نشتغل على تعزيز التحالف ضد العنصرية وعلى رأسها مكافحة الإسلاموفوبيا، وكذلك نشجع أبناء المسلمين على أن يكونوا إيجابيين في مجتمعاتهم، في مسيراتهم التربوية والأكاديمية والمهنية حتى نحقق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي شبّه المسلم مثله كمثل الغيث أينما وقع نفع، فنكون نافعين لأنفسنا ومجتمعاتنا.