استبعد خبراء انهيار اتفاق التهدئة في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن السماح لإسرائيل بعودة القتال.
ومنح الرئيس الأمريكي إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف القتال، في حال لم تفرج حماس عن ثلاثة رهائن محتجزين لديها بحلول يوم السبت المقبل، وفقا للاتفاق بين إسرائيل وحماس.
وبالرغم من ذلك فإن إعادة الرهائن بالقوة العسكرية من قطاع غزة أصبحت أمرًا معقدًا وغير ممكن من وجهة نظر كبار المسؤولين الإسرائيليين، وهو ما يدفعهم للتمسك بتنفيذ اتفاق التهدئة، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وقال الخبير في الشؤون الإقليمية، منصور أبو كريم، إن "جميع الأطراف الدولية والإقليمية معنية بالمضي قدمًا بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى، ما يعني أن تصريحات ترامب منفصلة عن الواقع".
وأوضح أبو كريم، لـ"إرم نيوز"، أن "الرئيس الأمريكي، منذ توليه الرئاسة يقدم التصريحات المتناقضة التي تكشف عدم وجود خطة واضحة لديه بشأن الحرب في غزة، وأن تركيزه الأساسي هو على تحويل القطاع إلى منطقة استثمارية".
وأضاف: "النظرة الاقتصادية للقطاع تجعل ترامب مندفعًا نحو تنفيذها بأسرع وقت ممكن، خاصة أنها تمكنه من معالجة القضايا الداخلية العالقة في الولايات المتحدة، وتدفع نحو زيادة عدد المؤيدين لسياساته المالية والاقتصادية في الداخل الأمريكي وفي الخارج".
وأشار إلى أن "إسرائيل لو كانت معنية بتقويض اتفاق التهدئة واستئناف الحرب لبدأت بإجراءات واسعة من أجل إعادة احتلال محور نتساريم، وكثفت الهجمات العسكرية في شمال القطاع وفي رفح جنوبًا"، معتبرا أن الإجراءات العسكرية الحالية "روتينية".
ورأى أن "الصفقة ستمر، وحماس ستلتزم بتسليم الرهائن الثلاثة يوم السبت المقبل، على أن يتعهد الوسطاء بالضغط على إسرائيل من أجل زيادة كمية المساعدات الواردة لغزة"، مشددًا على أن ذلك هو الخيار الوحيد في الوقت الحالي.
ويرى المحلل السياسي، طلال عوكل، أن "حماس معنية بعدم انهيار اتفاق التهدئة، وأن قرارها بشأن الرهائن وسيلة ضغط ستكون مضطرة للتراجع عنها قبل حلول يوم السبت المقبل"، لافتًا إلى أن إسرائيل سترد على قرار حماس بتأخير الإفراج عن الأسرى.
وقال عوكل، لـ"إرم نيوز"، إن "الأولوية في الوقت الحالي للولايات المتحدة وإسرائيل هي الإفراج عن جميع الرهائن في غزة، وهو الأمر الذي سيدفع واشنطن وتل أبيب لتقديم المرونة الممكنة من أجل ذلك بعيدًا عن التهديدات والتصريحات الإعلامية".
وزاد بالقول: "تهديدات ترامب تأتي في إطار الضغط على حماس وإجبارها على المضي قدمًا بالاتفاق دون إبداء أي اعتراض على الإجراءات الإسرائيلية وتنصل حكومة بنيامين نتنياهو من بعض بنود الاتفاق، وهو الأمر الذي يزيد من صعوبات تفاوضها على المرحلة الثانية من التهدئة".
ولفت إلى أن "إسرائيل تتعمد تعطيل بعض بنود الاتفاق لإجراء مفاوضات جديدة عليها في المرحلة الثانية، بما يقلل مكتسبات حماس في أي اتفاق جديد"، مؤكدًا أن الظروف معقدة للغاية لكن فرصة انهيار الاتفاق "معدومة".
وختم بالقول: "العودة للقتال بين حماس وإسرائيل غير ممكنة إلا بعد الإفراج عن جميع الرهائن في غزة، خاصة أن القتال من دون استعادتهم سيؤثر بشكل غير مسبوق على نتنياهو وائتلافه الحكومي، وقد يؤدي لانهياره بقرارات قضائية".