حدد خبراء ومحللون أهدافًا عميقة لدوافع الجيش الإسرائيلي الذي يستعد لاستهداف حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، في عملية عسكرية جديدة، تأتي بالتزامن مع استمرار عملياته شمالي القطاع منذ نحو 50 يومًا، وفي رفح منذ عدة أشهر.
وأمر الجيش الإسرائيلي سكان الأحياء الشرقية لمدينة غزة بإخلائها على اعتبار أنها منطقة قتال خطيرة، الأمر الذي أدى لموجة نزوح جديدة بالمدينة، حيث زعم الجيش أن الأمر يأتي على إثر إطلاق قذائف صاروخية من حي الشجاعية على إسرائيل.
وسبق ذلك، إعلان الجناح المسلح لحركة حماس مسؤوليته عن إطلاق القذائف الصاروخية، التي استهدفت قاعدة للجيش الإسرائيلي على الحدود، فيما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية بمناطق متفرقة من القطاع وتتركز بمناطقه الشمالية والجنوبية.
وقال الخبير في الشأن العسكري، أحمد عبد الرحمن، إن "الجيش الإسرائيلي يتحرك لفتح جبهة قتال جديدة في غزة تطيل أمد الحرب وتحقق أهدافه المتعلقة بالسيطرة الأمنية والعسكرية على غزة وشمالها"، لافتًا إلى أن استهداف حي الشجاعية سيعزز من سيطرته على تلك المناطق.
وأوضح عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش الإسرائيلي يحقق هدفين رئيسين من التحرك الجديد، الأول يتمثل في تعزيز إنجازاته العسكرية شمالي القطاع على اعتبار أن حي الشجاعية قريب من المناطق الشمالية والحدود الشرقية مع إسرائيل".
وأضاف أن "الهدف الثاني يتمثل في إطالة أمد الحرب وخلق أهداف جديدة ضد حماس في قطاع غزة، ما يبعد الفرضية المتعلقة بإمكانية التوصل لاتفاق تهدئة بالوقت الراهن"، مرجحًا أن تمتد العملية العسكرية الجديدة لعمق مدينة غزة.
وأشار المحلل العسكري، إلى أن "الجيش الإسرائيلي يتخذ من عمليات إطلاق الصواريخ ذريعة للبدء بعملياته العسكرية، كما أنه يرغب بمنع عودة الأوضاع الإنسانية للسكان في غزة لما كانت عليه قبل الحرب في غزة"، مؤكدًا أن ذلك في إطار خطط الحرب طويلة الأمد.
وتابع: "يبدو أن الجيش اقترب من الانتهاء من عملياته العسكرية بشمال القطاع، ما يدفعه لفتح جبهة جديدة تمكنه من إجبار السكان على النزوح لوسط وجنوب القطاع"، مشددًا على أن إسرائيل تقوم بعملية تدريجية لإخلاء سكان غزة والشمال بالكامل.
وقال الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، إن "العملية العسكرية الجديدة في حي الشجاعية تهدف إلى السيطرة العسكرية بالكامل عليه، وإضافته إلى المناطق الأمنية لإسرائيل على الحدود الشرقية للقطاع"، لافتًا إلى أن الحي هدف إستراتيجي لإسرائيل.
وأوضح الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش يعمل على تنفيذ مخططات اليمين الإسرائيلي والتي تهدف لإعادة الاستيطان والنقاط العسكرية والأمنية الإسرائيلية لقلب القطاع، كما أنها تهدف لتعقيد مهمة حماس في التفاوض على صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب".
وبين أن "زيادة تمركز القوات الإسرائيلية في أعماق قطاع غزة من وجهة النظر الإسرائيلية ستدفع حماس لتقديم تنازلات غير مسبوقة، كما أنها ستمكن تل أبيب من تحقيق أهم أهداف الحرب والمتعلقة بالقضاء على الحركة وإنهاء حكمها لغزة المستمر منذ سنوات".
وزاد: "بتقديري سيعمل الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية لأسابيع طويلة ثم يقدم على توسيع عملياته العسكرية لتشمل أحياء أخرى بشرق المدينة كحي الزيتون والتفاح"، مؤكدًا أن ذلك سيعطيه مساحة للمناورة بحربه ضد حماس في غزة لأشهر أخرى.
ولفت إلى أن "إسرائيل ليست بحاجة لإطلاق عملية عسكرية جديدة في حي الشجاعية، خاصة وأنه تعرض لدمار كبير بسبب العمليات المتواصلة منذ أكثر من عام؛ إلا أن ذلك يؤكد وجود مخطط لحكومة بنيامين نتنياهو للبقاء أطول مدة ممكنة بالقطاع".
