قيادي بحزب الله عن مصير صفي الدين: إسرائيل لا تسمح بتقدم عملية البحث في الأنقاض

logo
العالم العربي

فقدت ساقها بقصف غزة.. الطفلة قمر: لن يُجهضوا حلمي بأن أصبح طبيبة أطفال

فقدت ساقها بقصف غزة.. الطفلة قمر: لن يُجهضوا حلمي بأن أصبح طبيبة أطفال
26 نوفمبر 2023، 7:17 م

كثيرة هي القصص الدامية في غزة بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع، فلكل غزّي حكايته الخاصة مع القصف والدمار وفقدان الأحبة والعائلة، ذلك أن الجيش الإسرائيلي لم يترك في القطاع شارعًا أو بيتًا إلا ووضع بصمته فيه، سواء بالقصف أو القتل أو التشريد والتهجير وحالة النزوح لمئات الآلاف من المواطنين.

من بين تلك القصص، تبرز قصة الطفلة قمر الشريحي ذات الثماني سنوات التي فقدت قدمها اليسرى بقصف عنيف استهدف مسجدا قريبا من منزل عائلتها في غزة، لكن قمر تؤكد أن ذلك لن يمنعها من ملاحقة حلمها في أن تصبح طبيبة أطفال، حتى تحقيقه.



"انفجار كاد صوته أن يوقف قلبي"

فصول القصة المؤلمة ترويها الطفلة قمر، لـ"إرم نيوز"، قائلة: "كنت ذاهبة قبل نحو شهر في وقت الظهيرة إلى البقالة التي لا تبعد عن بيتنا سوى بضعة أمتار، إذ كنت أنوي شراء السكاكر التي أحبها، ليقطع الجيش الإسرائيلي رحلتي البسيطة نحو تحقيق إحدى رغباتي، بقصف شديد جدًا للمسجد الذي يقع على الجهة الأخرى من الشارع".

تضيف قمر: "في لحظة ما شعرت بانفجار كاد صوته أن يوقف قلبي وفجأة أمطرت السماء كومة من الأحجار الثقيلة فوق جسدي، كل جسدي، هذا آخر ما أتذكره قبل أن أستفيق وأجد نفسي في غرفة العناية المكثفة في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وأجد كذلك الجروح قد ملأت جسدي، وفجأة حاولت أن أقوم بتحريك ساقي اليسرى فلم أجدها، ثم نظرت إليها لأتأكد فوجدتها بالفعل غير موجودة، بدأت بالصراخ والبكاء والنداء على الأطباء ظنًا مني أنها قد تكون ملفوفة أو مغطاة، ومع تهدئتهم لي فهمت أن ساقي قد بترت في القصف، فبكيت كثيرًا وتألمت أكثر، إذ إنني لم أتخيل يومًا أن أفقد ساقي".

أخبار ذات صلة

تقرير: 80% من أطفال غزة يعانون صدمات نفسية بسبب الحرب‎

           

حلم طبيبة الأطفال لم يتوقف

وبملامح تختلط فيها الحسرة بالتحدي، تقول فرح: "بدأت أتأقلم بعض الشيء وأتقبل مرارة ما حصل، وكان ذلك بدعم أمي وأبي وعائلتي التي أحبها، الذين لم يتركوني لحظة محاولين التخفيف عني والاهتمام بي أكثر وشراء الشيبس والحلوى والألعاب باستمرار".

وبشأن أحلامها في المستقبل تؤكد رفح: "كنت دائما أرتدي اللباس الأبيض الخاص بالطبيبات وأحلم أن أصبح طبيبة في المستقبل، ومع ما حصل لي أصبح لدي الإصرار أكثر على تحقيق هذا الحلم وأن أصبح طبيبة أطفال"، مضيفة: "أريد أن أصبح طبيبة لأعالج الأطفال.. الأطفال من سني الذين قد يصيبهم الأذى الذي أصابني في يوم من الأيام".



"وصلتنا قمر في حالة يصعب وصفها"

من جهته، قال رئيس قسم الطوارئ في المستشفى الدكتور خليل الدقران: "وصلتنا قمر في حالة يصعب وصفها، كانت مغطاة بالدم وكانت ساقاها مهشمتين؛ بسبب تعرضها لشظايا وأحجار ثقيلة نتيجة القصف".

وأضاف الدقران، لـ"إرم نيوز": "فور وصولها قمنا بتحويلها إلى غرفة العمليات لإجراء التدخلات العلاجية اللازمة للجروح التي تعرضت لها، إلا أن ساقها اليسرى كانت شبه مبتورة وليس هناك أي أمل ولو شحيح بعلاجها، ما اضطر الأطباء آسفين لبترها وإجراء ما يلزم لئلا تتعرض للتلوث أو الالتهاب، ويقوم طاقم الصحة النفسية في المشفى باستمرار بزيارتها والاطمئنان عليها وتقديم الدعم النفسي اللازم لتبقى قوية".

ووفق الدقران، فإن "عدد الأطفال القتلى والجرحى الذين يصلون المستشفى جرّاء القصف الإسرائيلي مهول للغاية، فأكثر من 50٪ من عدد القتلى والجرحى الذين وصلوا مستشفى شهداء الأقصى هم من الأطفال في سن قمر أو أصغر أو أكبر بقليل، في جريمة لم تشهدها الإنسانية في العصر".  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC