logo
العالم العربي

خبراء: الأقليات في سوريا سيكونون "محور الصراع" بين إسرائيل وتركيا

خبراء: الأقليات في سوريا سيكونون "محور الصراع" بين إسرائيل وتركيا
مسن سوري يحتفل بسقوط نظام الأسدالمصدر: رويترز
14 ديسمبر 2024، 4:59 ص

أكد خبراء في العلاقات الدولية والشأن السوري أن "الأقليات" في سوريا سيكونون محوراً رئيساً لصراع النفوذ والمصالح بين قوى إقليمية، لاسيما إسرائيل وتركيا.

ويأتي ذلك وسط وجود خمسة مكونات رئيسة في المجتمع السوري تعاني من التنافر الاجتماعي، وهي الدروز، والعلويون، والمسيحيون، والسنة، والأكراد.

أخبار ذات علاقة

أول موقف.. حكومة سوريا المؤقتة تشتكي اقتحام أراضيها لدى مجلس الأمن

دعم أنقرة للفصائل المسلحة

وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الصراع القادم حول النفوذ والمصالح في سوريا بين تركيا وإسرائيل يرتبط بشكل كبير بدعم أنقرة للفصائل المسلحة التي عملت على إسقاط نظام بشار الأسد، بهدف القضاء على الوجود الكردي. وفي المقابل، تساند تل أبيب بعض الكيانات الكردية؛ ما يعزز نفوذها في المنطقة.

ويقول الخبير في الشؤون الدولية والمختص بالشأن الإسرائيلي، الدكتور نزار نزال، إن ما حصل في سوريا ليس مجرد عمل داخلي خالص، بل إن الأحداث الأخيرة هناك تحمل مصالح واضحة لقوى إقليمية.

وأوضح نزال لـ"إرم نيوز" أن أصابع القوى الإقليمية والدولية واضحة في مناطق متعددة، حيث تبرز تركيا في الشمال وإسرائيل في الجنوب، التي تسعى إلى تأجيج الاقتتال بين الأقليات لتحقيق هدفها في إبقاء سوريا منزوعة السلاح وممزقة داخلياً.

مكونات متنافرة

وأشار إلى أن المكونات الرئيسة للمجتمع السوري تتسم بالتنافر الاجتماعي، حيث يطمح كل مكون لإقامة دولة أو كيان خاص به. ويعقد هذا الواقع إمكانية بناء دولة مستقرة في ظل وجود انقسامات أيديولوجية وعقائدية عميقة.

وبيّن نزال أن مصالح تل أبيب في سوريا واضحة، بدءاً من توغل الجيش الإسرائيلي بعمق 20 كم في الجنوب دون مقاومة تُذكر، وصولًا إلى مؤشرات تعكس استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا.

وأكد أن الساحة السورية، بحلول صيف 2025، ستظل تعاني من التمزق والاقتتال نتيجة صراع النفوذ والمصالح بين القوى الخارجية.

d8d142fb-eb64-4653-81f3-1a7ae9e4d866

صراع النفوذ والمصالح

من جهته، يرى الباحث السياسي السوري مروان حداد أن صراع النفوذ والمصالح في سوريا، خاصة عبر استغلال الأقليات، سيشهد تحولات ملحوظة خلال الفترة القادمة، مع تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل.

وأضاف حداد لـ"إرم نيوز" أن هناك توافقاً بين أنقرة وتل أبيب حول بعض الترتيبات في الداخل السوري خلال الفترة الماضية، لكن هذا الوضع لن يدوم. ومع اشتداد الخلاف بينهما حول الملف الكردي، الذي تسعى تركيا لإحباط طموحاته، ستتحول العلاقة بينهما إلى صراع مفتوح على المصالح.

وأشار حداد إلى أن الدعم المقدم للأكراد من جهات مختلفة، سواء بشكل علني أو غير مباشر، يعزز احتمال الصدام بين أنقرة وتل أبيب، مؤكداً أن تركيا قد تستخدم هذا الصدام لتوجيه اتهامات لدول عربية وإسلامية بالتخلي عن دعمها في مواجهة النفوذ الإسرائيلي في سوريا.

وأردف حداد أن تصاعد الخلاف بين تركيا وإسرائيل بشأن صراعات النفوذ في سوريا سيؤدي إلى تعقيد المشهد الداخلي، مهدداً وحدة الأراضي السورية وحماية حدودها. وقد تكون المخاطر الناتجة عن هذا الصراع أكثر حدة مما هو عليه الوضع حالياً.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC