الإخبارية السورية: انفجارات في دمشق وحماة وفي محيط مطار T4 العسكري بريف حمص
رغم أهمية التحولات التي حصلت في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وما ترافق معه من اهتمام دولي بالغ تمثل في زيارات متتالية لوفود ومسؤولين عرب وغربيين، إلا أن المشهد اللبناني تمكن من خطف الأضواء من دمشق، بعد انتهاء أزمة الفراغ الرئاسي التي استمرت لأكثر من سنتين، مع انتخاب الرئيس جوزيف عون.
وأشارت الباحثة في الشأن اللبناني، الدكتورة زينة محمود، إلى أن المشهد اللبناني عاد ليحتل المرتبة الأولى بين الملفات الإقليمية، موضحة أن بيروت استطاعت سحب الأضواء من دمشق بعد فترة طويلة من شبه الإهمال الذي أصاب الملف اللبناني.
وأضافت محمود في حديثها لـ"إرم نيوز"، أن الاهتمام بالملف اللبناني يعود إلى أسباب عديدة، أهمها أن سوريا باتت "بلون واحد" بعد سقوط النظام السابق وخروج إيران وحزب الله من أراضيها، وفقدانهما السيطرة تماماً.
وأشارت إلى أن "النفوذ السوري تراجع بشكل واضح، وأن القضايا الداخلية المتبقية هناك يمكن معالجتها في فترة قصيرة، أما في لبنان، فبالرغم من خسارة حزب الله معركته الأخيرة مع إسرائيل، إلا أن قوته السياسية لا تزال فعالة، وإن كانت أقل مما كانت عليه سابقاً".
هذا الواقع، وفقاً لمحمود، يجذب التدخلات الإقليمية والدولية لمعالجته، كما أن العلاقة مع إسرائيل وأمن الحدود الجنوبية تبقى قضية مفتوحة لم تُغلق بشكل تام، وهي مسألة إقليمية ودولية بامتياز.
ومن جانبه، يرى المحلل السياسي عبد النبي بكار أن التركيبة الطائفية والسياسية في لبنان تفرض حالة خاصة ومميزة تجعله مختلفاً عن باقي دول المنطقة.
وأوضح بكار لـ"إرم نيوز"، أن" الطوائف اللبنانية حظيت، منذ مئات السنين، بدعم دول عربية وغربية؛ ما جعل لبنان نقطة تقاطع للمشاريع السياسية الإقليمية والدولية، لافتا إلى أن هذا الواقع انعكس على الأوضاع السياسية الداخلية في لبنان، حيث أصبح كل حدث داخلي أو إقليمي في البلاد محط اهتمام دولي وإقليمي بارز.
وأكد بكار أنه في ظل التغيرات الإقليمية الحالية، من الطبيعي أن يعود لبنان إلى وضعه السابق من حيث الاهتمام الدولي، خاصة في ظل سعي الدول للحفاظ على مصالحها في لبنان، الذي يُعتبر نقطة انطلاق لمشاريعها في المنطقة ككل.
وتابع "مع تبدل الخارطة الإقليمية وإعادة رسم قواعد اللعبة السياسية، خاصة فيما يتعلق بإيران ونفوذها، أصبحت الساحة اللبنانية مكان المواجهة السياسية الأخير، وفرصة إيران الأخيرة للحفاظ على ما تبقى من تأثيرها في المنطقة"، متوقعا ان تشهد المرحلة المقبلة تكثيفا في الحضور الدبلوماسي والسياسي في لبنان.
وأشار إلى أن الأولوية ستكون لإنجاز الملف الأمني في الجنوب، يليه ملف إعادة الإعمار، ثم الانتقال إلى القضايا الداخلية، وأبرزها معركة الانتخابات النيابية المقبلة.
ورأى أن هذه الانتخابات ستكون حاسمة في تحديد ملامح المشهد السياسي اللبناني، وترسيم نسب التمثيل السياسي بين مختلف الأطراف.