لم يحقق المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان أي اختراق يُذكر في الأزمة اللبنانية، وفشل في إقناع القوى السياسية بالتوافق حول انتخاب رئيس للجمهورية.
وأنهى المبعوث الفرنسي جولته في بيروت دون تحقيق تقدم تراهن عليه باريس لاستعادة دورها في لبنان، الذي يعيش في حلقة مفرغة منذ شغور المنصب قبل أكثر من عام ونصف العام.
ويثير فشل لودريان في المهمة مخاوف من تعميق الأزمة في لبنان، حيث فشل الفرقاء السياسيون في إنهاء معضلة الرئاسة.
وأوضح مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة "فرانس برس" أن لودريان الذي التقى قوى سياسية رئيسية في لبنان، بينها حزب الله، "لم يحقق أي اختراق يذكر" في الملف الرئاسي.
وأضاف المصدر الذي لم يكشف عن هويته أن "كل فريق متشبّث بمواقفه"، ما دفع لودريان إلى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أن "لبنان بات يواجه خطرا في وجوده"، مع استمرار الانقسامات في البلاد.
وحذّر لودريان خلال لقاءاته في بيروت من "مخاطر إطالة أمد الأزمة" وسط السياق الإقليمي المتوتر، وشدّد على "الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير"، وفق المصدر الدبلوماسي.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس، ولا يحظى أي فريق بأكثرية واضحة في البرلمان تمكنه من إيصال مرشحه، فيما يزداد الانقسام السياسي حدة بين "حزب الله" وحلفائه من جهة، وخصومهما في الجهة المقابلة.
وزيارة المبعوث الفرنسي هي السادسة إلى لبنان، في مسعى لإيجاد مخرج من الأزمة.
وبحسب متابعين لزيارته الأخيرة فقد أطلق لودريان جملة من التحذيرات في لقاءاته برؤساء الكتل النيابية، في محاولة لدفعها للالتقاء وتقريب وجهات النظر بينها، من أجل تسهيل انتخاب الرئيس، غير أن تلك التحذيرات والضغوط لم تجد نفعا مع تمسك كل طرف برؤيته.
ويؤكد مراقبون أن التصعيد عبر الحدود بين ميليشيا "حزب الله" وإسرائيل، المستمر منذ نحو ثمانية أشهر يزيد من حدة الانقسام السياسي، في بلد يغرق أساسا في أزمة اقتصادية متفاقمة منذ سنوات.