الدفاع الروسية: قواتنا تسيطر على بلدتي بانتيليمونوفكا في مقاطعة دونيتسك وشيرباكي في مقاطعة زابوروجيا

logo
العالم العربي

رغم الهدنة.. لماذا تستمر إسرائيل في التوغل جنوبي لبنان؟

رغم الهدنة.. لماذا تستمر إسرائيل في التوغل جنوبي لبنان؟
مناطق مدمرة في جنوب لبنانالمصدر: رويترز
28 ديسمبر 2024، 7:04 ص

رأى خبراء في شؤون الشرق الأوسط أن إصرار إسرائيل على رفع منسوب الاعتداءات والتوغلات في جنوب لبنان، يكشف عن أهداف تعمل إسرائيل على تحقيقها في إطار مخططها التوسعي.

أخبار ذات علاقة

"اليونيفيل" تطالب بتسريع الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان

وأوضح محللون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل تعيش أفضل أحوالها لتنفيذ مخططها التوسعي الذي يقوم جزء كبير منه على ضم أراض لبنانية وسورية.

وكان الجيش الإسرائيلي، بعد توغله في الأراضي اللبنانية، في الأيام الماضية، قد أعاد احتلال كامل منطقة الشريط الحدودي مع تلك التي احتلها من قبل العام 2000، عندما انسحب منها إلى خلف الخط الأزرق.

 وأعلن الجيش الاسرائيلي، الجمعة، أنه شن غارات على بنى تحتية في منطقة البقاع على الحدود السورية اللبنانية، استخدمت لنقل أسلحة إلى حزب الله.

وتؤكد الباحثة السياسية، الدكتورة تمارا حداد، أن الإصرار الإسرائيلي على رفع منسوب الاعتداءات والتوغلات في جنوب لبناني والعودة إلى إشعال الحرب، يحمل 3 أسباب.

وقالت إن السبب الأول هو أن الاتفاق اللبناني الإسرائيلي الذي جرى برعاية المبعوث الأمريكي إلى لبنان عاموس هوكستين، أتى في سياق وقف إطلاق النار مؤقتًا لمدة 60 يومًا، وهذا لا يعني وقف إطلاق النار نهائيًا.

وأوضحت: هناك سعي من تل أبيب لإنهاء هذه الحالة، والعودة إلى الحرب، حتى تستكمل هدفها في جنوب لبناني فيما يتعلق بإنهاء أي وجود لحزب الله، وهذا ما صرح به قيادات كبرى في صدارتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أشار إلى أن الاتفاق بمرتبة مرحلة اختبارية لقدرة الجيش اللبناني على أن يقوم بمهام نزع سلاح حزب الله، وإبعاده الى ما وراء الليطاني بمسافات أكبر.

 وذكرت حداد أن السبب الثاني يرجع إلى رغبة إسرائيل في أن يظل جنوبي لبنان "منطقة محروقة"، لا تحمل أي بوادر حياة مستقبلية، لفرض أمر واقع بإبعاد السكان كليًا عن جنوبي لبنان، أي أن تكون منطقة مدمرة خالية من أي وجود بشري حتى تتحول إلى منطقة عازلة لصالح إسرائيل.

 والسبب الثالث، بحسب حداد، هو التمهيد لتنفيذ مخطط توسعي مستقبلي، لا سيما أن أكثر المستفيدين لما حدث في سوريا هو إسرائيل التي أصبحت أكثر جرأة في الاستيلاء واستقطاع أراض أو تحويلها لمناطق عازلة تحديدًا في جنوبي لبنان لتكون امتدادًا لمناطق في جنوبي سوريا، تحاول تل أبيب فرض الأمر الواقع فيها، بتحويلها إلى مناطق عازلة وربطها مع إسرائيل كما حدث مع جبل الشيخ وأيضًا القنيطرة والمحمدية.

 وقالت حداد إن هناك أيضًا رسالة تعمل إسرائيل على إيصالها من هذه الاعتداءات إلى قيادات حزب الله ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بأن رئيس الجمهورية المنتظر انتخابه في لبنان يجب ألا يكون قريبًا مما يسمى بمحور الممانعة، في إشارة إلى إيران، وبأنه في حال اختيار أي رئيس قريب من هذا المحور ستعود الحرب من جديد وسيتم إشعال جنوبي لبنان.

مناطق مقتولة

ومن جهته، يرى المحلل السياسي اللبناني ناصر عمر، أن إسرائيل الآن في أفضل أحوالها لتنفيذ مخططها التوسعي الذي يقوم جزء كبير منه على ضم أراض لبنانية وسورية وجعل تلك البقع "مناطق مقتولة" لا تحمل أي مظاهر حياة أو وجود بشري حتى يكون تحويلها على المدى القريب إلى دوائر عسكرية تدخل بعد ذلك في إطار مخططات المستوطنات.

 وبين عمر أن إسرائيل لن تجد فرصًا متكررة بهذا الشكل لرفع حدة ومفعول الاعتداءات، وإخضاع مناطق جغرافية جديدة لها حتى تستكمل المراحل التالية من مخططها، لا سيما مع حكومة اليمين المتشدد التي يقودها بنيامين نتنياهو.

 واستكمل بأن إسرائيل تجد كل المبررات الدولية وفي نفس الوقت تستغل تفكك الوجود الإيراني وميليشياته في سوريا ولبنان.

وأوضح: كانت أذرع إيران أهم من الجيش السوري مع حكم بشار الأسد، الأمر الذي لم يجعل هناك جيوشًا وطنية قوية سواء في سوريا أو لبنان تستطيع أن تحمي تلك الدول من جهة، فكان من السهل على إسرائيل على أن تخترق أي اتفاق أو هدنة.

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي يجدد حظر دخول قرى في جنوب لبنان

وأضاف: في نفس الوقت، تقدم إسرائيل اعتداءاتها أمام المجتمع الدولي على أنها تحمي أمنها أمام الوجود الإيراني، الذي خدمها بشكل حقيقي في تحقيق مخططها التوسعي. 

 ولفت إلى أن إسرائيل ستستكمل اعتداءاتها في لبنان، بغرض إشعال الحرب وفرض وجود دائم على الأرض، في ظل عدم وجود مؤسسات تستطيع التعامل دوليًا حيال ذلك، والتعقيدات المتعلقة بتحديث الجيش وانتشاره في المناطق التي تريد إسرائيل أن تكون تحت سيطرتها في المستقبل القريب بعد أن تجعلها منطقة أشباح معزولة في المدة المقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات